رام الله الإخباري
رام الله لاخباري :
يواصل الحاج إبراهيم مصاروة (68 عاماً) منذ أكثر من 20 عاماً، شد الرحال للمسجد الأقصى وتحفيز المواطنين الفلسطينيين في بلدات الداخل المحتلة للقيام بالخطوة ذاتها، من خلال تسيير حافلات لزيارة المسجد الأقصى.
الحاج مصاروة الذي يمتلك قصة مثيرة مع "كباسة" يحملها منذ أكثر 50 عاماً، لم يكل من توزيع وتعليق الإعلانات الخاصة بتسيير حافلات لشد الرحال إلى المسجد الأقصى، مستخدما إياها لتعليق الإعلانات الخاصة بذلك.
ورغم كبر سنه إلا أنه لا يبالي بـ 84 كيلومتر يقطعها أربع مرات أسبوعياً من مسقط رأسه مدينة الطيرة إلى مدينة القدس المحتلة للصلاة في المسجد الأقصى المبارك، حيث قال: إن "الجسد في الطيرة والروح دائما في الأقصى"، بحسب ما صرح لموقع "الجزيرة نت".
ويروي الحاج مصاروة، قصة اقتتاحه مقهى في بلدته حوّله لاحقا إلى سينما، لعرض الأفلام المصرية القديمة، إلى حين أن قرر إغلاقها والانخراط في العمل بتجارة الخضروات والفواكه لسنوات.
وقال مصاروة: إنه "طيلة هذه السنوات لم يؤد ركعة واحدة، لأن الصلاة لم تكن منتشرة حينها، لكن حدثا مريرا أنهك جسده وعقله لسنوات غيّر مسار حياته إلى الأبد، حيث شعر بإعياء شديد وتوجه لطبيبه الذي حوّله مباشرة إلى المستشفى، وما إن وصل هناك حتى دخل في غيبوبة، وكان ذلك عام 1987 استفاق منها عام 1996 فلجأ للأقصى".
وأضاف: "الأقصى هو المكان الوحيد الذي شفيت فيه ومنذ عام 2000 انطلق بشد الرحال وكانت رفيقته الكبّاسة الخضراء التي تغير استخدامها من تثبيت لإعلانات الأفلام السينمائية إلى تعليق إعلانات شد الرحال إلى المسجد الأقصى في بلدته".
وتابع: "كنت أعمل في التجارة الخاسرة والآن أعمل في التجارة الرابحة مع الله، وأن كل زاوية في الأقصى لي بها ذكرى، هذه المصطبة تعلمت عليها قراءة القرآن، وهذه السلالم المؤدية للبائكة المقابلة للمصلى القبلي عددها 22، أما الصفوف في المصلى القبلي فعددها 52".
ويتولى المسن مصاروة، التنسيق مع الحافلات القادمة إلى المسجد الأقصى ضمن مشروع "قوافل الأقصى"، حيث يصل عدد الحافلات التي يُسيرها خلال شهر رمضان كل عام إلى 100 حافلة، وتلك التي يسيرها بقية أشهر السنة إلى 20 حافلة شهريا.
الجزيرة نت