مخبز فلسطيني تديره البصيرة والإشارة شمال الضفة

رام-الل-مخبز.jpg

رام الله الإخباري

لم يقف فقدان البصر عائقا أمام الشاب الفلسطيني محمد موسى ليدير مخبزا مع شقيقيه عبد الله ونور، اللذين يعانيان الصمم والبكم.

وتفوح رائحة الخبز التي تجذب المارين من "مخبز النور" الذي افتتحه الأشقاء الثلاثة ببلدة دير بلوط شمالي الضفة الغربية.

يقول الكفيف محمد "30 عاما" إن "البصيرة فن رؤية ما لا يستطيع الآخرون رؤيته". ومحمد ولد ضعيف البصر وفقده تماما في الخامسة من عمره، لكنه الوحيد الذي يستطيع الكلام على عكس شقيقيه، حيث باتت الإشارات وسيلة الأصمين الأبكمين للتواصل في إدارة المشروع الذي يعد مصدر رزقهم والنأي عن الحاجة إلى الناس.

وتشير بيانات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، إلى أنه حتى عام 2017، فإن 255 ألفا و228 فردا يعانون إعاقة واحدة على الأقل، وتصنف البصرية بأنها الإعاقة الثانية بعد الحركية وتشكل 2.6%.

يوضح محمد أنه أحيانا لا يفهم عبد الله (31 عاما) ونور (28 عاما) ما يريده الزبائن، فأتولى المهمة عبر إشارات بيدي ليفهما ما يريدون.

واعتبر محمد الإعاقة ليست مانعا أمام نجاحهم، قالها وهو يقلب كرات العجين ويضعها في آلة صنع الخبز، فيما عبد الله يتابع تجهيز الأرغفة وبيع الزبائن.

ولفت إلى أن المشروع فكرة والدهم الذي عمل في مخابز عديدة واكتسب خبرة كبيرة واطلع على طريقة صنعه، ليقوم بنقل التجربة إلى أبنائه بكل حرفية وإتقان.

وأشار إلى أن الإعاقة ترافقهم منذ الولادة وأنهم لو استسلموا لانعكاساتها لعجزوا عن عمل أي شيء، لكنهم قرروا تحدي واقعهم ليكونوا منتجين وفاعلين، وأصبحوا خبازين محترفين بل مفضلين في بلدتهم الواقعة جنوب غرب سلفيت والبلدات المجاورة.

ويضطر الإخوة أحيانا إلى مواصلة الليل بالنهار لإنجاز العمل وتلبية كل الطلبات، إذ يدركون أن "يدا واحدة لا تصفق، فالتعاون أنجح العمل وحقق الفائدة المرجوة".

ويأمل الإخوة تطوير عملهم واستخدام آلات حديثة تناسب وضعهم لإنتاج مزيد من الأصناف مثل الكعك والحلوى.

 

المصدر:  الأناضول

رام الله الإخباري