خط الدفاع الأول في قلب الخطر

52651779_303

 معن الريماوي

تطوع بلال ارزيقات (31 عاما) من بلدة تفوح غرب مدينة الخليل في اللجنة الطبية بالبلدة، ليقوم بدور مساند كفني مختبر الى جانب الأطباء في أخذ العينات من المواطنين، وللمساعدة قدر المستطاع في منع تفشي فيروس "كورونا".

قبل خمسة أيام أخذت من ارزيقات عينة، ليصدم بأن نتيجته جاءت إيجابية، أي مصاب بالفيروس، بعد أن انتقلت اليه العدوى نظرا لتعامله المباشر مع المصابين، وهو قيد الحجر المنزلي الآن.

ومنذ انتشار فيروس "كورونا" في البلاد، سجلت نحو 41 إصابة بين صفوف الكوادر الطبية وفق معطيات وزارة الصحة، كان آخرها صباح اليوم لطبيب من طولكرم يعمل في قسم الولادة بمجمّع فلسطين الطبي برام الله، حيث تجري فحوصات للعاملين والمخالطين هناك.

"تطوعت لأقوم بواجبي تجاه أهل بلدي، وللمساعدة قدر المستطاع، حيث كنت أقوم بكتابة كافة البيانات على العينة التي يتم أخذها، من اسم المريض وتاريخ العينة، والعمر، وأجريت فحصًا قبل أيام وتبين إصابتي بالفيروس"، يقول ارزيقات.

ويضيف "كان هناك التزام بالإجراءات الصحية من قبلي، ولكن ليس بشكل كامل، حيث كنت أخلع الكمامة والقفازات قبل الخروج من المختبر، ويبدو أن إصابتي كانت خلال هذه الفترة بالتحديد، إما عبر ملامسة أسطح معينة، أو عبر رذاذ أحد المصابين".

ويشير الى أنه يعاني من صداع، وأوجاع في المفاصل والعضلات، وفقدان في حاستي الشم والذوق، وضيق في التنفس.

ووجه ارزيقات رسالة شكر لكافة العاملين في الكادر الطبي، كونهم خط الدفاع الأول في مواجهة الفيروس، مشددًا على ضرورة أخذ سبل الوقاية والالتزام بكافة إجراءات الصحة والسلامة، وأن يكونوا حريصين أثناء تعاملهم مع المرضى، وأن يتركوا مسافة بينهم، وألا يستهينوا بالمرض أبدا.

ويعزو مدير صحة جنوب الخليل عفيف العطاونة سبب الإصابات في صفوف الكادر الطبي لأمور عدة منها: عدم الالتزام الجزئي بشروط السلامة والصحة، والتلامس الكبير والمباشر بين المصابين والطبيب أو الممرض أو الفني، إضافة إلى عدم الالتزام بالبروتوكول الصحي الموزع في مختلف المؤسسات الصحية.

ويؤكد عطاونة أنه لا يمكن لأي شخص يلتزم بإجراءات الصحة والسلامة، ويقوم بالتعقيم بشكل متكرر، إضافة لارتداء الكمامة كالقفازات، أن يصاب بالفيروس.

ويشير الى أنه جرى تدريب جميع الطواقم الطبية في القطاعات الخاصة والأهلية والحكومية، على أساليب الوقاية الشخصية والحماية والسلامة، لوقاية أنفسهم عبر اتباع والتزام هذه التدابير، وهي ارتداء الكمامة بشكل متواصل، وآلية التعامل مع القفازات بعد التعامل مع المريض مباشرة، والتخلص منها وتعقيم اليدين وغسلها جيدًا، وارتداء قفازة جديدة عند التعامل مع مريض آخر، وعدم التلامس بأي شكل من الأشكال مع الأسطح التي لامسها المريض، وتعقيم المكان بشكل كامل.

ويشدد عطاونة على أن الطواقم الطبية هم خط الدفاع الأول، ويبذلون جهدا في الميدان، ويشاركون القطاعات كافة، ويرسلون لهم التعميمات، وعلى استعداد لتدريبهم وعمل كل ما من شأنه أن يقي ويحافظ على سلامة مقدم الخدمة الصحية.

ويقول "مع تسجيل هذا العدد الكبير من الإصابات في المنظومة الصحية، ذهبنا الى المؤسسات الصحية في المؤسسات الحكومية والمستشفيات الخاصة، وراقبنا آلية سير عملية تقديم الخدمة والالتزام بالشروط، وكان هناك تحول واضح في طريقة الالتزام وآلية مكافحة العدوى داخل هذه المستشفيات، ووجدنا التزاما واضحا خلال الـ10 أيام الأخيرة بعد تسجيل إصابات داخل القطاع الصحي".

ويضيف: نولي القطاع الصحي الأولوية القصوى، وعندما تسجل أية حالة في أي منشأة صحية، نقوم بعمل حالة مسح شامل لها، ونجري الفحوصات للعاملين، ومن تنطبق عليه شروط الحجر يتم حجره، والمصاب نقوم بعلاجه، ومن خالطه نحجره في المنزل حتى نتأكد من سلامته في اليوم الـ15، ونعقم المنشأة بشكل كامل، وإغلاقها لمدة تتراوح بين 12-24 ساعة حسب ما تقتضيه الحاجة، ويتم إعادة الطاقم الطبي للعمل بعد التأكد من خلوها من الفيروس.

وقال إنه لا يوجد أمامنا خيار الا أن نمضي في تقديم الخدمة الصحية في كل القطاعات الصحية الموجودة.