رام الله الإخباري
كشف المفكر والأكاديمي الكويتي عبد الله النفيسي، عن أن التطبيع بين "إسرائيل" ودول الخليج يهدف إلى عدة أهداف، من ضمنها توطين اللاجئين الفلسطينيين.
وقال النفيسي في لقاء مع الإعلامي في قناة الجزيرة أحمد منصور، إن الاحتلال يريد من التطبيع الترتيب مع بعض دول مجلس التعاون الخليجي لتوطين نحو 3 مليون فلسطيني على الأقل في صحراء الخليج.
وأفاد بأن بعض الدول الخليجية تحمل نظرية مبسطة لهذا الأمر، وهي أن هذه المنطقة تعاني من ندرة سكانية، ونحن نستطيع استيعاب هذا الكم من اللاجئين، لحل المشكلة الأساسية بين الاحتلال والفلسطينيين.
ولفت إلى أن خبراء كثر من الإسرائيليين والأمريكيين اعتبروا أن أفضل حل توطين الفلسطينيين وذلك بالضغط الأمريكي.
وقال النفيسي "لقد حصل ذلك عندنا في الكويت، حيث استقبل الكويت عدة مرات وفودا من الكونجرس الأمريكي تطالبنا في مجلس الأمة توطين فئة معينة من الفلسطينيين".
واعتبر أن توطين الفلسطينيين في العالم العربي يوفر على الاحتلال دفع فاتورة ثمن الجريمة التي ارتكبها ضد الشعب الفلسطيني وأرضه المحتلة.
أما الهدف الثاني من التطبيع، أكد النفيسي أن الاحتلال يريد من دول الخليج الحصول على نفطها، الذي يكلفه استيراده من مناطق بعيدة تكلفة باهظة، وخطوط توصيل غير آمنة.
وأضاف أنه عندما توفر دولة من دول مجلس التعاون الخليجي خطا آمنا وقريبا للنفط يعتبر هذا خدمة عظيمة.
والهدف الثالث، هو الوصول للسوق الخليجية التي تتميز بالاستهلاك المتسارع، فالخليجيون أمة مستهلكة وغير منتجة، والصهاينة يعلمون ذلك ويسعون لاستثمار ذلك لخدمة اقتصادهم، حسب قوله.
والهدف الرابع، بحسب النفيسي، أن الاحتلال يسعى إلى أن تكون له يد مباشرة في النظام الإقليمي الخليجي، وتواجد سياسي ومعنوي محمي بالقانون الدولي، ويصبح له علاقات يستغلها لتوجيه النظام الإقليمي.
وأضاف أنه قد يحول الاحتلال هذه الدول لقواعد للعمل ضد إيران، وربما ضد العراق، مثلما حول أرتيريا قاعدة له للعمل ضد اليمن والسودان والصومال.
وذكر النفيسي أن الاحتلال متعطش للاتصال مع شعوب الخليج والشعوب العربية مباشرة ودون وسيط، للدخول إلى ضميرهم والاختلاط بهم، ومن ثم تنفيذ مشاريعه في عالمهم والسيطرة عليهم ومقدراتهم.
واعتبر أن "إسرائيل" إذا دخلت الخليج فمن الصعب خروجها منه، لما للخليج من بحبوحة اقتصادية ورفاهية وعلى سواحل شاسعة، وملتقى حضارات وعمالة أجنبية وافرة، فكل ذلك أسلحة بيد الصهاينة.
وأكد أن الإسرائيليين يوظفون التاريخ للمستقبل، ويعدون العدة لحقوق وتعويضات اليهود الذين تم إجلاؤهم من الجزيرة العربية وخيبر، وحقوقهم في المدينة المنورة وأيام الهجرة، حيث أصبح ذلك محط نظر المراكز الصهيونية، التي تنشر في ذلك مجلات ودوريات شهرية ونصف شهرية.
وحذر المفكر الكويتي دول مجلس التعاون الخليجي من أن الإسرائيليين سيبدؤون مسلسل المطالبات بما يظنونه أنه حقهم، بالتعويض وجني أثمان التطبيع من دماء الشعوب.
رام الله الإخباري