رام الله الاخباري :
يحاول المهندس الزراعي فراس قلالوة (24 عاما) من قرية الجديدة جنوب جنين، تطوير مشروعه وتوسعة العمل به، بعد نجاح تجربته بادخال نبات "الأزولا" إلى الضفة الغربية؛ والذي يعتبر مصدرا غنيا بالبروتين ومكملا غذائيا عالي الجودة بالنسبة للحيوانات والنباتات.
كانت البداية للمهندس قلالوة عندما تناول الفكرة كمشروع تخرج خلال دراسته في جامعة القدس المفتوحة، والذي حمل عنوان" استزراع نبات الأزولا واستخدامه كمكمل غذائي للحيوانات".
بعد عناء أشهر طويلة نجح قلالوة بادخاء 100 غم من نبات "الأزولا"، من جمهورية مصر العربية، والتي وصلت تكلفتها الى 4500 شيقل، بعد فشل محاولات عدة بادخاله، خاصة من قطاع غزة، وبعض الدول العربية في القارة الافريقية التي تشتهر بها.
بعد انقضاء التجرية ونجاحها يقضي قلالوة جل وقته، في متابعة تجاربه على الحيوانات التي يطعمها من نبات الأزولا، اضافة الى الأعلاف باعتباره مكملا غذائيا غنيا بالبروتين.
يزرع قلالوة نبات "الأزولا" فوق سطح أحد البنايات داخل منزله، وبمساحة لا تتعدي 60 مترا مربعا، تنتشر على ثلاثة أحواض، كل منها له بيئة معينة من ناحية التعامل مع العوامل الجوية.
ويقول: " كانت بداية التجرية من مشروع التخرج يبحث في فكرة ريادية تقدم الفائدة لجميع المزارعين، ووجدنا فكرة استسزراع نبات "الأوزلا"، كونها تفيد الانتاج النباتي والانتاج الحيواني؛ إضافة الى انها غير موجود في أراضي الضفة الغربية".
ويضيف "وجدنا أن نبات الأزولا يحتوي على نسبة بروتين عالية تصل في المادة الخضراء من 18-25%، وفي الجافة 35-45%، اضافة الى تكاليف انتاجها المنفخضة، وحتى المجهود فهي لا تحتاج الى مجهود كبير، مقارنة بالكثير بأنواع أخرى تستخدم كمصدر بروتين مثل فول الصويا والبرسيم، والتي تعتبر ذات تكلفة عالية".
وأجرى قلالوة بالتعاون مع مركز البحوث في جامعة القدس المفتوحة عددا من التجارب بخصوص نبات "الأزولا"، وتأثيره على الدجاج اللاحم، فيقول: "بداية المرحلة أجرينا تجارب على 175 صوصا تم تقسيمها الى خمس مجموعات، لاجراءات المشروع، ووجدنا أنه يوفر تكاليف من شراء الاعلاف تصل الى 40% اذا ما تم استخدامه كمكمل غذائي، اضافة الى كونه اعطى مناعة جيدة للدجاج الذي اخذ الوجبات الكافية".
ويؤكد أن العمل جرى على شقين، أولهما التحويل في جانب العملي، والثاني المناعة لدى الحيوانات في الجانب نظري؛ فأظهرت النتائج بعد عمليات تشريح للحيوانات انها لا تحتاج الى طعوم واقل عرضة للأمراض.
ويوضح أن كثيرا من المزراعين تواصلوا معه من أجل انتاج نبات الأزولا كمشروع استثماري، مشيرا الى الطريقة الافضل للاستفادة من هذا النبات انشاء مزراع خاصة بالمزارعين حتى يشعروا بالفرق في التكاليف التي لا تكاد تذكر بعد انشاء المزرعة؛ كونه نبات يرزع لمرة واحد ويعطي انتاج طوال الوقت.
ويؤكد قلالوة أن كل متر مربع من نبات الأزولا يعطي حوالي كغم واحد يحتاج حوالي 4 أيام، فهو نبات "سرخسي" يعيش على سطح الماء ويحتاج ارتفاع الماء من 15-20 سم في الصيف وفي الشتاء من 5-7 سم لا يؤثر ذلك، ويحتوي نسبة بروتين وكالسيوم عالية.
ويوضح أن علاقة نبات الأزولا مع درجات الحرارة، تعتبر علاقة طردية؛ كلما ارتفعت درجات الحرارة ارتفع معدل الانتاج .
ويقول قلالوة: إنه "لا يمكن استخدام الأزولا كمصدر غذائي وحده للحيوان؛ بل هو مكمل غذائي لنقص بعض العناصر الموجودة في عناصر غذائية أخرى، إضافة إلى امكانية استخدامه كسماد عضوي للارض، وميزاته في المساعدة على فلترة المياه العادمة لقدرته العالية في معالجتها".
يشار الى أن عددا من الباحثين والمزارعين نجحوا في ادخال نبات "الأزولا" إلى قطاع غزة، قبل سنوات في محاولة للتخفيف على المزارعين في يظل ارتفاع اسعار الأعلاف، وهذه المرة الاولى التي تجري زراعته في أراضي الضفة الغربية.