رام الله الإخباري
يتابع الأكراد في العراق، مؤخرا، باهتمام بالغ حالة الهرولة العربية نحو التطبيع مع "إسرائيل".
وعلى الرغم من العلاقات التاريخية بين "إسرائيل" والأكراد، إلا أن المحللين السياسيين والمتابعين يرون أن تطبيع العلاقات بشكل رسمي لا يمكن أن يتم إلا بإقامة الحكومة الرسمية في بغداد علاقات رسمية وهو الأمر المستبعد.
ويتوزع الأكراد البالغ عددهم حوالي 30 مليوناً بين العراق وإيران وسوريا وتركيا، ويطالبون منذ أكثر من قرن بإقامة دولة خاصة بهم.
وخلال الفترة الماضية، وفّرت "إسرائيل" دعما إنسانيا وعسكريا للأكراد المتضررين من حملات الرئيس العراقي الراحل صدام حسين القاسية ضدهم خلال الثمانينات والتسعينات، فيما غادر معظم اليهود العراقيين عبر المنطقة الكردية الشمالية، إلى "إسرائيل".
ويعيش الأكراد العراقيون حالياً في ظل نظام حكم ذاتي له قواته الأمنية الخاصة ويدير حدود الإقليم مع إيران وتركيا وسوريا.
ووفقا لرئيس لجنة العلاقات الدولية في برلمان كردستان العراق ريبوار بابكي، فيرى أنه على العراق تطبيع العلاقات مع "إسرائيل" لتعزيز السلام في المنطقة. ويضيف، "كلما كان ذلك أسرع، كان أفضل".
وأكد أن ذلك يمكن أن يساعد "الدول العربية في تطوير البحث العلمي والأكاديمي عبر برامج تبادل، باعتبار أن إسرائيل دولة رائدة في مجال البحث العلمي والتكنولوجي".
ومن المعلوم أنه لا يمكن لإقليم كردستان فعل ذلك بمفرده، إذ يعود القرار في سياسة البلد الخارجية إلى الحكومة العراقية المركزية، حيث أنه في حال فتحت سفارة إسرائيلية في بغداد، ستفتح في أربيل قنصلية في اليوم التالي.
بدوره، استبعد المحلل السياسي هيوا عثمان تقارب "إسرائيل" مع أكراد العراق رغم الروابط التاريخية، مرجعا ذلك إلى أن "إسرائيل" لم تعد بالأهمية نفسها بالنسبة إلى الأكراد اليوم.
ويوضح أن "الولايات المتحدة حاضرة اليوم في أربيل ولا يحتاج الأكراد إلى وسيط، لذلك لا حاجة لهم لإقامة علاقة سياسية مع إسرائيل".
ويعتبر أنه على عكس البحرين والإمارات، على أكراد العراق الحفاظ على توازن حساس في روابطهم مع أنقرة وطهران اللتين لهما نفوذ هام في الساحة السياسية الكردية في العراق وتعارضان فكرتي الاستقلال والتطبيع مع إسرائيل.
أما الباحث في معهد واشنطن للشرق الأدنى بلال وهاب، فإن "إسرائيل" قد تعتبر الارتباطات مع الأكراد أقل أهمية مقارنة بالمكاسب الدبلوماسية التي حققتها.
ويضيف، "بعد تطبيعها مع الإمارات والبحرين وفي طريقها للتطبيع مع السودان، تنظر إسرائيل الآن إلى السعودية وليس الأكراد".
ووقعت كلا من الإمارات والبحرين أخيراً اتفاقين لتطبيع العلاقات برعاية أميركية، وأعلنت السودان اتفاقاً مماثلاً.
القدس دوت كوم