فلسطين : موجة الحر ستشتد و46 مئوية في بعض المناطق

حالة الطقس في فلسطين

رام الله الإخباري

رام الله الاخباري : 

تشهد دولة فلسطين موجة حر شديدة، وسجلت درجات الحرارة مستويات قياسية تفوق معدلها السنوي العام بحدود 12 درجة مئوية، وسط تحذيرات من خطورة التعرض لأشعة الشمس الحارقة خاصة وقت الذروة.

وتساءل مواطنون وسط هذه الحرارة العالية، حول الممارسات المعيشية السليمة وطبيعة الأطعمة الواجب تناولها خاصة في شهر رمضان، إلى جانب المطلوب عمله للتغلب على أية أضرار قد تصيب المزروعات والبيوت البلاستيكية أو قطاع الثروة الحيوانية.

الأرصاد الجوية: البلاد الآن تحت تأثير "موجة حارة"

وفي هذا الإطار قال مدير عام الارصاد الجوية يوسف ابو اسعد للوكالة الرسمية  إن درجات الحرارة اشتدت، والبلاد الآن تحت مسمى "موجة حارة"، هي الاولى لهذا العام، بحيث ارتفعت درجات الحرارة بشكل ملموس.

وتابع، من المتوقع أن تسجل درجات الحرارة في ذروة هذه الموجة ما بين 36 - 37 مئوية في القدس وفوق المناطق الجبلية، في حين ستتجاوز الـ 40 مئوية في العديد من  المناطق لا سيما مناطق السهل الساحلي، ومدينتي طولكرم وقلقيلية، ويمكن أن تصل في أريحا 46 مئوية، لتصبح بذلك أعلى من معدلاتها العامة بحدود 12 - 13 درجة.

ووفقا للخرائط الجوية يتواصل تأثير الموجة الحارة في معظم ايام الاسبوع الجاري، وتسود أجواء شديدة الحرارة مرفقة بهبات رياح شرقية تنشط على فترات، مشيرا الى توقع انحسار الموجة،  اعتباراً من مطلع الاسبوع المقبل بحيث يُتوقع أن تندفع كتلة هوائية معتدلة نسبياً نحو فلسطين خلال أيام عيد الفطر المبارك، حيث تنخفض معها درجات الحرارة وتعتدل الاجواء.

 وبحسب الارشيف المناخي أصبحت الموجات الحارة التي تتأثر بها فلسطين خلال الربيع معتادة خاصة خلال السنوات الأخيرة، وعادة ما تسجل درجات حرارة مرتفعة، بشكل كبير وأكثر تطرفاً وقوة من موجات فصل الصيف.

تداعيات صحية وأخرى بيئة خاصة في رمضان

حذر أخصائي الأمراض الباطنية نزيه نخلة من التعرض لأشعة الشمس وخاصة وقت الظهيرة من الساعة 11.00-3.00 مساء، نظرا لأن أشعة الشمس تكون في ذروة كثافتها ويكون تأثيرها أكبر، وبالتالي يجب على الصائم الانتباه لوقاية نفسه من ضربات الحر.

ودعا المواطنين الى تجنب تناول اللحوم والدهون والأغذية المقلية في وجبة السحور، لأنها تعززان عملية التخلص من السوائل في الجسم وتحفزان على إفراز العرق بكثرة، ما يؤدي الى الجفاف، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة العالية خلال النهار، وينطبق هذا الحال على الوجبات المالحة التي تحتوي على بهارات وتوابل بشكل كبير.

وأضاف: "على الصائم تناول الخضراوات والفواكه الطبيعية التي تحتوي على ماء في وجبة السحور، مثل البطيخ والشمام والتمر، لأنها تخزن السوائل في الجسم وتجعله باردا لفترة من الوقت، وتعمل على تحسين عملية الهضم، منوها إلى أن شرب المياه المثلجة يقبض الشعيرات الدموية".

وتابع: "من الجيد الاستحمام بالماء البارد في بداية اليوم أو قبل النوم لتخفيض حرارة الجسم، وضرورة ارتداء الملابس القطنية والخفيفة، ونظارة الشمس والقبعة عند

الخروج، مع ضرورة اصطحاب بعض الأدوية الخاصة بعلاج ضربة الشمس، بشرط أن تكون تحت استشارة طبيب، وبالنسبة لضعاف المناعة فيجب تجنب خروجهم من المنازل بتاتا، وخاصة مرضى ضغط الدم العالي، لسهولة اصابتهم بالجفاف وضربة الشمس، ما يضاعف من تردي وضعهم الصحي".

