عين فرعة.. متنفس الأهالي المهدد بالاستيطان

عين فرعة

رام الله الإخباري

رام الله الاخباري:

تعتبر عين فرعة التي تقع بين بلدتي اذنا وتفوح جنوب غرب الخليل، إحدى المناطق الطبيعية التي يقصدها المواطنون للاستجمام، ويعتمد عليها البدو لري أغنامهم ومزروعاتهم، إلا أن شبح الاستيطان يحاول الاستيلاء عليها وترحيل سكانها من البدو ورعاة الأغنام.

وتتدفق في فرعة التي يقابلها في قمم التلال المطلة عليها مستوطنتي "ادورا"، و"تيلم" عين ماء تحمل اسمها "عين فرعة".. والتي تشق طريقها بين الصخور وتنساب منها المياه بسلاسة لتتجمع في بركة أثرية كانت وما زالت تشكل أحد مقومات صمود البدو والمزارعين في هذه المنطقة التي يجهد المستوطنون بمساندة قوات الاحتلال السيطرة عليها منذ وقت طويل، وذلك لصالح المشاريع الاستيطانية التوسعية، وضمها الى مستوطنة "ادورا" المطلة عليها.

ويستغل المستوطنون المسلحون بين الفينة والأخرى أعيادهم وعطلهم بالتجمع حول هذه العين.. "يتنزهون ويسبحون، وينصبون خياما ويقيمون صلواتهم التلمودية وحفلاتهم الصاخبة"، وذلك كله تحت حماية جنود الاحتلال الذين يمنعون البدو والمواطنين من الوصول اليها.

المواطن ناصر حجة أحد ملاك الاراضي في هذه المنطقة، والذي ما زال صامدا على أرضها وحارسا لها من أطماع المستوطنين منذ أكثر من 20 عاما، مشيرا إلى أنها تصنف ضمن المنطقة "ج" وتعتبر من المناطق الحيوية والأثرية والسياحية التي يحاول المستوطنون الاستيلاء عليها بشكل متواصل ضمن سياسات استيطانية تمنع المواطنين من الوصول والاستجمام فيها.

وأضاف حجة لـ"وفا"، أن المستوطنين يعتبرون منطقة فرعة توسع وامتداد طبيعي لمستوطنة "ادورا"، متابعا: "هناك أكاذيب وحجج دينية، فهم يعتقدون أن النبي موسى عندما قدم الى فلسطين وعاش في منطقة بيت جبرين التي هجر الاحتلال سكانها، وحسب عقيدتهم فإن عين فرعة تعتبر امتدادا لمملكة بيت جبرين، وأن هذه العين قام سيدنا موسى بالشرب منها، لذلك يقومون بزيارتها والتبرك منها وإقامة صلواتهم التلمودية فيها".

ويسعى الاحتلال ومستوطنوه بشكل متواصل لملاحقة بدو العزازمة الذين يعتمدون على عين فرعة في سقاية مواشيهم التي يعتمدون عليها في رزقهم وتوفير قوت يومهم، حيث يمنعهم الاحتلال في كثير من الأوقات من استخدام مياه العين أو الوصول بحجة ملكيتها لليهود، كما ويمنعهوهم من إضافة بيوت شعر أو صفيح.

وفي سياق الاجراءات والممارسات التعسفية التي يزاولها الجيش والمستوطنون لمحو الوجود الفلسطيني من فرعة، يتم منع بدو العزازمة الذين يعتمدون على مياه العين في حاجاتهم لسقاية أغنامهم منها، من البناء فيها، ولا يسمح إلا بإقامة بيوت من الصفيح والخيام للسكن فيها.

وناشد حجة كافة المواطنين والأهالي لتعزيز تواجدهم وزيارة عين فرعة التي تتميز بجمالها وعذوبة مياهها، للوقوف أمام الاطماع الإسرائيلية الرامية للسيطرة عليها، داعيا المؤسسات الأهلية والرسمية لتوفير مقومات الدعم والصمود للمزارعين والبدو الصامدين في وجه الاستيطان.

الشاب محمد العزازمة الذي ولد وترعرع في منطقة فرعة، يقول "ولدنا في هذه المنطقة وسنبقى فيها، كما أن لأجدادي وأقاربي ما يقارب خمسة عقود فيها، سكنوا الخيام وبيوت الصفيح، ويرعون الأغنام ويعتمدون على عين الماء التي عززت تواجدهم وثبتتهم رغم كل المضايقات التي يواجهونها من قبل الاحتلال والمستوطنين.

كما تقوم قوات الاحتلال التي تساند المستوطنين الذين يرتادون هذه العين بالاعتداء على رعاة الاغنام وتمنعهم من الوصول الى العين لسقاية أغنامهم والحصول على مياه الشرب اللازمة، وذلك ضمن مساعيها الرامية لترحيلهم واجبارهم على ترك هذه المنطقة التي تتميز بخصوبة تربتها وجمالها لا سيما في فصل الربيع.

ويقول العزازمة، إن عين فرعة تعتبر من المعالم المحفورة في ذاكرة الشيب والشباب، حيث يتوافدون اليها من بلدات اذنا، وترقوميا، ودورا وتفوح للسباحة في بركتها، لا سيما أن هذا العام عاد لهذه العين مجدها في ظل إغلاق المتنزهات ومناطق الاستجمام بسبب جائحة كورونا.

من ناحيته، قال رئيس بلدية اذنا محمود بشير سليمية، إن البلدية تولي منطقة فرعة وعين مياهها اهتماما خاصا، لا سيما وأن لها امتدادا تاريخيا عبر النكبات التي مر بها شعبنا الفلسطيني، حيث كانت محطة مؤقتة للاجئين من أهالي البلدة بعد أن طردهم الاحتلال من أراضيهم في العامين 1948، و1967، مشيرا إلى أن البلدية تقدم المساعدات لسكانها المرابطين لا سيما في فصل الشتاء، وتقدم لهم الاغطية والخيام وتسعى إلى تثبيت صمودهم عبر تأهيل الطريق الواصلة للمنطقة، التي يسعى الاحتلال إلى الاستيلاء عليها.

من جهته، قال المهندس الزراعي في مديرية زراعة الخليل محمود الزير، إن عين فرعة لها أهمية كبيرة في تعزيز صمود المزارعين والبدو في هذه المنطقة؛ لما توفره من مياه يعتمد عليها السكان في مزروعاتهم وسقاية أغنامهم وتلبية احتياجاتهم اليومية.

وأشار الزير إلى أن مديرية الزراعة بالشراكة مع بلدية إذنا والمؤسسات الأجنبية توفر احتياجات السكان ضمن امكانياتها وضمن المشاريع المتوفرة، وذلك من خلال توفير الأعلاف، والحظائر، وشبكات الري، وغيرها من أدوية بيطرية وبيوت زراعية.

وفا