رام الله الإخباري
أكدت الأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، أن العالم ما زال يتجه نحو ارتفاع درجات الحرارة بأكثر من ثلاث درجات مئوية، وذلك على الرغم من انخفاض الانبعاثات بسبب جائحة "كوفيد-19"، مما يشكل بُعدا واضحا اتجاه تحقيق أهداف اتفاقية باريس حول المناخ.
ووفقا لـ "سكاي نيوز عربية"، فإن بيانا صادرا عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة، يحذر من أنه بعد الوصول إلى رقم قياسي في عام 2019، فإن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري ستنخفض بنحو 7% خلال العام الجاري، في ظل إغلاق جزء من الاقتصاد العالمي في مواجهة الجائحة.
وأوضح التقرير أن هذا الأمر لن يؤثر بشكل كبير على المدى الطويل على تغير المناخ.
وكانت الأمم المتحدة، قد أشارت إلى أنه للمحافظة على الأمل باحترار مناخي لا يتجاوز 1.5 درجة مئوية، لابد من خفض انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة 7,6% سنويا بين العامين 2020 و2030.
وحددت اتفاقية باريس للمناخ، هامش الارتفاع في درجات الحرارة بـ 2 درجة مئوية مقارنة بالمستويات التي كانت سائدة ما قبل الحقبة الصناعية.
وفي وقت سابق، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أن متوسط درجة حرارة الأرض ارتفع بمقدار درجة مئوية واحدة منذ القرن التاسع عشر، وهو ما يكفي لزيادة شدة الجفاف وموجات الحرارة والأعاصير المدارية.
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن غوتيريش دعوته للقوى العالمية للتكاتف وتجهيز اقتصاداتها من أجل مستقبل أخضر وإلا ستهلك" الإنسانية، موضحا أن عام 2020 كان يعد عاما محوريا لخطة البشرية لتفادي تبعات الاحتباس الحراري الكارثي، قبل كارثة كورونا.
وأضاف: "حولت أزمة كورونا ملف المناخ إلى الهامش حيث أطلقت الدول عمليات إغلاق غير مسبوقة لمحاولة إبطاء انتشاره، مشيرا إلى أن الحاجة إلى العمل بشأن المناخ أصبحت أكثر إلحاحا من أي وقت مضى.
وشدد على ضرورة أن يزيد الوباء من تركيز الحكومات على خفض الانبعاثات، وحثها على استخدام الأزمة كنقطة انطلاق لإطلاق سياسات "تحويلية" تهدف إلى ثني المجتمعات عن استهلاك الوقود الأحفوري.
ودعا الدول إلى إنهاء دعم الوقود الأحفوري، وإطلاق استثمارات ضخمة في مصادر الطاقة المتجددة والالتزام بـ "الحياد الكربوني"، صافي صفري للانبعاثات، بحلول عام 2050.
ويعد حرق الوقود الأحفوري إلى حد بعيد الدافع الرئيسي لارتفاع درجات الحرارة، مع تركيزات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي الآن عند أعلى مستوياتها منذ حوالي ثلاثة ملايين سنة.
وكانت السنوات الخمس الماضية هي الأكثر حرارة على الإطلاق، فيما تذوب الصفائح الجليدية بمعدل يماثل أسوأ سيناريوهات العلماء، ما قد يؤدي إلى ارتفاعات مدمرة في مستوى سطح البحر.
وتقول الأمم المتحدة إنه لا يزال من الممكن الوصول إلى هدف أكثر أمانا يتمثل في وضع حد أقصى لارتفاع درجة الحرارة بمقدار 1,5 درجة مئوية، ولكن لتحقيق ذلك، يجب أن تنخفض الانبعاثات العالمية بنسبة 7,6 في المئة سنويا هذا العقد. في حين أن عمليات الإغلاق التي تم تنفيذها أثناء الوباء يمكن أن تقلل من الانبعاثات العالمية بنسبة تصل إلى ثمانية بالمئة في 2020، حذر العلماء من أنه بدون تغيير منهجي، سيكون هذا الانخفاض بلا معنى بشكل أساسي.
وهناك مخاوف من أن حزم التحفيز الضخمة لـ كوفيد-19 التي أطلقتها الحكومات يمكن أن توفر دعامة للصناعات الملوثة.
سكاي نيوز