رام الله الاخباري :
كشف مسؤول في بلدية الاحتلال في القدس اليوم الاثنين، أنه إسرائيل بدأت بعملية شق الأجزاء الوسطى والجنوبية من طريق دائري رئيسي جديد، يربط المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة، لافتا إلى أنه سيتم تسميته "الطريق الأمريكي".
وقال المسؤول إنه سيتم طرح مناقصات للجزء الواقع في أقصى الشمال، بتكلفة متوقعة تبلغ 187 مليون دولار، قرب نهاية العام، مشدداً على أن الطريق سيشكل عقبة أخرى أمام آمال الفلسطينيين في جعل القدس الشرقية عاصمة لدولة لهم في المستقبل.
ويأتي البناء في الوقت الذي تستعد فيه الحكومة الإسرائيلية، لبدء مناقشات على مستوى مجلس الوزراء، اعتبارا من الأول من يوليو، بشأن تنفيذ الوعد الانتخابي لرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بضم المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، وهي خطوة مقررة تثير انتقادات دولية متزايدة.
وبنت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة المستوطنات في الضفة الغربية على أراض استولت عليها في حرب عام 1967. ويعيش فيها الآن أكثر من 400 ألف إسرائيلي، مع 200 ألف آخرين في القدس الشرقية.
وأكد الفلسطينيون على أن الطريق الجديد "سيفيد المستوطنين في المقام الأول، وسيقوض بشكل أكبر جدوى القدس الشرقية كعاصمة" للدولة التي يسعون لإقامتها في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقال وزير شؤون القدس الفلسطيني، فادي الهدمي، إن المشروع "يعزل الأحياء الفلسطينية داخل المدينة عن بعضها البعض".
وأضاف: "الطريق الأميركي جزء من مشروع الطريق الدائري الإسرائيلي، غير القانوني، الذي يحيط بالقدس الشرقية المحتلة لزيادة ربط المستوطنات الإسرائيلية وقطع العاصمة الفلسطينية المحتلة عن باقي الضفة الغربية".
ولفت عشرات الفلسطينيين الذين يعيشون على طول الطريق، إلى عوامل مثل نطاق البناء وقرب الأطراف الشمالية والجنوبية من الطريق السريع للمستوطنات الرئيسية، كدليل على أن الطريق مصمم بشكل أساسي للمستوطنين.
يشار إلى أن الطريق سيمتد بمحاذاة أو قرب الأطراف الخارجية للقدس الشرقية لأكثر من ثمانية كيلومترات، وذلك بتكلفة أكثر من ربع مليار دولار، كما سيضم نفقا بطول 1.6 كيلومتر شرقي جبل الزيتون، "سيخفف من الازدحام المروري للإسرائيليين والفلسطينيين" الذين يعيشون في المنطقة، وفق موقع سكاي نيوز.
بدوره، قال أرييه كينغ، وهو نائب لرئيس بلدية القدس وشخصية قيادية في حركة الاستيطان في المدينة: "الطريق لا يوحد المستوطنات. إنه لا يتعلق بتوحيد الحدود أو الخطوط البلدية، لكنه يربطها أكثر على المستوى اليومي، سواء كان ذلك في الدراسة أو السياحة أو التجارة. ثم في الممارسة العملية، فإنك تشيد عاصمة كبيرة في القدس".
أما دانييل سيديمان، المحامي الإسرائيلي الذي مثل بعض العائلات الفلسطينية المتضررة من البناء، فقال إن الطريق "يتماشى مع استراتيجية طويلة الأمد من إسرائيل، باستخدام مشاريع البنية التحتية لتأمين ضم فعلي للأراضي".
وأضاف المتخصص في الجغرافيا السياسية للقدس: "ما نراه هنا مرة أخرى هو الضم السلس لشمال الضفة الغربية والقدس الشرقية تحت السيطرة الإسرائيلية وجنوب الضفة الغربية لأغراض المستوطنين. هذا هو الدافع، وحقيقة أنها ستفيد فلسطيني القدس الشرقية إلى حد ما هو إلا أثر جانبي، ولكن ليس أكثر من ذلك".
الجدير ذكره، ضمت إسرائيل القدس الشرقية، في خطوة لم تلق اعترفا دوليا، بعد أن استولت على المنطقة، إلى جانب الضفة الغربية وقطاع غزة، في حرب عام 1967.