تحالف تركيا وباكستان يثير مخاوف الهند

تحالف تركيا باكستان

رام الله الإخباري

رام الله الاخباري:

قال موقع "المونتور" الأمريكي، إن الحكومة التركية تواجه عدواً مُحتَمَلاً جديداً، وهو الهند، الحليفة الوثيقة لإسرائيل، الأمر الذي يجعلها قد تنضم إلى المحور الآخذ في التنامي المناهض لتركيا بقيادة المملكة السعودية ومصر والإمارات واليونان.

وأوضح الموقع الأمريكي، أن هذه الحدة توجه من خلال سلسلةٍ من "المقالات البذيئة" في وسائل الإعلام الهندية، التي تصوِّر تركيا باعتبارها "متطفِّلاً خبيثاً" يسعى إلى تجنيد وتجذير التطرُّف لدى المسلمين في الهند، الذين يُقدَّر عددهم بـ182 مليون نسمة، في تعاونٍ وثيقٍ مع باكستان. 

وأشار الموقع، إلى أن وسائل الإعلام الهندية تدعي أن تركيا ظهرت باعتبارها "مركزاً للأنشطة المعادية للهند" في المرتبة الثانية بعد باكستان، وأن جماعاتٍ وأفراداً أتراكاً، "بعضهم ذو صلةٍ مباشرة بأردوغان وعائلته"، قد عجَّلوا من "المنح الدراسية المُربِحة" للمسلمين الهنود من أجل الدراسة في تركيا، وبمجرد أن وصلوا "سيطر عليهم وكلاءٌ باكستانيون" يعملون هناك. 

ويرى الإعلام الهندي، وفق الموقع الأمريكي، أن أردوغان الذي يبني على الماضي الإمبراطوري العثماني لتركيا، يطمح أن يصبح خليفة اليوم، وحامي حمى المسلمين في العالم أجمع، وأن يتحدَّى زعامة المملكة السعودية على الأمة الإسلامية".

وبين ان القمع العنيف للمسلمين في ظلِّ حكومة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي القومية الهندوسية المتطرفة، يعزِّز جاذبية أردوغان كزعيمٍ نادرٍ يتحدَّث باسم المسلمين ويقاوم الغرب، لدى مسلمي الهند. 

لكن السبب الرئيسي لغضب الهند المتزايد هو دعم أردوغان الدبلوماسي لباكستان في قضية كشمير ذات الأغلبية المسلمة والتي تسيطر عليها الهند، وفق الموقع الأمريكي.

وتدعي الهند على أن وضع كشمير هو شأنٌ خاصٌّ بها، وتلقي باللائمة على باكستان في النزاح المسلح الذي امتدَّ لعقودٍ ضد حكمها هناك، قائلةً إن الدعم التركي ليس سوى وسيلةٍ لـ"تبرير حملة الإرهاب" الباكستانية. 

وتقول باكستان إن مستقبل كشمير، حيث يشكِّل المسلمون أكثر من 60% من السُكَّان، يجب أن يُحدَّد من خلال استفتاءٍ عام. وتعهَّد رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان بإحالة الأمر إلى المحكمة الجنائية الدولية. 

وانخرطت القوتان النوويتان في 4 حروب ضد بعضهما، كانت ثلاثة منها بسبب كشمير، منذ أن نالت باكستان استقلالها عن الهند في 1947. والحرب الرابعة كانت على بنغلاديش. 

واعتادت تركيا دعم باكستان بشأن قضية كشمير على الساحة الدبلوماسية. في المقابل، دعمت باكستان تركيا في قبرص عام 1974. وفي فبراير/شباط، الماضي أثار أردوغان المزيد من الغضب الهندي، إذ أخبر البرلمان الباكستاني قائلاً: "إن قضية كشمير اليوم قريبة مِنَّا كما هي قريبة من باكستان. سوف تستمر تركيا في إعلاء صوتها ضد الاضطهاد". وشبَّه صراع مسلمي كشمير بنضال الأتراك ضد البريطانيين في جزيرة غاليبولي التركية. 

ووَصَفَ وزير خارجية الهند، رافيش كومار، تصريحات أردوغان بـ"غير المقبولة"، إذ إنها "لا تعكس فهماً للتاريخ، ولا سلوكاً دبلوماسياً"، بحدِّ قوله. 

هذا وهدَّدَت الهند بإلغاء مشروعٍ بقيمة 2.3 مليار دولار لتركيا للمشاركة في تصنيع سفن البحرية الهندية، تماماً كما وقَّعَت صفقةً بقيمة 40 مليون دولار لإمداد أرمينيا، العدو التاريخي للأتراك، برادارات. 

وقال الموقع الأمريكي إن عدم إلغاء الهند مشروع بناء السفن في النهاية يشير إلى أن الهند ربما تعتمد على تعميق الاعتمادية الاقتصادية المُتبادَلة في محاولةٍ لـ"منع تركيا من التحرُّك بشكلٍ كاملٍ إلى المعسكر الباكستاني". 

ويميل الميزان التجاري بين الهند وتركيا إلى حدٍّ كبيرٍ لصالح الهند. كان من المُفتَرَض أن تساعد صفقة السفن في ضبط هذا الميزان.

عربي بوست