دراسة تحذر من زلزال مدمر سيضرب فلسطين لم يحدث منذ 100 عام

التحذير من زلزال سيضرب فلسطين

رام الله الإخباري

رام الله الاخباري:

حذر علماء ومختصون من احتمال تزايد أعداد الزلازل الكبرى في فلسطين الفترة المقبلة، نظرا لأنها تقع من الناحية الجيولوجية، على ملتقى صفيحتين من صفائح القشرة الأرضية، وتحديدا في منطقة الكسر الجيولوجي المعروفة بالصدع السوري-الإفريقي.

ووفقا لما ذكرته مجلة "آفاق البيئة والتنمية" المتخصصة، فإن فلسطين معرضة، وباحتمالية مرتفعة، لهزة أرضية مدمرة، على امتداد نحو ألف كيلومتر من الصدع.

وأشارت المجلة إلى أن سلسلة هزات أرضية متتالية ضربت فلسطين، خلال شهر تموز الماضي، تراوحت قوتها بين 3- 4.5 درجات على سلم ريختر، وذلك في منطقة طبريا وبيسان والأغوار الشمالية تحديدا، منوهة إلى أن الصدع السوري-الإفريقي يمتد من خليج أم الرشراش البحر الأحمر مرورا بالأغوار وبحيرة طبريا ووصولا إلى جنوب تركيا.

وتوقعت دراسة إحصائية، حدوث ارتجاجات جيولوجية جدية في فلسطين، خلال السنوات القريبة القادمة، مبينة أن الهزات الخفيفة المتتالية التي تعرضت لها فلسطين، منذ عام 2004، تشير إلى ارتفاع احتمال تعرض المنطقة لزلزال كبير.

وبحسب الدراسة، فإنه من المتوقع ألا تزيد قوة الزلازل في منطقتنا على 7 درجات، وبخاصة إذا كان مركز الزلزال في منطقة طبريا أو إصبع الجليل.

1.1

وأضافت: "هناك احتمالية حدوث الزلزال في البحر، مقابل الساحل الفلسطيني، وربما على مسافة كيلومترات قليلة من شواطئ يافا أو غزة أو حيفا، وفي هذه الحال قد يتلو الزلزال أمواج تسونامي العاتية التي قد تغرق كل المتواجدين قرب الشاطئ، وقد يكون حجم الدمار الناتج خلال ثوان معدودة مروعا.

ونوهت الدراسة إلى اعتقاد بعض خبراء الجيولوجيا، أن التجارب والتفجيرات النووية الإسرائيلية تؤثر على احتمالات حدوث زلازل في المنطقة، لاسيما أن هذا النشاط النووي يتلاحم مع نشاط الصفائح التكتونية للقشرة الأرضية غير المستقرة في فلسطين، والمهيأة أصلا لنشاط زلزالي.

ويرى أولئك الخبراء أن تلك التجارب والتفجيرات لعبت دورا في إثارة منطقة الصدع السوري الإفريقي، وبالتالي ساهمت في حدوث زلازل بقوة صغيرة أو متوسطة، في السنوات الأخيرة.

ويعتقد خبراء آخرون أن إسرائيل تخلصت وتتخلص من نفاياتها النووية في مواقع قريبة من الشق الجيولوجي الذي يتميز بالنشاط الزلزالي، وتحديدا في البحر الأبيض المتوسط، وجبال الخليل في الضفة الغربية، وصحراء النقب، ومنطقة الحلوصة على الحدود المصرية، وفي هضبة الجولان السورية.

وأعادت مجلة "آفاق البيئة والتنمية" التطرق إلى بعض الدراسات الإسرائيلية الأخيرة، التي أكدت أن 40% من المباني والمساكن الإسرائيلية معرضة للانهيار أو الإصابة الجدية في حال حدوث هزة أرضية قوية.

وأشارت إلى أنه في المقابل، فإن نسبة المباني في الضفة الغربية وقطاع غزة المعرضة لنفس المصير كبر بكثير.

وأضافت المجلة في تقرير موسع: "الأبحاث أثبتت أنه في حال حدوث هزة أرضية في فلسطين بقوة تفوق 6 درجات على سلم ريختر، فإن المباني المبنية على أعمدة في طابق أرضي مفتوح (الطابق الرخو)، ستتعرض لانهيار شبه أكيد، بما في ذلك المدارس والمشافي، وقد يصل عدد القتلى إلى عشرات الآلاف. كما أن المناطق الساحلية مرشحة لدمار أكبر من غيرها، بسبب الرطوبة البحرية الطبيعية التي أخلت بهياكل المباني وأضعفتها".

وشددت المجلة على ضرورة تقوية المنازل الفلسطينية القائمة، وإيجاد مخطط هيكلي خاص يتيح للمواطنين تقوية منازلهم، مقابل حصولهم على حقوق أو تراخيص للبناء.

ودعت المجلة الأجهزة المعنية والدفاع المدني وفرق الإنقاذ والطوارئ ووزارات البيئة والصحة وغيرها، أن تأخذ في الاعتبار قائمة طويلة من الاستعدادات الوقائية، منها التعليمات الخاصة بالمقابر الجماعية لمنع تفشي الأوبئة، إزالة جثث الحيوانات، إزالة نفايات ومخلفات المنشآت والمباني الكثيرة التي ستتهاوى، علما أن أحد الخيارات الممكنة هي التخلص من هذه النفايات والمخلفات من خلال إلقائها في البحر. ناهيك عن المعالجة السريعة والطارئة لشبكات المياه العادمة التي قد تتحطم.

مجلة آفاق البيئة والتنمية