عيد الفطر... يوم آخر من الحجر المنزلي

hTf4O

رام الله الإخباري

رام الله الاخباري:

لم يكن عيد الفطر السعيد هذا العام كما كنا نعرفه من قبل، إجراءات الوقاية من فايروس "كورنا" ألقت بظلالها على أجوائه، وحولته إلى يوم لا يختلف عن غيره من أيام الحجر المنزلي التي مضت، لم يستطع الأطفال اللعب كما لم يتمكنوا من وصول أماكن الترفيه.

لم يتبادل معظم المواطنين الزيارات المنزلية والعائلية المعروفة في العيد، كما أن زيارة الأرحام تأجلت بفعل الإجراءات الاحترازية ومن أجل الحفاظ على التباعد الاجتماعي وبالتالي صحة المواطنين، كما أن معظم المحال التجارية أغلقت وخلت الشوارع من المارة في عدد كبير من التجمعات السكانية الفلسطينية.

ورغم ذلك، أصر المواطنون على شراء الملابس الجديدة والالعاب لاطفالهم كلما سمح لتلك المحال بفتح أبوابها، وجلبوا متطلبات العيد لأسرهم وصنعوا الكعك والمعمول داخل منازلهم، لبث الفرحه والسرور في نفوس الكبار والصغار ولتعظيم شعائر الدين.

وكعاداتها التي بدأتها منذ عقود في كل عيد من كل عام، أصرت الحاجة الستينية أم  محمد الحرباوي رغم الوضع الاقتصادي السيء، على شراء الملابس لأحفادها الذين يُقيموا معها داخل بيتها الكبير "بيت الاجداد"، برفقة أزواجهم وأبنائهم، وعلى تحضير الكعك والمعمول لإضفاء شيء من الفرح والسرور داخل منزلهم، وبغية الحفاظ على طقوس وبهجة العيد كما كل عام.

"كل سنة يمر علينا العيد ونحن نعاني جراء ممارسات واعتداءات الاحتلال وما يفرضه من واقع مرير على ابناء شعبنا ومقدراتنا ومقدساتنا"، قالت الاعلامية اكرام شقيقة الاسير المسن المريض صدقي التميمي المحكوم بالسجن لمدة (35 عاما) وقضى منها ما يزيد عن (18 عاما).

وتابعت، "شعبنا قدم آلاف الشهداء والجرحى والاسرى، وما زال يواصل نضالاته في كل الميادين ..صحيح هذا العام مختلف بسبب فيروس "كورونا" الذي ضاعف ألمنا حيث منع الاحتلال اهالي الاسرى زيارة ابنائهم الذين يقبعون في سجونه منذ بداية الجائحة، لكننا نعض على جراحنا والصبر عنواننا، والدتي وجميع امهات الاسرى واهاليهم قدموا الغالي والنفيس من اجل فلسطين ومقدساتنا".

واضافت التميمي، استطعنا توفير الحد الادنى من متطلبات العيد، لاننا نسعى لنشر وبث اجواء الفرح والمرح لدى اطفالنا حتى نسعد نحن وعائلاتنا رغم الجراح التي يتسبب بها الاحتلال، وأتبعه ووباء "كورونا" ايضا الذي قيد حركتنا وألزمنا البقاء في بيوتنا.

وبمراره ولوعة الاشتياق لأخيها الذي يقضي عيد الفطر الثامن عشر خلف القضبان قالت: "نتطلع دوما لتوفير حياة ومستقبل افضل لأطفالنا رغم محاولات الاحتلال الرامية لكسرنا، وكما قيل "من رحم المعاناة يولد الامل ومن قلب المأساة يولد الإبداع"، فمهما بلغت العقبات سنبقى نحن الفلسطينيون كما قال شاعرنا محمود درويش: "نحب الحياة ما استطعنا اليها سبيلا"، وسيزول الوباء ويرحل الاحتلال وتعود الحقوق لأصحابها مهما طال الزمن او قصر".

من جانبه، قال نائب مفتي الخليل الشيخ يسري عيدة، عيد الفطر هذا العام ليس كغيره من الاعياد التي عشناها، فجائحة "كورونا" قيدت تحركاتنا وتجمعاتنا، وحتمت علينا التزام بيوتنا حفاظا على سلامتنا العامة، يوم العيد هو يوم فرح للمسلمين في كافة ارجاء المعمورة، وبهذا نستطيع تهنئة بعضنا عبر وسائل التواصل والاتصال الكثيرة لنتفادى كل خطر قد يلحق بنا.

وحث عيدة المواطنين، على توفير ما أمكن من متطلبات الاطفال، ليسعدوا وتعم الفرحة في هذا اليوم، ونوه إلى أهمية منع التجمعات وإتباع سبل السلامة العامة والوقاية، واوضح ان الاسلام قبل 1440 عاما تقريبا، وفي عهد عمر بن الخطاب حين انتشر "طاعون عمواس" ألزم الناس إتباع سبل الحجر الصحي لمنع انتشار الوباء.

وبخصوص فيروس "كورونا" قال عيدة، هذا الوباء الذي انتشر عالميا وأصاب وقتل الآلاف في دول عظمى، يحتم علينا الالتزام بتوجيهات حكومتنا التي جاءت بناء على توصيات خبراء وأطباء وغيرهم، وأن نبقى في بيوتنا، وان نفرح قدر المستطاع مع عائلتنا الصغيرة خلال العيد.

وكان رئيس الوزراء محمد اشتية، أعلن عن منع الحركة بشكل كامل أيام عيد الفطر السعيد، في وقت سمح بفتح جميع المحال التجارية منذ السبت قبل الماضي وحتى مساء الجمعة الماضية، وقال خلال مؤتمر صحفي عقده بمقر رئاسة الوزراء في رام الله: "بدءا من مساء الجمعة 22/5 سوف تمنع الحركة كاملة في جميع المدن والمخيمات والقرى حتى نهاية يوم الإثنين 25/5، وعليه تغلق جميع المرافق العامة والخاصة عدا الأفران والصيدليات".

وفا