هل يُصلح بايدن ما أفسده ترامب بشأن فلسطين؟

ترامب وبايدن والفلسطينيين

رام الله الإخباري

رام الله الاخباري:

على الرغم من السعادة الحذرة التي يبديها الفلسطينيين، تجاه فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات الأمريكية، يتساءل الجميع "هل يمكن أن يصلح بايدن ما أفسده ترامب أو "رجل إسرائيل" كما يسميه البعض؟

واستبعد محللون وسياسيون فلسطينيون، تغيير جذري في السياسة الأمريكية "التقليدية" الداعمة لإسرائيل، بعد فوز بايدن، متوقعين ألا يتراجع بايدن عن أي قرارات اتخذها ترامب خلال عهده.

وأكد المحللون والسياسيون في أحاديث إعلامية منفصلة، على أن الاختلاف بين بايدن وترامب سيكون فقط في الطريقة والأسلوب الذي سيتم اتخاذه دون تغير في السياسة الأصلية للولايات المتحدة.

وبحسب المحلل السياسي مصطفى إبراهيم، فإن ترامب كان الشخصية الأمريكية الأكثر سوءا بالنسبة للفلسطينيين، عقب القرارات المجحفة التي اتخذها بالنسبة للقضية الفلسطينية.

وأوضح إبراهيم أن بايدن لن يختلف عن ترامب أو الإدارات الأمريكية السابقة في دعمه لإسرائيل، إنما سيكون مختلفا بالأسلوب الذي سوف يتخذه.

كما رجح إبراهيم، أن تستأنف السلطة الفلسطينية التنسيق الأمني مع إسرائيل، واستعادة أموال المقاصة، التي تحتجزها إسرائيل.

وتنبأ أن تنتظر الإدارة الأمريكية الجديدة فترة من الزمن للعودة لاستئناف المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية.

أما، المحلل السياسي خالد العمايرة، فيرى أن ترامب كان كابوسا على أمريكا والعالم، وبمثابة سرطان خبيث بالنسبة للفلسطينيين.

وأكد العمايرة، أن الفلسطينيين لا يتوقعون معجزات من جو بايدن، مضيفا "لكن الفلسطينيين كالذي يتعلق بقشة حتى لا يغرق".

ورجح أن يعيد بايدن فتح مكتب منظمة التحرير في واشنطن، الذي أغلقه ترامب وإعادة المساعدات التي حجبها عن السلطة ووكالة الغوث.

وتوقع العمايرة عودة المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية برعاية أمريكية، "لكنها ستظل تدور في حلقة مفرغة، وتنتهي سنوات بايدن الأربع، دون أي تقدم".

بدوره، اتهم عضو اللجنتين المركزية لحركة فتح والتنفيذية لمنظمة التحرير عزام الأحمد، اليوم الأحد، الرئيس الأمريكي المنتهي ولايته دونالد ترامب بالتسبب في مشاكل عديدة حول العالم، وذلك بعد يوم واحد من فوز منافسه الديمقراطي جو بايدن برئاسة البيت الأبيض.

وحمّل الأحمد ترامب بترسيخ الصدع في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وذلك عقب اتخاذه العديد من القرارات التي أضرت بالقضية الفلسطينية، بدء بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إليها، مرورا بصفقة القرن الأمريكية التي تهضم الحقوق الفلسطينية، وليس انتهاء بالاعتراف بشرعية الاستيطان.

في المقابل، أعرب الأحمد عن أمله في أن ينتهج الرئيس الأمريكي الـ46 جو بايدن نهجا مغايرا لنهج ترامب، عبر التمسك بحل الدولتين وإعادة المساعدة للشعب الفلسطيني وإنهاء صفقة القرن.

وأشارت إلى أن بايدن كان قد أعلن عن نيته إعادة افتتاح مكتب منظمة التحرير في الولايات المتحدة، والقنصلية الأمريكية في القدس، والتي كان قد أغلقهما ترامب في عهده.وفقا لحديثه لوكالة "سبق 24".

من جانبه، عقب مستشار الرئيس الفلسطيني الدكتور نبيل شعث على فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن بانتخابات الرئاسة الأمريكية.

وقال شعث في تصريح مقتضب عبر صفحته الرسمية "فبسبوك" إنه لم يكن هناك أسوأ من عهد ‎ترامب والخلاص منه مكسب.

والسبت، أعلنت وسائل إعلام أمريكية فوز جو بايدن بالسباق إلى البيت الأبيض، على حساب الرئيس الحالي الجمهوري دونالد ترامب، الذي رفض الاعتراف بالهزيمة، حسبما أكدت حملته الانتخابية، وقد عانى الفلسطينيون كثيراً، في عهد ترامب منذ توليه السلطة مطلع 2017.

وكان ترامب قد أعلن في ديسمبر/كانون الأول 2017، اعتراف إدارته بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، وفي مايو/أيار 2018، نقل سفارة واشنطن من تل أبيب إلى القدس، وفي المقابل، أعلنت السلطة الفلسطينية قطع اتصالاتها مع إدارة ترامب، واستمرت القطيعة حتى اليوم.

وفي 2 أغسطس/آب 2018، أعلنت السلطة الفلسطينية أن الإدارة الأمريكية أوقفت كل مساعداتها للفلسطينيين، بما يشمل المساعدات المباشرة للخزينة وغير المباشرة، ولاحقاً في 10 سبتمبر/أيلول 2018، أغلقت الإدارة الأمريكية مكتب منظمة التحرير بواشنطن، وحساباتها المصرفية، وبعد أيام طردت السفير الفلسطيني لديها حسام زملط وعائلته.

وفي يناير/كانون الثاني 2020، أعلن ترامب خطة "صفقة القرن" لتصفية القضية الفلسطينية، والتي تتضمن إجحافاً كبيراً بالحقوق الوطنية الفلسطينية، وتدعو إلى إقامة حكم ذاتي، تحت مسمى "دولة"، على مناطق سكنية غير متصلة جغرافياً، وتقطع أوصالها المستوطنات الإسرائيلية.

عربي بوست