رام الله الاخباري:
أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس، أن الهوية اللبنانية ستكون في خطر في حال تخلت بلاده عن لبنان، محذرا في الوقت ذاته من إمكانية اندلاع "حرب أهلية" وانهيار الاقتصاد اللبناني.
وتأتي هذه التحذيرات الفرنسية، قبيل زيارة مرتقبة للرئيس ماكرون إلى لبنان الأسبوع المقبل، في محاولة منه للمساعدة في انهاء الأزمة السياسية والاقتصادية التي تعاني منها لبنان منذ أكثر من عام.
ونقلت وسائل الاعلام عن ماكرون، تشديده على أن تخليه عن لبنان سيؤدي إلى وقوعه بطريقة ما في أيدي ما اسماها "قوى إقليمية فاسدة"، مشيرا إلى خطورة "القيود التي يفرضها النظام الطائفي" في البلاد.
وأضاف ماكرون "الضحية الوحيدة ستكون اللبنانيين .... الذين لا يستطيعون الذهاب إلى المنفى".
وأوضح الرئيس الفرنسي أن لبنان في وضع يكاد لا يوجد فيه أي تجديد سياسي، وصعوبة في اجراء إصلاحات، مشددا على ضرورة تمرير قانون مكافحة الفساد، وإصلاح العقود العامة، وإصلاح قطاع الطاقة والنظام المصرفي.
ورغم ذلك، أشاد ماكرون بحالة التعايش بين الأديان الذي يتجلى بأكثر مظاهره سلمية في لبنان، ونموذج التعددية الذي يقوم على التعليم والثقافة والقدرة على التجارة بسلام.
ومن المقرر أن يزور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، العاصمة اللبنانية بيروت في ثاني زيارة له للمدينة المنكوبة عقب الانفجار الضخم الذي وقع في مرفأ بيروت، وأدى لسقوط عشرات الضحايا وتدمير جزء كبير من المدينة.
وقال قصر الإليزيه، إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيتوجه إلى العاصمة اللبنانية بيروت مجددا في أول سبتمبر المقبل.
وكان ماكرون، قد زار لبنان بعد أيام من وقوع الانفجار الضخم في مرفأ بيروت، مشدداً على أن بلاده لن تتخلى أبدا عن اللبنانيين، ولن تترك لبنان.
وقال ماكرون خلال مؤتمر صحفي: "هدف زيارتي هو التعبير عن الدعم للشعب اللبناني وللبنان حر، ونحن هنا للتأكيد على أخوة الشعب الفرنسي للبنان".
وتقدم ماكرون بالتعازي للشعب اللبناني على ضحايا انفجار مرفأ بيروت، معلنا عن طائرة مساعدات جديدة ستأتي إلى لبنان خلال الساعات المقبلة، للمساعدة في إجراء التحقيقات لمعرفة الحقيقة كاملة.
ووضعت الرئاسة الفرنسية، مؤخرا، "خطة طريق" للإصلاح في لبنان الذي يعاني من ظروف اقتصادية صعبة منذ أكثر من عامين.
ووفقا لوكالة "رويترز"، فإن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وضع إصلاحات سياسية واقتصادية ضرورية في لبنان من شأنها أن تعيد تدفق المساعدات الأجنبية إلى البلاد وإنقاذها من الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها.
ونقلت الوكالة عن مصدر سياسي لبناني، تأكيده أن السفير الفرنسي لدى بيروت سلّم "ورقة الأفكار"، فيما نفى "قصر الإليزيه" تسليمها لأي من الأطراف اللبنانية.
ولم تنجح حكومة تصريف الأعمال اللبنانية الحالية رئاسة حسان دياب، في تحقيق أي تقدم في محادثات مع صندوق النقد الدولي من أجل حزمة إنقاذ، بسبب الجمود فيما يتعلق بالإصلاحات ونزاع بخصوص حجم خسائر القطاع المالي.
وأقدمت الحكومة على الاستقالة على خلفية انفجار مرفأ بيروت الذي قتل ما لا يقل عن 180 شخصا وأصاب نحو ستة آلاف آخرين ودمر أحياء بأكملها.