رام الله الاخباري:
تسبب قرار رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تعليق مشروع ضم أراضي فلسطينية من الضفة الغربية تحت السيادة الإسرائيلي، بناء على اتفاق تطبيع العلاقات الإسرائيلية الإماراتية، في خسرانه أنصارا من اليمين القومي الإسرائيلي.
ووفقا لصحيفة "معاريف" اليومية، فإن نتنياهو خسر نقاطا جديدة ضمن قاعدته اليمينية" التي "زال" بالنسبة إليها "حلم" الضم، بينما حصل على نقاط قليلة بين ناخبي يسار الوسط الذين يؤيدون التقارب مع الدول العربية.
وبحسب محللين إسرائيليين فإن فكرة إقامة دولة فلسطينية بجانب إسرائيل مازالت قائمة، بعد قرار تعليق الضم، والتقارب مع العرب.
أما زعيم حزب "يمينا" القومي اليميني المتطرف المعارض ووزير الجيش السابق، نفتالي بينيت، فأعرب عن أسفه لعدم انتهاز نتنياهو الفرصة وعدم امتلاكه الشجاعة لفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية.
وكانت حكومة الائتلاف الحكومي الإسرائيلية بقيادة نتنياهو تعتزم فرض الضم على الضفة الغربية في الأول من تموز/يوليو الماضي، وفقا لصفقة القرن الأمريكية، غير أن الاتفاق المفاجئ بين إسرائيل والإمارات قلب كل شيء رأسا على عقب.
يذكر أن نتنياهو حاول خلال الحملات الثلاثة الانتخابية الماضية اجتذاب ناخبي اليمين المتطرف والمستوطنين المعارضين لاستعادة الأراضي الفلسطينية التي جرى احتلالها العام 1967.
بدوره، يرى يوهانان بليسنر مدير المعهد الديموقراطي الإسرائيلي، أن الاتفاق مع الإمارات "قد يتسبب بأزمة بين نتانياهو وعدد من المستوطنين وأنصار اليمين الاسرائيلي".
فيما أعرب عوديد رفيفي رئيس مجلس مدينة إفرات، وهي مستوطنة إسرائيلية قرب بيت لحم، عن خيبة أمله لقرار نتنياهو.
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن رفيفي تأكيده أن مشروع الضم لم يختف، بل "لقد أجّل، لا أحد يعرف حتى متى.
وأضاف: "مرت 53 سنة على انتظارنا هذا الامر، وقد يؤّجل أكثر من ألفي سنة، لكنني متأكد من أنه سيعود ليطرح بشكل أسرع مما نعتقد".
وكان نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الخميس، أنه لم يجر هناك أي تغيير على قضية ضم أراضي فلسطينية في الضفة الغربية، إنما سيتم بتنسيق كامل مع الإدارة الأمريكية، وأنه سيسعى لتحقيقه طال الزمان أم قصر.
وقال نتنياهو خلال مؤتمر صحفي عقده مساء اليوم: "نعم وضعت موضوع الضم جانبا الآن بسبب اتفاق السلام التاريخي الذي تطلب مني عمل 3 سنوات مستمرة، ولكن هناك ضم الجولان واعتراف الولايات المتحدة لهضبة الجولان لم يأت صدفة انما جاء لعمل دؤوب ولم اخدع الناخب الإسرائيلي انما احقق له ما وعدته".
من جهته، أكد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، أن نتنياهو لم يتعهد بجدول زمني لتعليق خطة الضم في الضفة الغربية وغور الأردن، مشيراً إلى أن بلاده تريد المضي حتى النهاية في تطبيع العلاقات مع الاحتلال.
وقال قرقاش في مقابلة مع موقع "واللا" الإسرائيلي: إن "نتنياهو لم يقدم تعهدًا محددًا بشأن جدولٍ زمنيّ بخصوص تعليق ضمّ أراض في الضفة الغربية، لذلك لم يُقَل لنا نتنياهو إنه اتفاق لمدة عامين أو ثلاثة أعوام".
وأضاف: أن "هذا التعليق مرتبط بالرغبة في المضي قدما في المفاوضات، وأن اتفاق السلام مع إسرائيل بالنسبة للإمارات، ليس رمزيًا، وأن بلاده تريد المضي قدمًا في تطبيع العلاقات بين أبو ظبي وتل أبيب".