رام الله الإخباري
كشفت وسائل اعلام أمريكية، اليوم الثلاثاء، النقاب عن سعي الرئيس الأميركي المنتهية ولايته، دونالد ترامب، إلى توفير الحصانة القانونية لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، من الملاحقة القضائية في قضية رفعها ضده المسؤول الأمني السعودي السابق سعد الجبري.
ووفقا لما أوردت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، فإن السعودية طلبت من وزارة الخارجية الأمريكية منح الحصانة إلى بن سلمان في ظل الدعوى القضائية التي أقامها الجبري ضده أمام المحكمة الأميركية.
وأوضحت الصحيفة أنه في حال أوصت الوزارة في هذه القضية، فإنه سيتم استبعاد بن سلمان كمتهم في قضايا أخرى تم رفعها مؤخرا في الولايات المتحدة، بما في ذلك تلك التي تتهمه بتوجيه الأوامر بقتل الصحافي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول.
ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن هذا الأمر سيكون من الصعب اتمامه بعد وصول إدارة الرئيس المنتخب بايدن إلى الحكم.
وكان بايدن قد تعهّد بإعادة النظر في العلاقات مع السعودية بعد اغتيال خاشقجي وإنهاء الدعم الأميركي للعملية العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن.
وفي وقت سابق، كشفت وثائق قضائية أمريكية جديدة، اطلعت عليها وسائل الاعلام، عن تقدم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بطلب إلى محكمة أميركية لرفض شكوى مقدمة ضده تتهمه بمحاولة اغتيال.
وبحسب ما أكد مايكل كيلوغ محامي وليّ العهد السعودي، فإن العيوب كثيرة وواضحة للغاية في الشكوى التي قدمها المسؤول الأمني السابق سعد الجبري للمحكمة الأمريكية ضد بن سلمان، تتهمه بمحاولة قتله في كندا.
وأشار المحامي إلى أن الشكوى تتحدث عن محاولة قتل في كندا موجهة من السعودية، لكن لم تثبت أي من الادعاءات الضئيلة المتعلقة بالولايات المتحدة وجود اتصالات بين ولي العهد والولايات المتحدة ومطالبات الجبري القانونية.
وأوضح المحامي أن السعودية قد رفعت دعوى قضائيّة بشأن هذا الفساد والسرقة الفاضحين، وهي تُحاول جاهدة تسلم الجبري الذي يعيش في المنفى في كندا.
يذكر أن الرياض تتهم الجبري باختلاس 11 مليار دولار من الأموال المخصّصة لمكافحة الإرهاب التي كان مسؤولاً عنها بين عامي 2001 و2015.
وأقيل الجبري في 2015 من منصبه كمسؤول عن مكافحة التجسّس في وزارة الداخليّة السعوديّة. والجبري المقرب من الأمير محمد بن نايف، فر من المملكة في 2017 عندما أطيح الأخير من السلطة لمصلحة محمد بن سلمان، واستقر في منطقة تورنتو حيث يعيش تحت الحماية.
وقد قدّم شكوى في السابع من آب/أغسطس، متهماً محمد بن سلمان خصوصا بإرسال فريق من العناصر إلى كندا لتصفيته نهاية 2018، بعيد مقتل الصحافي جمال خاشقجي في تركيا.
وبحسب أقواله، فإنّه بعد 13 يوماً من اغتيال خاشقجي في الثاني من تشرين الأوّل/أكتوبر 2018، وصل فريقٌ وصفهُ الجبري بأنه يضم "مرتزقة شخصيين" لولي العهد. لكنّ أجهزة الأمن الكندية رفضت دخولهم البلاد لأنها وجدت سلوكهم مريبا.
عرب 48