رام الله الاخباري:
تطرقت وسائل إعلام عبرية، إلى تطورات جديدة فيما يتعلق بالتطبيع السعودي مع إسرائيل وذلك من بوابة جديدة، مشيرةً إلى أن السعودية جندت الحديث عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم من أجل إرسال إشارة للمسلمين بأن الاتصال باليهود ليس نقمة.
وقال جاكي حوجي، معلق الشؤون العربية في إذاعة الجيش وصحيفة معاريف، إن خبراء ورجال دين من الرياض يعملون هذه الأيام على تسويق رسالة تلو الأخرى، كان آخر إقدام باحث سعودي على نشر مقال مجلة أكاديمية إسرائيلية، محاولاً إظهار النبي محمد بأنه كان واقعياً مع اليهود.
وأضاف حوجي: "الباحث السعودي والذي يشغل منصب رئيس القسم العبري في جامعة الملك سعود في الرياض، نشر مقالاً في مجلة كشر في ذكرى تاريخ الصحافة
اليهودية"، لافتاً إلى أن ذلك يأتي في إطار الاتصالات بين الأكاديميين الإسرائيليين ونظرائهم في الدول العربية طوال الوقت.
وتابع: "عادة ما يتم ذلك بعيدًا عن الأضواء على أرض بلد ثالث أو بحضور وسيط، وفي مرات عديدة نشر إسرائيلي وعربي نتائج بحثهما معاً في مجلة غربية؛ لكن الوثيقة التي حصلت عليها مجلة كشر مختلفة عن كل هذه، وتم نشره بشكل علني وعلى اتصال مباشر بين الباحث بالرياض ومقر الجامعة في تل أبيب".
وأشار الكاتب الإسرائيلي، إلى أن الباحث السعودي في دراسته خاطب الإسرائيليين وادعى أن الصورة السلبية للنبي محمد- صل الله عليه وسلم- في عيون الغرب قد تم تحريفها وتشويهها عبر الأجيال، وبالتالي تم عرضها في شكلها المرفوض".
وبين الكاتب الإسرائيلي إلى أن نظيره السعودي يعزو التشويه إلى الترجمات والتفسيرات غير الصحيحة أو الشائعة التي تعرّضت لها الإنسانية، والتي تم صنع بعضها حتى من قبل إسرائيليين أو يهود، متابعاً: "طوال المقالة يسعى لتغيير هذه الصورة، ويدعي أنه يفعل ذلك من خلال وصف العلاقات بين النبي محمد- صل الله عليه وسلم- واليهود في شبه الجزيرة العربية، والمراسلات التي أجراها معهم خلال القرن السابع الميلادي".
وتابع الكاتب الإسرائيلي: "إن موقف المسلمين من أن الكتاب المقدس قد تم تحريفه عبر الأجيال من قبل المجتهدين غير المؤهلين ليس بجديد، واعترض العديد من المسلمين المتعلمين مرارًا وتكرارًا على مر السنين".
واستدرك: "لكن الغبان لا يعمل فقط كسفير لتجميل النبي وملاحظاته مهمة بشكل خاص للمسلمين، وكان محمد "معصوم" خالياً من الخطأ ورمزاً للكمال البشري، لذا فإن كل فعل قام به هو أمر إلهي للمؤمن، إذا قام بعقد تحالفات مع اليهود، فهو ليس عملاً مسموحًا به فحسب، بل واجباً دينياً".
وأكمل الكاتب الإسرائيلي: "إنها رسالة تأسيسية ذات أهمية عملية لأيامنا هذه، أُعدت في الرياض بفكر وعناية كبيرين. إنه يستمد تفسيره من أعماق اللاهوت الإسلامي، ولا يأتي بما يقول من فقهاء صغار، بل من ساحة سادة الحجاز، بيت سعود، الذين يسعون إلى إرساء العلاقات المعاصرة مع اليهود عبر المصادر الدينية. في السنوات الأخيرة، عندما عبّرت شخصية سعودية عن نفسها بهذه الروح، أثارت ملاحظاتها جدلاً بين جمهوره.
وأشار الكاتب الإسرائيلي، إلى أن الإسرائيليين والسعوديين وممثلي المجتمع المدني إلى التحدث مع بعضهم البعض في مجالين بشكل رئيسي. على وسائل التواصل الاجتماعي والصحافة التي تستضيف من وقت لآخر سعوديين يدعمون العلاقات مع إسرائيل.
وفي السياق، وقبل نحو شهرين نشر الباحث الثقافي السعودي عبد الرزاق القوسي مقالاً بصحيفة معاريف، وكان لديه فيه رأي قوي معارض للنضال الوطني الفلسطيني، حيث أنه وبموافقته على نشر بحثه جلب الدكتور الغبان الساحة الأكاديمية إلى ساحة اللعب وبالتالي تزداد ساحات التواصل ساحة ثالثة، وفق الكاتب الإسرائيلي.
ويقول الباحث السعودي، في موافقته على نشر بحثه في مجلة إسرائيلية، إن الأكاديمية مختبر العقول في قلب المؤسسة الإسرائيلية هي عنوان مشروع للخطاب العام. يعترف بأن الجمهور الإسرائيلي مهم بالنسبة له، وبالتالي يريده أن يستمع إلى آرائه واستنتاجاته. ويصرح لشعبه أن "إسرائيل" ليست أرضا محرمة.
وبين الكاتب الإسرائيلي، أن الإنجاز والحوار بين الأكاديميين هو أحد أركان صناعة تسمى "ثقافة السلام"، وأن إسرائيل تتمتع عام 2020 بنوعين من السلام. التعاقدي وغير التعاقدين، الأول هو اتفاق صارم تم توقيعه بين الحكومات.
وتابع: "هذا هو السلام بين إسرائيل ومصر والأردن. عملت الحكومات على تحقيق ذلك، كما أنها حصدت ثمارها. لم يتم تعليم ذلك كثقافة، والبعض لا يريد أن يتقاسموا منفعتها الحارة مع شعوبهم. مصر ترفض تسخين السلام بقرار استراتيجي، والأردن يفعل ذلك بدافع الإكراه".