رام الله الإخباري
رام الله الاخباري:
سيبقى العاشر من أيار 2020 تاريخا يسجل في ذاكرة أهالي محافظة بيت لحم، عندما انتصرت الإرادة على وباء فيروس كورونا بتعافي جميع المصابين في المحافظة.
ثلاثة أشقاء من بلدة العبيدية شرق بيت لحم هم آخر المتعافين من كورونا، غادروا اليوم المركز الوطني للتأهيل.
في الخامس من شهر آذار الماضي سجلت محافظة بيت لحم كبؤرة أولى لظهور فيروس كورونا عندما سجلت أربع حالات، وسرعان ما تم إعلان حالة الطوارئ لمواجهة هذا العدو، فتزايدت الحالات الى ان وصلت 59 حالة، توزعت على فندقي انجيل، وبرادايس، والمركز الوطني الفلسطيني للتاهيل، ثم بيت اللقاء.
مع اليوم السابع والستين خلت محافظة بيت لحم من أي حالة، لتبقى 80 عائلة ضمن الحجر المنزلي.
وقال محافظ بيت لحم كامل حميد: إن اليوم هو مميز في حياة محافظة بيت لحم بخروج آخر المتعافين، لكن الخطر ما زال قائما وإحراءات الوقاية ستستمر وهذا ما سيدفعنا للتشديد كما كان من قبل لعدم عودة الإصابات الى المحافظة .
وأضاف حميد أن بيت لحم شكلت نموذجا يحتذى به من خلال الصمود ومواجهة كورونا بجهد مشترك بين أركان المعادلة جميعا؛ طبيا وامنيا ومواطنين ومجتمع محلي.
وهنأ محافظ بيت لحم الرئيس محمود عباس، ورئيس الوزراء محمد اشتية، على هذا الإنجاز الذي جاء بفضل التوجيهات الحكيمة.
بدوره، قال مدير المركز الوطني للتاهيل محمد الربعي، "بحمد الله اليوم خرج آخر ثلاثة مصابين بفيروس كورونا بعد تشافيهم وتعافيهم، حيث أظهرت نتائجهم الأخيرة سليمة.
وأضاف الربعي أن المركز سيبقى مفتوحا ولن يغلق، سنقوم بإعادة ترتيبه وتعقيمه وتأهيله تحسبا لاستقبال أي حالة ممكنة وطارئة، مشيرا الى ان المركز استقبل خلال الشهرين الماضيين 40 مصابا بشكل دفعات واصفا ما جرى اليوم بالانجاز الكبير لفلسطين عامة.
وأشار الى ان المركز استطاع تقديم العلاج للمرضى بشكل متواصل حسب البروتوكولات الصحية العالمية، لافتا إلى ان المرضى كان لهم الدور الأساسي في عرض مستوى الخدمة وتقديمها، حيث كان خلال الشهر الأول مغلقا امام الاعلام وكان المرضى يبرزون بشكل كبير من الداخل العناية والاهتمام.
وأكد ان هذه اللحظة التاريخية مردها الى ان المرضى كانوا على درجة كبيرة من الوعي والثقافة، ومنهم شخصيات ساعدتنا في ضبط الأمور مثل سمير بابون، ونيقولا قواس، دورهم كان إيجابيا في مساعدة الطواقم الطبية.
من جانبه، أكد مدير الشؤون الصحية في مديرية الصحة ببيت لحم شادي اللحام، أن بيت لحم اليوم تقف امام مشهد واحد موحد وهو خلوها من أي إصابة بفيروس كورونا.
وقال اللحام "إذا استرجعنا الذاكرة من أمام البؤرة الأول فندق انجيل وصولا الى الان، نحن قطعنا شوطا كبيرا، من خلال تعافي 59 مصابا، هذا انجاز فلسطيني الأول؛ متمثلا بأننا استطعنا المحافظة على صحة المصابين والثاني اننا حاصرنا بؤر المرض ولم ينتشر الى مناطق أخرى داخل المحافظة أو حتى الى المحافظات الأخرى، بمعنى بقيت بؤر محدودة، سيطر عليها".
وأشار الى ان التعامل مع كافة الحالات كان بجهد مشترك بين الطواقم الطبية والمرضى، مؤكدا لولا تعاون جميع المواطنين ما تحقق الإنجاز.
وأكد اللحام أن عملهم سيتواصل من خلال قيام الفرق الطبية بسحب العينات العشوائية، ومع نهاية هذا اليوم سيتم سحب 200 عينة، واجمالي ما تم سحبه خلال الأيام السبعة الماضية وصل الى 1200 عينة من كافة المواقع التي فيها الاحتكاك من معابر واختلاط فيها من عمال وجميعها بحمد الله سلبية.
وأوضح أن عمل الرعاية الصحية والطب الوقائي سيواصلان عملهما، مشيرا الى انه قبل عيد الفطر سيتم تكثيف الخطة الوقائية على المعابر خاصة مع العمال أثناء العودة وكذلك العائدين.
وقال اللحام إن رسالة بيت لحم اليوم رسالة الأمل والتعافي والمحبة، بدأت فيها البؤرة وها هي تتعافى، وإن شاء الله ستكون خيرا على شعبنا.
من ناحيته، قال المتعافي عاصم حساسنة وهو ممرض يعمل في مستشفى المطلع ونقل العدوى لشقيقيه، "أشعر بالسعادة العارمة ونحن الاشقاء الثلاثة نخرج متعافين متشافين من وباء أودى بحياة مئات الالاف، بفضل من الله والجهود الجبارة من كافة الطواقم الطبية والتمريضية".
وأشار الى انه أصيب في السادس عشر من الشهر الماضي، بعد أن قمت بنفسي بالاتصال مع رئيس الطب الوقائي في صحة بيت لحم واخبرته أنني أريد اجراء فحص لوجود شك، وبالفعل عملت الفحص وتم إعلامي أن النتيجة إيجابية، تعاملت مع الامر بكل عقلانية وتفهم ودخلت الى المركز الوطني وبحمد الله اليوم نحن أمام نعمة من رب العالمين.
وفا