رام الله الاخباري :
أحيت بلدية نعلين شمال غرب رام الله والمؤسسات الوطنية والشبابية وفصائل العمل الوطني في البلدة، مساء اليوم الخميس، اليوم الوطني لاسترداد جثامين الشهداء، في فعالية نظمتها في قلعة الخواجا الأثرية تحت شعار "لنا أسماء...ولنا وطن"، بالتعاون مع الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء ومركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واصل أبو يوسف، إن احتجاز سلطات الاحتلال جثامين 254 شهيدًا في "مقابر الأرقام" و66 شهيدا في الثلاجات منذ عام
2015 ومئات المفقودين، جريمة ضد الانسانية، مطالبًا المؤسسات الدولية والحقوقية التي تتحدث عن حقوق الإنسان والديمقراطية بالوقوف أمام هذه الجريمة المضاعفة، والتي تشكّل معاناة لأهالي الشهداء، الذين يرفض الاحتلال إطلاق سراح جثامينهم لدفنها بما يليق بكرامة الشهداء الذين ضحوا من أجل الحرية والاستقلال.
وأكد أن الاحتلال من خلال جرائمه الفاشية واحتجازه لجثامين الشهداء يحاول كسر صمود أبناء شعبنا، مشيرًا إلى أن جميع هذه الجرائم، وما يرافقها من مؤامرات تستهدف قضيتنا الوطنية لتمرير صفقة القرن ومخططات الضم والتحالف الصهيو-أميركي والإعلان الثلاثي الأميركي الإسرائيلي الإماراتي لن تزيد شعبنا إلا إصرارًا على مواصلة النضال لتحقيق دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
واستذكر أبو يوسف تضحيات أبناء شعبنا في هذا اليوم الوطني، وفي ذكرى استشهاد الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبو علي مصطفى، مؤكدًا أن أرواح الشهداء ستبقى منارات ساطعة في سماء الوطن من أجل الاستمرار في نضال شعبنا وكفاحه، حتى الوصول الى الحرية والاستقلال.
وحث أبو يوسف المجتمع الدولي على القيام بدوره بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي لإطلاق سراح الأسرى، خاصة في ظل انتشار فيروس "كورونا" المستجد، وإصابة 12 أسيرا في معتقل "عوفر" بالفيروس، وإمكانية أن يكون العدد أكبر من ذلك، وخطورة ذلك على الأسرى خاصة كبار السن، والأطفال، والمرضى، والنساء، والإداريين.
ودعا المؤسسات الدولية للضغط على الاحتلال لوقف سياسة التعذيب التي يمارسها ضد الأسرى في الزنازين، موجهًا التحية لأسرانا المضربين عن الطعام، رفضا لاعتقالهم وتعذيبهم وعزلهم، والتضييق عليهم، ضمن سياسته الرامية لكسر إرادة الصمود والتحدي لديهم.
بدوره، قال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الوزير وليد عساف إن شعبنا سيستمر على درب النضال ضد الاحتلال المعبد بدماء الشهداء، وسيسقط جميع المؤامرات التي تحاك ضد قضيتنا الوطنية بهدف تصفيتها وكافة مشاريع التطبيع كما أسقط الكثير من المؤامرات خلال تاريخه النضالي.
ولفت إلى أن المقاومة الشعبية نجحت في إزالة عدد من البؤر الاستيطانية في العديد من المواقع بالضفة الغربية، ومعركة تحدي الاستيطان والجدار مستمرة ومدعومة بثبات الموقف السياسي وحفاظ قيادتنا على الثوابت الوطنية.
وأشار إلى أن دولة الاحتلال هي الدولة الوحيدة في العالم التي تعتقل جثامين الشهداء وتحتجزهم في مقابر الأرقام والثلاجات في مخالفة واضحة للقانون الدولي، موضحًا أن حكومة الاحتلال عام 2015 أعطت الضوء الأخضر لجيشها بإعدام أبناء شعبنا على مفترقات الطرق واحتجزت 66 شهيدًا منذ ذلك العام في ثلاجاتها بمحاولة منها لكسر إرادة شعبنا وصموده، مؤكدًا أن شعبنا لن يهزم وسيواصل تقديم التضحيات على طريق الحرية وإنهاء الاحتلال.
وفي كلمة الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء، قال رئيس مجلس إدارة "مركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان" أمين عنابي، إننا نستذكر في هذا اليوم شهداءنا الأبرار الذين ضحّوا بدمائهم ولا زالوا محتجزين لدى الاحتلال، مؤكدًا أن جرائم الاحتلال وقمعه واستيطانه يزيد أبناء شعبنا إصرارًا على الوحدة ومواصلة النضال في وجه الاحتلال.
وأكد أن الحملة ستواصل فعالياتها الشعبية ومطالباتها للمؤسسات الحقوقية الدولية حتى تسليم جثامين الشهداء لذويهم كي يدفنوهم وفقًا لتقاليدنا وأعرافنا الدينية والوطنية.
من جانبه، قال رئيس بلدية نعلين عماد الخواجا، إن هذه الفعالية تعبّر عن وقوفنا إلى جانب ذوي الشهداء المحتجزين حتى يستردوا جثامين أبنائهم، مؤكدًا مكانة الشهيد الدينية ورمزيته الوطنية في المجتمع الفلسطيني.
وثمن مواقف الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية الثابتة في وجه المؤامرات التصفوية، مؤكدًا أن جميع هذه المؤامرات ستتحطم على صخرة صمود أبناء شعبنا وإيمانهم بحقهم في الحرية والاستقلال.
وفي كلمة أسر الشهداء المحتجزة جثامينهم، قال نادر الخواجا، إن احتجاز جثامين أبنائهم الشهداء يترك جرحًا فلسطينيا نازفًا حتى استعادتهم وتشييعهم في جنازات تليق بتضحياتهم ودفنهم وفقًا للتعاليم الدينية، مؤكدا أن احتجاز الجثامين يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي واتفاقيات حقوق الإنسان.
من جهته، قال الأب عبد الله يوليو: إننا في هذا اليوم المبارك نستذكر شهداءنا الأبرار جميعًا، خاصةً الذين لا تزال جثامينهم محتجزة لدى الاحتلال والمفقودين، مشيرًا إلى أن لكل شهيد قصة نضال شاهدة على تاريخنا المجيد.
وأشار إلى أن جزء من المؤامرة الكبيرة التي تحاك ضد شعبنا وقضيتنا هي محاولة محو ذاكرتنا وتاريخنا وروايتنا، إلا أن شعبنا بصموده ونضاله سيبقى محافظًا على ذاكرته وتاريخه وروايته وإرث شهدائه.
من جانبه، أكد سفير جمهورية نيكاراغوا لدى دولة فلسطين، روبرتو موراليس، أن القضية الفلسطينية ستبقى أولوية بالنسبة للسياسة الخارجية النيكاراغوية، وأن حكومة بلاده وشعبها سيبقيان دائماً إلى جانب فلسطين ولن يتخليا عنها، آملًا أن تنعم هذه الأرض بالسلام.