الميلاد والتفوق الصعب

التقاط

رام الله الإخباري

رام الله الاخباري:

عام 2002 كانت عائلة ناهي حنني من بلدة بيت فوريك شرق نابلس، في انتظار ولادة أربعة توائم، بعد صبر ثمانية أعوام، اضطرت خلالها العائلة للسكن بالمدينة شهرا قبل الولادة، إثر فرض قوات الاحتلال الإسرائيلي الحصار على المدينة خلال انتفاضة الأقصى.

يقول حنني: إن الظروف التي رافقت ولادة توائمه الأربعة كانت صعبة؛ إثر الإغلاقات التي فرضت على المدينة، لكن الله رزقه بميلاد "أحمد ومحمد وسلسبيل وترتيل" بمستشفى رفيديا الحكومي، واضطروا للبقاء بحضانة المستشفى عدة أسابيع نتيجة وزنهم.

واليوم، بعد 18 عاما تجددت فرحة عائلة حنني بتفوق توائمها الأربعة بامتحان الثانوية العامة "التوجيهي" بمعدلات مرتفقة، وفق ما يؤكد حنني.

منذ السابعة صباحا، تجمعت عائلة حنني في ساحة منزلها في بيت فوريك، وجميع الحضور عيونهم صوب أجهزة الهواتف المحمولة وأذانهم صاغية لرنين رسالة قصيرة تحمل بشائر الخير بنجاحهم.

ويوضح حنني أن الصمت عم المنزل بعد الثامنة صباحا قرابة 7 دقائق، ووصلت الرسائل تباعا بنجاح محمد بمعدل 82% وترتيل بـ90.1% وسلسبيل بـ93.1%، فيما تأخرت الفرحة مع تأخر الرسالة التي تحمل نجاح أحمد بمعدل 85.3%، سبع دقائق، وعم الفرح المنزل بعدها.

وينوه حنني إلى أن محمد وأحمد في الفرع العلمي، فيما سلسبيل وترتيل في الفرع الأدبي.

وتحول منزل حنني الذي يعمل في مجال البناء، والذي تمكن قبل سنوات من بنائه ومكون من أربع غرف وصالون صغير بمساحة 110 أمتار، طوال الأشهر الماضية لغرف طوارئ يتوزع توائمه بها، فيما كان فناء المنزل ملاذه وزوجته، لتوفير بيئة مناسبة لأبنائه طوال الفترة الماضية، وفق قوله.

ويقول حنني إنه كما كان ميلاد أبنائه صعبا في انتفاضة الأقصى والإجراءات التي فرضها الاحتلال في تلك الفترة، يأتي نجاحهم بالثانوية العامة أصعب في ظل الظروف الاقتصادية وتعطل الأعمال إثر فيروس كورونا.

ويناشد حنني الذي يبلغ أجره اليومي قرابة 150 شيقلا، بتبني أبنائه في تعليمهم الجامعي والوقوف بجانب العائلة في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها شعبنا الفلسطيني.

الشاب محمد ناهي حنني، قال لـ"وفا": "في الصباح الباكر كان التوتر سيد الموقف في البيت، خاصة بعد أن وصلت نتيجة ترتيل أول شيء بعدها محمد ثم سلسبيل، وازداد الخوف والترقب أكثر بعد أن تأخرت نتيجة أحمد 7 دقائق وبقيت الفرحة منقوصة إلى أن عرفنا أنه نجح".

ويضيف محمد، أنه يطمح بدراسة هندسة الحاسوب في جامعة النجاح الوطنية، نتيجة التطور في هذا المجال واعتماد كافة مناحي الحياة على التطور التكنولوجي، أو دراسة الصيدلي لحاجة السوق الفلسطينية إليها.

بدوره، يوضح أحمد أن الأشهر الماضية كانت صعبة عليهم، خاصة بعد الإغلاقات نتيجة فيروس كورونا، لكنهم تداركوا ذلك من خلال الدراسة أثناء الحجر بالاعتماد على بعضهم البعض عبر الدراسة وتبادل المعرفة، خاصة في المواد المشتركة بين الفرعين الأدبي والعلمي.

ويتابع: "أرغب بدراسة الطب وهذا حلمي منذ الصغر، وازدادت رغبتي بذلك بعد تفشي فيروس كورونا وما نتج عنه من وقوع العدد من الضحايا، لأساعد أبناء شعبي في المستقبل".

وتحدثت ترتيل أن "الثانوية العامة تجربة جميلة لكنها صعبة جدا"، وقالت: " كنا على أعصابنا في انتظار النتائج، لكن كانت نتائجنا جيدة جدا وحصدنا نتائج تعبنا".

وترتيل التي تمتلك موهبة الرسم منذ الصغر، تريد أن تُنمي تلك الموهبة بالالتحاق بكلية الفنون بجامعة النجاح الوطنية تصميم ديكور، فيما ترغب شقيقتها سلسبيل دراسة أساليب الرياضات أو التمريض في نفس الجامعة.

وفا