 ارتفاع درجات الحرارة يؤثر على المزروعات والقطاع البيئي والثروة الحيوانية

إلى ذلك فإن تزايد وتيرة وشدة الموجات الحرارية والعواصف الترابية، والحرائق، والجفاف تنعكس سلبا على التنوع البيئي والحيوي في فلسطين، ففي حالات كثيرة تؤدي الأجواء الحارة الى نفوق اعداد كبيرة من الحيوانات، او بفعل قيام الانسان بقتلها لتجنب خطرها كالأفاعي مثلا.

ودعت وزارة الزراعة المزارعين لأخذ الاحتياطات اللازمة، للتقليل من الآثار السلبية لدرجات الحرارة العالية على قطاع الثروة النباتية، وقالت مدير دائر الاعلام الزراعي في الادارة العامة للإرشاد ضحى عابدي، إن موجة الحر الشديدة، التي تضرب المنطقة قد تتسبب بأضرار فادحة لمزارع الدواجن والمحاصيل الزراعية.

وأهابت بالمزارعين بضرورة ري المزروعات المحمية على فترات متقاربة صباحا أو مساء، مع تفادي الري وقت الظهيرة، واستخدام تقنية الري الضبابي لتوفير رطوبة

جوية للبيت البلاستيكي في ساعات النهار فقط، ويمكن التقليل من درجات الحرارة المرتفعة ايضا بتشييد البيت البلاستيكي، وغسل الشبك "الريشت" بالماء، من الداخل للخارج لزيادة التهوية، بالإضافة الى تجنب اغلاق البيت والحرص على فتحه من جميع الاتجاهات من خلال رفع النايلون، والتأكد من فتح الشبابيك العلوية في الدفيئات مع تركيب الشبك عليها.

وبالنسبة للزراعة المكشوفة فتنصح عابدي المزارعين بعدم التسميد أثناء فترة الموجة الحارة لتأثيرها الضار على النبات، وريها بكميات وافرة مساء، وعلى فترات متقاربة، وازالة الأعشاب بين الأشتال الزراعية، ويمكن تظليل الثمار ببقايا النباتات لتجنب تعرضها لأشعة الشمس وحرقها.

وبما يخص الثروة الحيوانية يمكن زيادة عدد السقايات للمزارع، مع رفع مستوى المياه فيها لترطيب أجسام الحيوانات، أو وضع الرشاشات فوق المزارع، وتشغيل المراوح إن وجدت، كما يمكن وضع فيتامينات بالمياه عند سقايتها، والحرص على تقديم الطعام لها قبل اشتداد الحرارة ورفعه حتى لا تتأثر بها، ومن ثم إعادته مرة أخرى مساء.

الدفاع المدني: التحدي الكبر الذي يواجهنا هو الحرائق الناجمة عن درجات الحرارة العالية

وفي السياق يبين مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام في الدفاع المدني نائل العزة لـ "وفا"، إن التحدي الأكبر الذي يواجههم سنويا في مثل هذه الظروف هو اندلاع الحرائق، الناجم اما عن ارتفاع درجات الحرارة العالية، أو التخلص من النفايات والأعشاب سواء المنزلية أو الزراعية بطريقة خاطئة عن طريق حرقها، ثم فقدان السيطرة عليها،  متمنيا أن لا تتكرر مثل هذه الممارسات.

ونصح السائقين وخاصة سائقي الشحن الكبير، عدم استخدام المكابح بشكل متكرر ما يزيد من احتمالية اشتعال الاطارات وبالتالي المركبات، وعليهم عدم الاحتفاظ بأي عبوات مضغوطة مثل مزيل العرق أو العطور داخل المركبة، فمع اغلاق المركبة تزيد احتمالية انفجارها والتسبب بحرائق، كما هو الحال بالمواد الكحولية والمعقمات". 

وطالب العزة المواطنين بالتواصل مباشرة مع مديرية الدفاع المدني خاصة للتخلص من الأفاعي والحشرات والزواحف، منوها إلى وجود إدارة متخصصة لمكافحة هذا النوع من الحيوانات، محذرا من التعامل مباشرة معها لتلافى هجومها، وضرورة اتباع الاسعافات الأولية الصحيحة في حال لا سمح الله تعرض المواطن للدغة أفعى .

 

وفا