10 سنوات على الربيع العربي

1cf77cb2-4c8b-49d3-91b3-6ee859fbde29.jpg

تحل ذكرى انطلاق ثورات الربيع العربي العاشرة، في السابع عشر من ديسمبر المقبل، وهو الحدث التاريخي الذي غيّر وجه المنطقة بأكملها.

وبدأت شرارة "الربيع العربي" بعود ثقاب أشعله البائع المتجول محمد البوعزيزي بجسده بعد صب الوقود على نفسه في تونس، احتجاجا على احتجاز السلطات المحلية بضاعته في 17 ديسمبر 2010.

ومنذ ذلك التاريخ، بدأت الأنظمة العربية تسقط واحدا تلو الآخر، فيما انطلقت المظاهرات والاحتجاجات في عدد من الدول مثل تونس وليبيا ومصر واليمن وسورية تبعتها إصلاحات مخيبة للآمال في أحسن الأحوال.

وبعد ثماني سنوات من الربيع العربي، انطلقت موجة ثانية من الانتفاضات الشعبية في كل من السودان والجزائر والعراق ولبنان.

وأدت وفاة بوعزيزي إلى ثورة غضب واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، لينتقل الغضب إلى الشوارع سريعا، مما أجبر الرئيس زين العابدين بن علي -الذي بقي في السلطة 23 عاما- على الفرار إلى السعودية.

وفي ذات الشهر، اندلعت احتجاجات مطالبة بالحرية في كل من مصر وليبيا واليمن، وجسدت الصور وأشرطة الفيديو -التي انتشرت في المنطقة والعالم- والشعارات الممزوجة بالأمل والعزم والشجاعة إرادة تبدو كأنها تضع حدا لما اعتبر دائما قدرا محتوما للشرق الأوسط، وهو جمود الحياة السياسية، وظنت الشعوب أنها قادرة على كل شيء.

وأطاحت الانتفاضات الشعبية بدكتاتوريات متجذرة حكمت لعقود بقبضة من حديد. وحرّكت الحناجر التي كانت تصدح بهتاف مشترك "الشعب يريد إسقاط النظام"، مشاعر الملايين في كل أنحاء العالم. واختصرت رغبة جيل كامل كان يجهل حتى الآن قدراته، بالحرية والتحرّر من الخوف.

وحدث ما لم يكن متوقّعًا في 11 شباط/ فبراير 2011، حين استقال حسني مبارك.

في اليمن، وفي الموجة الثانية بعمر البشير في السودان العام الماضي. وبلغ مجموع حكم هؤلاء الخمسة 146 عامًا، من دون احتساب حكم صالح كرئيس لليمن الشمالي لمدة 12 عامًا قبل توحيد البلاد عام 1990.

في البحرين، الدولة الوحيدة في الخليج التي شهدت احتجاجات شعبية، تمّ قمع الانتفاضة بعنف بدعم من المملكة العربية السعودية التي استبقت انتقال العدوى الى أرضها بتوزيع مساعدات نقدية ضخمة على سكانها.

في المغرب، تمّ احتواء "حركة 20 فبراير" 2011، بإصلاحات تجميلية. ولم تصل التظاهرات الى الجزائر إلا في 2019.

في ليبيا، توزّع الثوار بين ميليشيات لا تعدّ ولا تحصى، وتصارعوا ما أدّى إلى تفتيت البلاد. وتغذي النزاع الدامي تدخلات خارجية على نطاق واسع. وانزلق اليمن بدوره إلى حرب أهلية مع تأثيرات خارجية.

في سورية، لم يأت دور بشار الأسد قط، فقد نجا من العاصفة وبات "قطعة الدومينو" الوحيدة التي لم تسقط. فقد تحولت الاحتجاجات في بلاده الى حرب مدمرة، بينما بقي الرئيس السوري ونظامه القمعي في مكانهما.