رام الله الاخباري :
كشفت وسائل إعلام أمريكية، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بدا غير قادر على وقف سلوكه العدواني الذي يدمر شعبيته ي أمريكا، سواء في سلوكه مع مستشاريه أو حتى في تعاطيه مع قضية المظاهرات التي خرجت في الولايات المتحدة تنديداً بمقتل الشاب جورج فلويد، على يد الشرطة الأمريكية.
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، فقد بدا على الرئيس ترامب نفاد الصبر في اجتماع عقده مؤخراً مع كبار مستشاريه السياسية، حين حذروه من الهزيمة إذا ما استمر في سلوكه التحريضي على الملأ على موقع التواصل الاجتماعي تويتر.
وجاءت تحذيرات مستشاري الرئيس الأمريكي، عقب تغريداته المتواصلة التي أيد فيها إطلاق النار على المتظاهرين في الولايات المتحدة، حيث كتب في تغريدة له: "حين يبدأ النهب، يبدأ إطلاق النار"، كما نشر بعد اجتماعه مع مستشاريه تغريدة وصف فيها المتظاهرين بأنهم إرهابين.
وأشارت الصحيفة الأمريكية نقلاً عن مقربين من ترامب أن تكرار التصرفات المدمِّرة لمستقبله السياسي والتهديد باستخدام الجيش الأمريكي لقمع التظاهرات، قد أثرت بشكل ملحوظ في فرص إعادة انتخابه، ومع ذلك لا يزال الرئيس عاجزاً في معظم الأحيان عن التوقف عنها، أو غير راغب في ذلك.
كما أن عدداً من مساعدي ترامب أقروا بأنه دائماً ما يواجه صعوبة في التحكم في سلوكه، الذي يجاوز بكثير الحدود التي جرى عليها العرف للسلوك الرئاسي، حيث اشتهرت به فترة رئاسته، وتسببت في تقويضها، ولعه باستخدام لغة عنصرية، ما أثار انتقادات من مستشاريه حول عجزه عن كبح جماح تصرفاته.
كما نقلت "نيويورك تايمز" عن مستشاريه توقعات بأن تعود معارك ترامب في فصل الخريف حين احتدام المنافسة مع منافسه جو بايدن، لافتين إلى أن ترامب لا يريد
ترامب أن ينظر إليه على أنه "خاسر" أو "فاشل"، في حملته، مشددين على أنه يتصرف بشكل دفاعي ومحدود الخيارات، وأن سلوكه الذي يتسم بالتدمير الذاتي قد خرج عن جادة الصواب بالنسبة لشخص يسعى للوصول إلى منصب الرئيس في عام الانتخابات.
وتساؤل مستشارو ترامب بحسب الصحيفة الأمريكية، عما إذا كان الرئيس الأمريكي يرغب أصلا في إعادة انتخابه مجدداً، في ظل سلوكياته الأخيرة والتي أثارت الرأي العام ضده، حيث أشارت الصحيفة إلى أن بعض من تحدث إلى ترامب مؤخراً وجدوا أنه بدلاً من أن يركز على أهدافه وخططه للسنوات الأربع الإضافية في منصبه، يكتفي بالرثاء والشكوى لحاله من التغطية الإعلامية له منذ بداية جائحة كورونا.
ولفت مقربون من الرئيس الأمريكي إلى أنه في حين أبدى الأخير حماساً لاستئناف حملاته الانتخابية، فإنه لم يبدِ نفس الحماس تجاه إمكانية الحكم 4 سنوات إضافية، مشدداً تركيزه على البحث عمن يسربون الأخبار للصحافة من داخل البيت الأبيض، وخصوصاً خبر نزوله إلى قبو أسفل البيت الأبيض خلال مظاهرات كانت في محيطه.
كما نقل مقربون منه أنه أعد قائمة من "الأوغاد" الذين سيلقي عليهم باللوم إذا خسر الانتخابات، وهم: الصين التي أساءت التعامل مع فيروس كورونا وإغلاق الاقتصاد والديمقراطيون الذين أخبر مستشاريه أنهم سيسرقون الانتخابات منه.
وقالت الصحيفة الامريكية، إن الرئيس الأمريكي يشتكي من أنه لا شيء مما يفعله يبدو جيداً بما يكفي، متذمراً من النقد الذي تعرض له بأنه لم يتعامل بشكل جيد مع مقتل جورج فلويد على يد الشرطة في مينيابوليس.
وبحسب مقربين من ترامب اجرت معهم الصحيفة الأمريكية مقابلات عدة، فقد تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، عن أنهم مصدومون من تحول سلوكه أثناء التهديد الخطير الأخير لرئاسته، وأن كل شيء في رئاسته يسير في الاتجاه الخطأ.
وبينما أكد البيت الأبيض حرص الرئيس الأمريكي على الوصول لولاية ثانية، إلا أن أحد المسؤولين، أكد أن الموظفين المسؤولين عن وضع السياسات لم يتم إخبارهم بإعداد مبادرات لعام 2021 وما بعده سوى هذا الأسبوع، رغم بقاء خمسة شهور فقط على الانتخابات الامريكية.
وقال أنثوني سكاراموتشي، الذي شغل منصب مدير الاتصالات في البيت الأبيض إن "ترامب هو ليندون جونسون العصر الحديث، إذ إن كل شيء في رئاسته يسير في الاتجاه الخطأ وما لديه من مواهب ومهارات لا تنفعه في إصلاح ما فسد، وإن كل ما حاول ترامب فعله حتى الآن لم يغير من نظرة الناس لفترة رئاسته أو يزيح المخاوف العميقة بشأن العنصرية أو انتشار فيروس كورونا من واجهة الأخبار، لهذا السبب أنا أعرف أنه لا يحب عمله كرئيس".
وتساءل المقربون من ترامب، حول الخطوات التي يجب عليها فعلها كشخص اقترب من ترشيحه لولاية ثانية في أمريكا، إلا أنهم لفتوا أن ترامب أقدم في نهاية الأسبوع الماضي على خطوة سياسية وصفها حلفاؤه بأنها "حكيمة" حين أعلن فجأة تغيير اليوم المحدد لحشد انتخابي كان مساعدوه قد خططوا لعقده في أوكلاهوما يوم 19 يونيو/حزيران، وهو يوم الاحتفال بإنهاء العبودية في الولايات المتحدة، رغم أنه نشر قرار تغيير الموعد على تويتر قبل أن يخبر به مساعديه.
ويرى مقربون من ترامب، أن الأعباء التي فرضها المنصب عليه أكبر بالنسبة له من نشوة الفوز بمنصب رئيس الولايات المتحدة وأن ترامب الذي لم يسبق أبداً أن خدم في منصب حكومي وقضى سنوات من عمره في برامج الترفيه، فإن الفجوة المعرفية لديه فيما يخص مهام المنصب كبيرة وشاسعة.