رام الله الاخباري
سجل الرقم القياسي لأسعار المستهلك في فلسطين انخفاضا مقداره 0.91% خلال الشهر الماضي، مقارنة مع شهر نيسان، بواقع 1.29% في قطاع غزة، وبمقدار 0.88% في الضفة الغربية، وبمقدار 0.41% في القدس.
وعزى الخبراء هذا الانخفاض إلى عدة أسباب منها تراجع الطلب مقارنة مع العرض خلال شهر رمضان، بالإضافة إلى نضج عدد كبير من أنواع الفاكهة، وكذلك إغراق السوق بالعديد من السلع الغذائية خلال الإغلاق الذي ترافق مع جائحة كورونا في ظل شح السيولة بالأسواق.
وقال الخبير في المجال الزراعي فارس الجابي، "إن درجات الحرارة العالية التي جاءت في شهر أيار سرعت من عملية نضج الخضراوات دفعة واحدة، وقصرت عمر الانتاج، ونضجت الخضراوات خلال فترة قصيرة، فأصبح لدينا انتاج غزير وطلب قليل، أدى الى انخفاض الأسعار".
وأكد الجابي على أن شهر رمضان /أيار شهد تراجعا في معدل استهلاك الفرد من انتاج البيض، فالعرض كان أكثر من الطلب، لأن البيض لا يدخل على المائدة بشكل كبير في شهر رمضان، كما ان درجات الحرارة العالية التي جاءت خلال شهر أيار، ادت الى زيادة الإنتاج، وفق الحياة الجديدة.
وأشار الى ان الناس خلال فترة انتشار فيروس كورونا وفرض حالة الطوارئ، لم يستطيعوا الوصول والشراء، وحالة الاغلاق حدت من الطلب على الخضراوات وقل معدل الاستهلاك وكان العرض يفوق الطلب.
وحسب الجهاز المركزي للإحصاء فقد سجلت الخضراوات المجففة تراجعا في الأسعار بمقدار 20.74%، وأسعار البيض الطازج بمقدار 16.16%، وأسعار الخضروات الطازجة بمقدار 12.51%، وأسعار الغاز بمقدار 6.21%، وأسعار المحروقات السائلة المستخدمة كوقود للسيارات "الديزل" بمقدار 4.85%، وأسعار المحروقات السائلة المستخدمة كوقود للسيارات "البنزين" بمقدار 2.55%، وأسعار الدجاج الطازج بمقدار 2.00%، وأسعار الفواكه الطازجة بمقدار 2.00%، وأسعار الزيوت النباتية بمقدار 1.59%، وأسعار اللحوم الطازجة بمقدار 0.87%، وأسعار الأرز حبة قصيرة بمقدار 0.81%، وأسعار البطاطا بمقدار 0.69%.
وعلى مستوى أسعار بعض السلع الأساسية، تراجع سعر البصل الجاف ليبلغ في المتوسط 3 شواقل/ 1 كغم، كما تراجع سعر البيض الطازج ليبلغ 14 شيقلا/ 2 كغم، وبلغ سعر الخيار بيوت بلاستيكية بالمتوسط 3 شواقل/ 1 كغم، وتراجع سعر الموز ليبلغ 5 شواقل/ 1 كغم، كما سجل أرز الشقحة فئة 25 كغم بالمتوسط 142 شيقلا، كما تراجع سعر اسطوانة الغاز ليصل إلى 65 شيقلا/ 12 كغم.
وعند مقارنة الأسعار خلال شهر أيار مع نظيره في العام 2019، تشير البيانات إلى انخفاض الرقم القياسي لأسعار المستهلك في فلسطين بمقدار 1.96%، بواقع 2.05% في قطاع غزة، وبمقدار 2.00% في الضفة الغربية، وبمقدار 0.88% في القدس.
بدوره، عزى الخبير الاقتصادي والمحاضر في جامعة النجاح الوطنية بكر اشتية، انخفاض أسعار المستهلك لعدة اسباب: منها المواد الغذائية تشكل ما يقارب الـ 28% من سلة المستهلك، وهذه قل الطلب عليها ما ادى الى انخفاض اسعارها، على عكس المتوقع ان يحدث استهلاك كبير للمواد الغذائية، واستغلال من قبل التجار برفع الأسعار، لكن ما حدث هو ان المنتوجات الفلسطينية وغير الفلسطينية اغرقت الأسواق واصبح لدينا وفرة.
وأشار إلى أن التجار الفلسطينيين خلال بداية فترة جائحة كورونا نشطوا عمليات الاستيراد بشكل كبير جدا واستوردوا المواد الغذائية بكميات كبيرة لانهم توقعوا ان يحدث تهافت على الشراء، وبالتالي الكميات غير المبررة في عمليات الاستيراد أدت الى استقرار الاسعار ويمكن انخفاضها.
واعتقد ان أحد الأسباب الرئيسية لانخفاض الرقم القياسي لأسعار المستهلك هو بند المواصلات الذي يشكل 14% من سلة المستهلك الفلسطيني، والذي تراجع وأدى إلى انخفاض أسعار المحروقات، كما أن السيولة شحت في السوق، ما اثر على الطلب.
وأكد اشتية على أنه لا يوجد في الفترة الماضية أي مبرر لارتفاع الأسعار، ولم يحدث نقص في المواد الغذائية أو المحروقات او فائض في السيولة حتى ترتفع اسعار السلع، فالأرقام منطقية جدا ومبررة جدا.