رام الله الإخباري
رام الله الاخباري :
تتسارع الجهود الدولية للوصول إلى لقاح أو علاج لفيروس كورونا المستجد؛ وفيما تتسابق الشركات العالمية نحو تحقيق الهدف المنشود، فإن عدد الإصابات يسجّل إرتفاعا بشكل ملحوظ في شتى دول العالم مع إرتفاع عدد الوفيات.
المؤسسات العالمية المعنية بالبحوث والتطوير، إلى جانب شركات الأدوية العملاقة حول العالم، وضعت نصب أعينها هدف واحد هو سرعة الوصول إلى دواء أو لقاح
للسيطرة على تفشي وباء كورونا. ورغم ما يحتاجه ذلك من ميزانيات ضخمة ومراحل مخبرية عدة وكذلك إختبارات على البشر، إلا أنه بدأ يتم تسجيل بعض التجارب حول العالم.
إذ أعلنت شركة SAB Biotherapeutics الأمريكية، أنها تتوقع بدء التجارب السريرية، الشهر المقبل، على علاج محتمل لفيروس كورونا المستجد، يَستخدم أجساماً مضادة مستمَدة من بلازما أبقار.
ووفق شبكة "سي أن أن" الأمريكية، فإن الأبقار التي ستُشتق منها البلازما ليست أبقاراً عادية، فقد أخضعها العلماء لتعديلات بالهندسة الوراثية، لمنحها جهاز مناعة بشرياً
في جزء منه، بهذه الطريقة تنتج هذه الحيوانات أجساماً مضادة بشرية لمقاومة فيروس كورونا، والتي يمكن تحويلها بعد ذلك إلى دواء يهاجم الفيروس.
وحول اختيار الأبقار، فنظراً لأن لديها العديد من المزايا عن بلازما المتبرعين البشريين. أولها، بحسب الشركة، أن الأبقار لديها استجابة مناعية أقوى من البشر، كما أن الحقن المتكرر بفيروس كورونا يجعل هذه الاستجابة أقوى، بحسب موقع عربي بوست.
كما أن الأبقار أكبر في الحجم، ولديها كمية أكبر من البلازما، أما ثالثاً فيمكن استخراج البلازما من البقر ثلاث مرات في الشهر، بدلاً من مرة واحدة، كما هو الحال مع البشر.
بدوره، قال إيدي سوليفان، الرئيس التنفيذي لشركة SAB Biotherapeutics،إن "هذه الحيوانات تنتج أجساماً مضادة معطِّلة غير قادرة على قتل فيروس كورونا المستجد
في المختبر"، مضيفاً: "نحن حريصون على التقدم إلى التجارب السريرية، وفي الوقت نفسه نمضي قدماً في العملية التنظيمية، على أمل تقديم هذا العلاج المحتمل لفيروس كوفيد 19 للمرضى الذين يحتاجون إلى حل".
بعد ذلك، يُدخل العلماء الحمضَ النووي لتلك الخلايا في بويضات منزوعة النواة، لتتحول إلى أجنة، ثم تُزرع الأجنة الناتجة عن نمو هذه البويضات في رحم أبقار لاستكمال مراحل الحمل، وعلى مدى العقدين الماضيين أنتج العلماء عدة مئات من الأبقار المتطابقة وراثياً بهذه الطريقة، جميعها تتمتع بأجهزة مناعة بشرية جزئية.
ولم تذكر الشركة عدد الأشخاص المفترض خضوعهم للتجارب السريرية المقبلة، أو المدة التي ستستغرقها التجارب، وعمدت لصناعة العلاج المُحتمل، إلى استخدام خلايا من جلد الأبقار واستخرجت منها الجين المسؤول عن إنشاء الأجسام المضادة في البقرة، لتُحلَّ بدلاً منه كروموسوماً صناعياً معدلاً بالهندسة الوراثية لينتج أجساماً مضادة بشرية.
ووفقاً للشركة الأمريكية، فإن دواءها المصنوع من بلازما البقر يحتوي على مستويات من تعطيل الأجسام المضادة، أعلى أربع مرات من أقوى الأجسام المضادة المستخرجة من العينات البشرية التي درسوها.
يشار إلى أنه بعد مراحل العمل السابقة يقوم العلماء بحقن بعض هذه الأبقار بجزء غير معدٍ من الفيروس المسبب لفيروس كورونا، لتنتج الأبقار أجساماً مضادة بشرية مقاومة لفيروس كورونا، وهذه الأجسام المضادة تقاوم الفيروس بطريقة طبيعية.
وكانت الشركة قد أعلنت عن هذه الدراسة، التي أُجريت في جامعة "بيتسبرغ" بولاية بنسيلفانيا الأمريكية، في بيان صحفي، غير أنها لم تُنشر بعدُ في دوريات علمية، ولم تخضع لمراجعة النظراء.
يذكر أن الشركة أنتجت مئات الجرعات من الدواء المحتمل، وتسمى SAB-185، لاستخدامها في تجاربها السريرية، ولم تعلن الشركة بعد ما إذا كانت تجاربها بغرض استخدام الدواء كوقاية أم كعلاج لفيروس "كوفيد 19" أو كليهما.
الجدير ذكره أن الفكرة الكامنة وراء الدواء المحتمل قديمة جداً، إذ تعود إلى أكثر من قرن مضى، عندما أعطى الأطباء للمرضى الذين يعانون أمراضاً معدية مكوناتِ دم من مرضى تعافوا بالفعل، وأنتجوا أجساماً مضادة لمقاومة المرض. ولا يزال العلاج، الذي يسمى "بلازما النقاهة" قيد الاستخدام اليوم لعلاج فيروس كورونا.
ويواصل فيروس كورونا المستجد تفشيه في 213 دولة وإقليم ومنطقة حول العالم، حيث تم اكتشاف أكثر من 140 ألف إصابة جديدة، وأوقعت خلال الـ24 ساعة الأخيرة 6.562 حالة وفاة على الأقل حتى الآن.
وأظهرت آخر الإحصاءات العالمية حول جائحة فيروس كورونا حتى ظهر اليوم الأربعاء، وفاة 443,821 شخصًا في العالم إثر الإصابة بالفيروس، منذ أول ظهور له في أواخر عام 2019 في الصين، وإصابة أكثر من8,192,130 ، وتعافى منها 3,768,400 على الأقل.
عربي بوست