رام الله الإخباري
رام الله الاخباري:
نعت معلمة القرآن والداعية هيفاء سليمان (شلش) تلميذها المغدرة وفاء عباهرة من عرابة بالداخل الفلسطيني المحتل.
وكانت المغدورة عباهرة "37 عاما" قد قتلت على يد طليقها ربيع كناعنة الإثنين الماضي طعنا حتى الموت، في الشارع الرئيسي بمدينة عرابة.
وقالت شلش عن تلميذتها "أيتها النفس المطمئنة رحمك الله وغفر لك أيتها الطيبة وفاء، تلك المرأة التقية الصادقة التي رافقتني أكثر من 20 عاما في مسيرتي الدعوية، وكثير هي الأوقات التي كنا نقضيها معا لتحدثني عن بعض همومها وأحزانها وأوجاعها".
وأضافت "حملت وفاء من مزايا الأدب والخلق ما لم تحمله الكثيرات، فلم يعرف لسانها يوما المسبة والشتيمة والكلام الفاحش البذيء على من ظلمها، كل ما يهمها رضى الله وشرعه، كانت دائما تستشعر مراقبة الله في تصرفاتها فتستحي من مخالفته وتجاهد نفسها في طاعته والتقرب منه والأنس به، ولهذا كانت نفسها صافية زكية وهواها مُقيد بشرع ربها".
وتابعت معلمتها أنها "قبل طلاقها كانت زوجة صابرة صالحة حافظة لحرمة الرباط المقدس بينها وبين زوجها في غيبته وحضوره، حاولت أن تتمسك بزواجها من أجل أبنائها وأسرتها وتحملت وحملت أثقال الهموم والمصاعب والآلام، فهي الزوجة الودود الحانية المحبة التي تفكر بعقل ومنطق وتدبر من أجل أن تتخطى العقبات داخل أسرتها".
وأردفت "صديقتي وحبيبتي وفاء كانت مصدر كبير للخير والبركة والسعادة داخل أسرتها وخارجها، كلما رأتني ومجموعتي تبتسم من بعيد رغم همومها لم يعرف وجهها العبوس إذا لم يعجبها شيء، بل تكتفي بالصمت، صدقا أحدثكم عن إنسانة كالملاك".
ولفتت المعلمة إلى أن وفاء "قبل وفاتها بيومين كان لها معي لقاء ضمن مشروع حفظ القرآن لتقرأ علي سورة من سوره، حيث وصلت بحفظها إلى الجزء الـ20، والشيء الذي نقف عنده متأملين أن آخر ما قرأت: (وما ربك بغافل عما يعملون)".
وأضافت "عند التسميع تجلس أمامي بأكمل الأحوال وأكرم الشمائل، جلسة المتعلمين تقرأ بذوق وأدب بتركيز وخشوع، قراءة تمكين وتثبيت لا تلتفت يمينا ولا شمالا، وعندما تنهي ما عليها تراها تشكرني بكلماتها التي لا يمكن أن أنساها: (الله يسعدك، جزاك الله خيرا، حفظك الله ورعاك، بارك الله فيك)".
ورغم انقطاعها عن المجموعة لظروف خاصة "لم يمنعها ذلك من أن تتواصل معي بسرية تامة حفاظا عليها وعلى سلامة بناتها وتقرأ علي ما حفظت من القرآن، وعندما استقرت الأحوال نوعا ما عادت إلى المجموعة سعيدة وكأنها ملكت الدنيا وما فيها".
وأردفت "مما يثلج الصدر أن غاليتي وفاء رحمها الله قبل أكثر من 6 أشهر أصرت على أن تكفل يتيما رغم وضعها، وعندما سُئِلت لماذا تكفلين بهذه الظروف قالت: (عسى الله أن يفرج همي بهذه الكفالة)، وقبل وفاتها بشهر ذهبت إلى أخت لنا في المجموعة وقالت: (هذا مبلغ للكفالة عن شهرين لأني لا أعلم ماذا يحدث لي)".
رام الله الإخباري