استثمار إماراتي في مشروع استيطاني ضخم لتهويد القدس

استثمار اماراتي

رام الله الاخباري:

أبدى رجال أعمال إماراتيين استعدادهم للمشاركة في ضخ أموالهم لصالح المشروع الاستيطاني الضخم الذي تعتزم بلدية الاحتلال الإسرائيلي تنفيذه خلال الفترة المقبلة. والذي يقضى بتهويد أجزاء واسعة من الأراضي المقدسية.

ويعرف المشروع الاستيطاني الجديد بـــ "وادي السيليكون"، حيث كشفت مسؤولة تتبع لبلدية الاحتلال عن أن المشروع سيقوم باستغلال مساحة واسعة من الأراضي المقدسية لصالح بناء مركز استثماري استيطاني يربط شرق المدينة بغربها.

ويعد مشروع "وادي السيليكون" بمثابة امتداد لتحقيق مآرب صفقة القرن التي باشرت الولايات المتحدة تنفيذ مخططاتها بدءاً من الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها. وهذا ما يعني البدء في تنفيذ مخطط تحويل القدس تدريجياً لتصبح عاصمة موحدة لإسرائيل.

وكان وفد إسرائيلي رسمي قد سافر الإمارات الأسبوع الماضي، لتوثيق العلاقات بين إسرائيل والإمارات بعد توقيع اتفاق التطبيع، حيث ضم الوفد نائبة رئيس بلدية الاحتلال في القدس، فلر حسن - ناحوم، التي قامت بزيارة عدد من رجال الأعمال الإماراتيين في محاولة لتجنيدهم لصالح الاستثمار في المشروع الاستيطاني الجديد "وادي السيليكون".

وقالت النائبة حسن إن "هذه الخطوة تساعد على ربط إسرائيل بالإمارات من جهة وسكان القدس الشرقية بالبلدية من جهة أخرى".

ويشمل المخطط إقامة بنايات ضخمة ستستخدم في قطاع التكنولوجيا و"الهايتيك"، كذلك إقامة حدائق ومكاتب ومبان حكومية. وأظهرت تقارير صحفية إسرائيلية أن المنطقة المهوّدة ستصبح مقرا لشركات تكنولوجيا المعلومات الاحتلالية بشكل يشبه "وادي السيلكون" التكنولوجي في ولاية كاليفورنيا الأميركية.

وكانت بلدية الاحتلال قد أعلنت يونيو الماضي عن البدء بتنفيذ المرحلة الأولى من المخطط الاستيطاني، حيث أصدر أوامر بهدم نحو مئتي منشأة تجارية وصناعية بالمنطقة الصناعية في حي وادي الجوز، كما أعلنت عن ضم مئتي وخمسين دونماً من الأحياء المقدسية المحاذية للبلدية القديمة لصالح المشروع الاستيطاني الجديد. 

ويعكف رئيس بلدية الاحتلال في القدس، موشيه ليؤون، وطاقمه، على توجيه الإعلام الإسرائيلي نحو الترويج لمشروع "وادي السيليكون" على أنه مشروع الهايتك الأضخم في القدس، وذلك خلال عقد جلسات عدة مع أصحاب الأراضي في المنطقة الصناعية.

وتفترض الدعاية الإسرائيلية أن المشروع الجديد سيوفر أماكن تشغيل في مجال الهايتك لعشرة آلاف خريج من سكان الأحياء المقدسية.

وقالت النائبة حسن، خلال مقابلة مع صحيفة "ماكور ريشون" الإسرائيلية، أن "35% من سكان القدس يتحدثون اللغة العربية؛ ويعيش الكثير منهم في أحياء شرق المدينة، مصلحتنا توفير فرص عمل جيدة لهم، الحكومة ورئيس البلدية وراء هذا المشروع، والآن رجال أعمال من الإمارات أبدوا حماسهم الشديد للمخطط واستعدادهم للمساعدة."

وأضافت: "حلمي أن تصبح القدس مركزًا للهايتك في الشرق الأوسط، هناك العديد من الطلاب العرب من خريجي هذا المجال في القدس وهناك فرصة لتقليل الفجوات داخل المدينة وأيضًا لربط عرب القدس الشرقية بالإمارات."

وزعمت خلال حديثها أن المقدسيين يأملون تحقيق الاستفادة من الاتفاقية الموقعة بين الإمارات وإسرائيل لتحسين وضعهم الاقتصادي، وقالت: "إذا كانت هناك قطيعة قبل عشر سنوات بين المقدسيين والبلدية، فإن الوضع اليوم مختلف تمامًا، فهم السكان أن الخلاص لن يأتيهم من السلطة الفلسطينية، وبالتالي يسعون إلى تعزيز العلاقات مع البلدية وإسرائيل.

وتابعت:  "يريد الناس أن يعيشوا حياة كريمة، وبالنسبة للعديد من الشباب المتخرجين من الكليات والجامعات، فإن مثل هذا المشروع يشكل بشرى بمستقبل واعد ومتقدم".

ولفتت النائبة حسن، إلى أن هناك تخوف إماراتي بشأن النفوذ التركي داخل القدس، حيث أراد رجال الأعمال الإماراتيين اتخاذ إجراءات من شأنها تضييق النشاط التركي في القدس.

وفي هذا الصدد قالت: "الحقيقة أنهم لم يعرفوا حجم النشاط التركي في القدس، وعندما عرضته عليهم، كانوا غاضبين للغاية وسرعان ما امتلأوا بنشاط لتعزيز العلاقات مع إسرائيل والاستثمار في القدس."