إيران تكشف عن "أداة" اغتيال "زادة " وتتوعد اسرائيل برد حاسم

اغتيال العالم النووي الايراني زادة

رام الله الإخباري

أعلن المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني، رمضان شريف، اليوم الأحد، عن استخدام أسلحة إلكترونية متطورة تم توجيهها عبر الأقمار الصناعية في عملية اغتيال العالم النووي محسن فخري زادة.

ونقلت وكالة "إرنا"، عن شريف، توعده بالرد الحاسم على "إسرائيل" التي نفذت هذه العملية، مشددا على أن هذه الجرائم لن تبقى دون رد.

وبالأمس، فجّر حامد فخري زاده، نجل العالم النووي الإيراني الذي اغتيل الأسبوع الماضي، مفاجأة صادمة وتفاصيل لم تكن معروفة من قبل، حول اللحظات الأخيرة قبل حادثة الاغتيال.

ونقلت وسائل الاعلام الإيرانية، عن نجل فخري زاده، نفيه ما ورد في الكثير من الأحاديث حول تنفيذ الجريمة من قبل مدفع رشاش مثبت على شاحنة صغيرة كانت موجودة على جانب الطريق ويتم التحكم بها عبر الأقمار الصناعية.

وأوضح أن والدته كانت بجوار زوجها عند وقوع الحادث، ولم تُصب بأذى من إطلاق النار، بينما أصيب والده بأربع أو بخمس أعيرة نارية.

كما نقلت صحيفة "صبح نو" الإيرانية عن نجل فخري زاده، تأكيده أن والده تلقى تحذيرًا من قبل عناصر الأمن المسؤولين عن حراسته بعدم الخروج يوم الاغتيال.

وأضاف: "غير أن والدي خرج في يوم الحادثة، وكان ينوي حضور اجتماع مهم"، مبينا أن العائلة مازالت تنتظر نتائج الحادث.

وتابع الابن، أن "كل ما يعرفه هو أن والدته كانت مع والده لحظة بلحظة، وقبل أن يتلقى والده الطلقة الأولى، كانت والدتي برفقته خارج السيارة، قبل أن يتلقى الرصاصات الأخرى ويسقط من ذراعها".

يذكر أن صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، كشفت ما وصفته بالتفاصيل المثيرة عن عالم النووي الإيراني محسن فخري زادة الذي كان قد اغتيل في طهران الجمعة قبل الماضية.

ولفتت إلى أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" كان يتابعه على مدار 3 عقود، ويمتلك له تسجيلات سرية تتحدث عن حاجته إلى تمويل لبناء 5 رؤوس تفجيرية نووية.

وأضافت أن الموساد لديه وثائق نووية بخط يد فخري زادة تم الحصول عليها بعد اقتحام الأرشيف النووي في طهران.

وقال محلل الشؤون الاستخباراتية في الصحيفة رونن برغمان، في مقال له، رغم أن "إسرائيل" لم تعترف بالقيام بعملية اغتياله، إلا أن اسمه يتردد في أروقتها الأمنية منذ عقود، وكان أول ظهور لاسمه عام 1993، وقت بدايات منظومات التخصيب الإيرانية، والحصول على أجهزة من "أب المشروع النووي الباكستاني عبد القادر خان".

ولفتت الصحيفة في المقال إلى أن اسم زادة تردد كاسم عالم صغير في البداية، ثم بدأت إيران تقيم مكان صغيرا لتجميع أجهزة الطرد المركزي في محافظة دماوند.

واكتشف الإيرانيون أن أمريكا و"إسرائيل" لديهم علم بالمكان، فنقلوا التجمع إلى مكان سري وكبير في نطنز، وأطلقوا على المشروع اسم "آماد".

وقد استلم زادة زمام الأمور في الموقع، حيث كان في صفوف الحرس الثوري الإيراني عام 1979، ويدين بالولاء الكبير للنظام.

وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس الحكومة "الإسرائيلية" السابق إيهود أولمرت كان قد صادق على عملية لاغتيال فخري زادة، إلا أن مسؤولا في الموساد أقنعه بإلغائها خشية انكشاف خلية الاغتيال.

ولفتت إلى أن موضوع اغتيال زادة عرض أكثر من مرة خلال فترة المفاوضات بين إيران والدول الأوروبية الخمس والولايات المتحدة، إبان ولاية الرئيس الأمريكي باراك أوباما عام 2015، إلا أن "الموساد" حذر من القيام بتنفيذ العملية بسبب التوقيت الحساس المرافق للمفاوضات، وتبعات ذلك على المنطقة.

وفي 27 نوفمبر الماضي، اغتيل زادة الذي كان يرأس منظمة الأبحاث والإبداع التابعة لوزارة الدفاع الإيرانية.

وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد أدرجت العالم زادة على لائحة العقوبات عام 2008 على خلفية "نشاطات وعمليات ساهمت في تطوير برنامج إيران النووي"، في حين اتهمه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو سابقا بالوقوف خلف برنامج نووي "عسكري".

وعقب الاغتيال، توعد المرشد الإيراني الأعلى آية الله على خامنئي بالثأر للعالم النووي زادة.

وأشار وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف في يوم الاغتيال إلى وجود دلائل واضحة على تورط "إسرائيل" في اغتياله.

وذكر أن العالم زادة من أبرز العلماء النوويين الإيرانيين الذين كانت تسعى الاستخبارات الإسرائيلية لاغتياله، وقد أعلن نتنياهو قبل عامين عن اسمه في أحد المؤتمرات الصحفية.

واتهم الرئيس الإيراني حسن روحاني اتهم "إسرائيل" باغتيال العالم النووي زادة.

وتطابق ذلك مع نقل صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن 3 مسؤولين أمريكيين، اثنان منهم مسؤولو الاستخبارات الأمريكية، قولهم إن "إسرائيل" وراء عملية اغتيال العالم الإيراني الذي كان منذ فترة طويلة هدفا للموساد.

وقال روحاني في بيان له، نقله التلفزيون الإيراني، إن الأيدي الشريرة للاستكبار العالمي مع النظام الصهيوني المغتصب كمرتزقة، تلطخت مرة أخرى بدماء أحد أبناء هذه الأمة، مؤكدا أن هذه الجريمة لن تبطئ مسار بلاده النووي بل سيزيد عزمها.

وأضاف أن الأمة الإيرانية غرقت في الحزن على خسارة أحد علمائها المجتهدين، وهو خسارة فادحة، إلا أنه اعتبر أن عملية اغتياله أظهرت شدة يأس العدو ونتيجة عجز أعداء إيران في المنطقة وفشلهم في الملفات السياسية.

وأرسلت إيران رسالة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ومجلس الأمن الدولي اتهمت فيها "إسرائيل" بالضلوع في عملية الاغتيال، وأنها تحتفظ بحقها في الرد والدفاع عن نفسها، مطالبة إياهما بإدانة عملية الاغتيال.

سبوتنيك