رام الله الإخباري
رام الله الاخباري:
في الطريق إلى نفق خطوط السرفيس أسفل المجمع التجاري وسط مدينة نابلس، تشير حركة المواطنين المتسارعة تحت أشعة الشمس، والمركبات، إلى أن الحياة عادت تدب من جديد بأسواق المدينة وشوارعها، بعد توقف دام قرابة ثلاثة أشهر؛ نتيجة إجراءات مكافحة انتشار فيروس "كورونا".
فوق الأرض حيث ميدان الشهداء وسط المدينة، عادت التفاصيل التي اختفت على مدار أشهر مكافحة الفيروس من جديد، فامتزجت أصوات الباعة المتجولين مع قرع معزوفة باعة القهوة منذ ساعات الصباح، وذلك بعد دخول قرارات الحكومة الفلسطينية حيز التنفيذ بإدخال سلسلة إجراءات تخفيف لتدابير مواجهة فيروس كورونا (كوفيد- 19).
المواطن عبد الكريم عيسى من عسكر البلد شرقا، العامل في مجال البناء، واحد من بين عشرات عمال المياومة الذين اعتادوا التواجد بميدان الشهداء منذ السادسة صباحا بحثا عن رزقهم، تحدث: منذ ثلاثة أشهر توقف عملنا بعد إغلاق مركز المدينة، ونستبشر خيرا بأن تعود الحياة لطبيعتها.
ويضيف: منذ 15 عاما أعمل عامل مياومة، لكن هذه أكبر أزمة نمر فيها خلال هذه السنوات، كنا نتعطل يوما أو يومين في الأسبوع، لكن في ظل كورونا تعطلت كافة الأعمال.
ويعتمد عيسى في مصروفه اليومي على عمله بالمياومة والذي يتراوح بين 100-120 شيقلا يوميا، لكنه اضطر أن يلزم منزله فترة الإغلاق، مؤكدا "لم أتلقَ أي مساعدة خلال الفترة الماضية رغم أننا أكثر القطاعات المتضررة"، مضيفا: نأمل أن يتحسن الحال بالفترة المقبلة".
ويوضح عزيز ثوابتة الذي يعمل سائق تكسي مكتب وسط المدينة، أنه يستبشر خيرا بعد انتهاء الإجراءات، بأن تعود الحياة لطبيعتها لكن لا بد من الحذر واستمرار إجراءات السلامة، بعد أن تعطل عن عمله لأكثر من شهرين، معبرا عن خشيته من الخطر الأكبر من كورونا وفق قوله، أن تتدهور الأوضاع الأمنية والسياسية في حال نفذت دولة الاحتلال خطة الضم.
واستأنفت المحاكم والوزارات والهيئات الرسمية صباح اليوم عملها كالمعتاد في كافة مدن الضفة الغربية، وعادت المحال والمنشآت التجارية والصناعية ومختلف المؤسسات للعمل بشكل طبيعي منذ صباح أمس الثلاثاء.
ناصر العامودي صاحب محل لبيع الهواتف النقالة في إحدى الممرات المؤدية للبلدة القديمة، قال إن الحركة بدأت تدريجيا بالعودة للمدينة منذ وسط شهر رمضان المبارك بعد أن سمحت الحكومة بافتتاح بعض القطاعات والمنشآت، لكن هذا اليوم يشكل عودة الحياة لطبيعتها كما كانت عليه قبل آذار الماضي، خاصة بعد دوام المؤسسات الحكومية والخاصة.
وعبر عن خشيته من القادم، خاصة الأوضاع السياسية القادمة وخطر الاحتلال وتنفيذ مخططاته بالضم.
وأعلنت وزيرة الصحة مي الكيلة اليوم الأربعاء، عن تسجيل 8 إصابات جديدة بفيروس كورونا في محافظة الخليل، وقطاع غزة، وأن من بين المصابين 5 حالات في بلدة بيت أولا في الخليل، و3 حالات في قطاع غزة، ما يرفع حصيلة الإصابات الإجمالية في فلسطين إلى 613.
ومع عودة العمل في المحاكم بشكل طبيعي اليوم مع مراعاة شروط السلامة، تمكن المحامي أحمد دواس من بلدة عجة جنوب جنين، من الوصول لمكتبه في مدينة نابلس لأول مرة منذ آذار الماضي، قائلا: "أكثر ما اشتقت إليه خلال الفترة الماضية مكتبي الجديد الذي لم يمض عام على افتتاحه".
ويضيف دواس أنه منذ الثامنة صباحا وصل لمكتبه وسط المدينة، وبدأ بترتيب ملفات موكليه تمهيدا لمتابعتها أمام المحاكم التي انتظم عملها صباح اليوم، مردفا: الحياة تحتاج وقتا حتى تعود لطبيعتها نتيجة المشاكل المالية التي تكبدها المواطنون خلال فترة الإغلاق، مشيرا إلى تأثر المحامين بشكل كبير خلال الأزمة، وأن غالبية القضايا المالية يلجأ الناس لحلها بالتفاهم فيما بينهم او بطرق أخرى بعيدا عن المحامين والقضاء نتيجة تخوفهم من تجدد الإغلاق.
ويخشى دواس أن يتم إغلاق الضفة من جديد في حال تسجيل إصابات جديدة، مؤكدا أن إغلاق أي محافظة في الضفة يؤثر على عمل المحامين بالمحافظات الأخرى نظرا لوجود شهود او قضاة في تلك المحافظات، مضيفا "الوضع الاقتصادي للمحامين سيئ خاصة أن غالبيتهم من الشباب، حيث أدى الاغلاق إلى دخول بعضهم وأنا منهم بمشاكل مالية نتيجة الالتزام بالشيكات".
ويأمل دواس أن تتم مكافحة تفشي الفيروس في حال تفشيه من جديد بطرق أخرى غير الإغلاق.
وفا