رام الله الاخباري :
قبيل انتصاف الليل، في هدوء خريفي يخيم على قرية يتما التي تبعد 20 كم إلى الجنوب من نابلس، توقفت فجأة مركبة سوداء آتية من بعيد تعود للشاب صخر نجار بعد خلل حدث فيها فلا وقود والمركبة لم تعد تعمل.
الشاب صخر نجار كان عائدا إلى منزله في قرية يتما لكن خللا ما حدث في المركبة التي تعطلت قرب مفرق ترمسعيا ليطلب المساعدة من صديقه عامر عبد الرحيم صنوبر لإصلاحها الذي قدم لمساعدته.
عامر وصخر وقد أرهقهما محاولة إصلاح المركبة التي باءت بالفشل، هبوا إلى شحن المركبة المعطلة من خلال مركبة خاصة أوصلتهم إلى كراج لتصليح المركبات يعرفونه في بلدة ترمسعيا والتي تقع في المنتصف بين محافظة رام الله ومحافظة نابلس، غير آبهين بإجراءات الاحتلال على طول الشارع الواصل بين طريق رام الله نابلس.
"ما إن وصلنا مفترق ترمسعيا حتى حاصرنا عناصر من وحدات جيش الاحتلال الإسرائيلي في مركبة من نوع "جيمس" مسلحين بالعصي والهراوات، هرعوا إلينا مسرعين"، يقول صخر.
ويتابع الشاهد على جريمة الاحتلال الشاب صخر: "هناك، وبينما حاصرنا جنود الاحتلال، تخفيت بين مجموعة من الاشجار، لأنجو من موت محقق على يد جنود الاحتلال، فيما انقض الجنود على صديقي عامر بالضرب المبرح وغير المبرر بالعصي والهراوات على كافة أنحاء جسده".
وأشار إلى أن جنود الاحتلال الذي كانوا خمسة انهال بعضهم على عامر بالضرب، بينما أمسكه جندي آخر من عنقه في محاولة لخنقه حتى فارق الحياة.
رئيس بلدية ترمسعيا وديع أبو عواد يقول لـ"وفا، إنه عند الساعة الثالثة صباحا كانت الحركة ضعيفة، وما شاهدناه لم يكن سوى مركبة سوداء معطلة قرب مستشفى هوغو تشافيز والتي تحولت مؤخرا لمرضى كورونا.
ويبين أبو عواد أن قوات الاحتلال اقتحمت بعد حادثة إعدام الشاب عامر منزلا قريبا من شارع بلدة ترمسعيا الرئيسي، واستولت على كاميرات المراقبة المعلقة عليه، والتي كانت قريبة من حادثة استشهاد عامر.
وسلمت طواقم جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني، جثة الشهيد عامر صنوبر إلى مجمع فلسطين الطبي، وأظهرت الفحوصات الاولية تعرض الشهيد صنوبر لضرب مبرح على رقبته، وكانت علامات عنف وضرب بادية على رقبته من الخلف.
وعامر هو الابن الاكبر، ولديه شقيق واحد، واربعة شقيقات، وكان يعمل قبل استشهاده عاملا في ورش البناء، مع والده الذي يعمل في البناء.
والدة الشهيد صنوبر رفضت إجراء المقابلات الصحفية، وأغمي عليها وهي تستقبل المعزيات غير مصدقة نبأ استشهاده.
قبل استشهاده في بيت العائلة وقبل أن يتصل به أصدقاؤه ويذهب لمساعدتهم، لكن الاحتلال لا يفرق معه قتل الابرياء بدم بارد، يقول معتز صنوبر خال الشهيد عامر لـ"وفا".
ويضيف" لم يكن عامر يشكل أي خطر على الجنود في ساعات الليل، لكن ليس غريبا على الاحتلال فعلته".
اهالي قرية يتما ممن التقتهم وفا في مجمع فلسطين، أكدوا أن عامر وعائلته يعيشون حياة هادئة، لكن جنود الاحتلال دبروا له عملية اعدام".
ونددت الفصائل بجريمة إعدام قوات الاحتلال، الشهيد صنوبر، مشيرة الى أنها تكشف جانباً جديداً من جوانب الارهاب الذي يمارس بحق الشعب الفلسطيني، مشددة على ضرورة تفعيل المقاومة الشعبية للتصدي للاحتلال ومستوطنيه.
طالبت وزارة الخارجية والمغتربين، المجتمع الدولي والمنظمات الأممية والحقوقية المختصة، بإدانة جريمة إعدام الشاب عامر صنوبر (18 عاما)، وتشكيل لجنة تحقيق دولية للوقوف على تفاصيلها الوحشية ومحاسبة مرتكبيها.
وأدانت الخارجية، في بيان صحفي اليوم الأحد، الجريمة البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال وراح ضحيتها الشاب صنوبر، بعد أن اعتدت عليه ونكلت به وأعدمته بأعقاب البنادق، في جريمة جديدة تقشعر لها الابدان تعيد إلى اذهاننا جريمة إحراق عائلة دوابشة ومحمد أبو خضير وهم أحياء.
وأكدت أن هذه الجريمة تعكس حجم الوحشية والفاشية التي تسيطر على عقلية المؤسسة الحاكمة في دولة الاحتلال السياسية والأمنية والعسكرية، التي تسمح لنفسها استباحة حياة الفلسطينيين وأرضهم وممتلكاتهم، والحق في وضع حد لحياة الفلسطيني، ضاربة بعرض الحائط جميع القوانين والمعاهدات والاتفاقيات الدولية، بما فيها المبادئ الاساسية لحقوق الانسان.