رام الله الاخباري:
زعم السفير الأمريكي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان، اليوم الجمعة، أنه ليس من المنطق أو المعقول أن تتنازل "إسرائيل" عن مناطق مثل "بيت ايل" و"غوش عتصيون"، مشيرا إلى أن الأمر يشبه تماما تخلي الولايات المتحدة عن تمثال الحرية في نيويورك.
ونقلت صحيفة إسرائيل اليوم" العبرية، عن فريدمان قوله، إن الولايات المتحدة الأمريكية، ستعترف بما مساحته 30% من مساحة الضفة الغربية كمناطق تخضع للسيادة الإسرائيلية ضمن خطة الرئيس ترامب للسلام في الشرق الأوسط المعروفة بـ"صفقة القرن"، مبينا أنها لا تزيد عن 50% من مساحة المناطق "سي" في الضفة الغربية.
وأكد السفير الأمريكي أن إعلان السيادة الإسرائيلية في الضفة الغربية هي مسألة أسابيع، مشيراً إلى أنه تم مضاعفة منطقتي "A-B" الخاضعتين للسيطرة الفلسطينية، وأنه على اليمين الإسرائيلي الاعتياد على الحياة مع دولة فلسطينية ستقوم في حال تحول الفلسطينيون إلى كنديين.
ولفت فريدمان أن نقل السفارة الأمريكية للقد أثلجت صدره، بسبب دعمها من قبل الإسرائيليين"، لافتا إلى أن "بلاده لا تنظر للموضوع هكذا لأن ليس كل شيء في الحياة هو “مال وأعمال".
وفيما يتعلق بشروط الاعتراف الأمريكي بالدولة الفلسطينية، قال فريدمان: إن "أول الشروط يتمثل في جعل قطاع غزة منطقة منزوعة السلاح ومنع عمليات التهريب وبعدها إدخال إصلاحات سياسية داخلية، وفي حال عدم تحقق ذلك مع باقي الشروط فلن تعترف الإدارة الأمريكية بالدولة الفلسطينية ولن تسمح بإقامتها.
وأضاف: "بموجب خطتنا، لن تبدو الدولة الفلسطينية بهذا الشكل، وإنما ستضطر اسرائيل إلى العيش مع دولة فلسطينية إذا تحول الفلسطينيون إلى كنديين. وعندما يتحول الفلسطينيون إلى كنديين، ستختفي جميع المشاكل".
وتابع: "إن "أول الشروط لاقامة دولة فلسطينية هي جعل قطاع غزة منطقة منزوعة السلاح ومنع عمليات التهريب وبعدها إدخال إصلاحات سياسية داخلية، وفي حال عدم تحقق ذلك مع باقي الشروط فلن تعترف الإدارة الأمريكية بالدولة الفلسطينية ولن تسمح بإقامتها.
ونفى فريدمان الحديث عن أن خطة ترامب "تقتل السلام"، مضيفا: "إننا لا نوافق أبدا على هذا الادعاء. فقد صنعنا مساحة للفلسطينيين توازي ضعف منطقتي A وB التي بحوزتهم اليوم، وصنعنا من أجلهم ربطا بين الضفة وقطاع غزة، على فرض أنه سيكون هناك شعب فلسطيني موحد في أحد الايام.
وبخصوص معارضة اليمين لـ"صفقة القرن" بادعاء أنها تقيم دولة فلسطينية، أعرب فريدمان عن تفهمه بمعارضة اليمين، مبينا أن أحدا لا يريد فرض السيادة على الضفة الغربية كلها ومنح المواطنة الإسرائيلية لجميع الفلسطينيين فيها.
وأضاف: "لا توجد طريق في العالم المعاصر أن تنشيء دولة، وبالتأكيد ليس دولة رائعة مثل إسرائيل، طبقتين من المواطنين، أحدهما تصوت بانتخابات والأخرى لا تصوت. وهذا ليس ممكنا، ولذلك فإن السؤال الحقيقي هو ما الذي يريده قادة اليمين؟".
في المقابل، أكدت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، أن تلاعب السفير الأميركي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان بالكلمات والألفاظ، لن يخفي حجم تورطه في جرائم الاحتلال ضد شعبنا، ومدى استخفافه بالقانون الدولي والشرعية الدولية وقراراتها، ولن يحميه من المساءلة الدولية.
وأدانت الوزارة في بيان لها، اليوم الجمعة تصريحات فريدمان، التي قال فيها إن "إسرائيل لن تتنازل عن الخليل مثلما لن تتنازل أميركا عن تمثال الحرية" في تبنٍ واضح لأيديولوجيا اليمن الإسرائيلي المتطرف الظلامية وسياساته الاستعمارية التوسعية.
وقالت "الخارجية"، إن فريدمان يبالغ أيضا في تطرفه حين يقرن الحديث عن تمثال الحرية وما يرمز إليه من الاستقلال والحرية، بمشروع استعماري توسعي يشكل جريمة حقيقية ويستهدف الخليل.
وأضافت أنه يحاول إثبات أن أحدا لن يسبقه من غلاة المتطرفين الاستعماريين في دعم اليمين الحاكم في إسرائيل ومشاريعه الاستعمارية التهويدية التوسعية، ويتفاخر دائما بدوره في إنجاز قرار إدارة ترمب بالاعتراف بالقدس كعاصمة لدولة الاحتلال ونقل السفارة إليها، ومساهماته في الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري المحتل، وتشجيعه المتواصل لنتنياهو للإقدام على خطوة ضم الأغوار وشمال البحر الميت، وفرض القانون الإسرائيلي على المستوطنات.
وذكرت "الخارجية" أن السفير الأميركي يعترف في مقابلته التي أجراها مؤخرا مع الإعلام العبري، أن هذا موقف أيديولوجي ثابت لا يقاس بميزان "المال والأعمال"، لأنه يدرك حسب رأيه "إلى أي مدى هذا مهم لإسرائيل".
وتابعت: "على ما يبدو أن فريدمان نصّب من نفسه ممثلاً لمصالح إسرائيل الاستعمارية، ويجسد "صفقة القرن" بكل ما أوتي من قوة، وهذا ليس بغريبِ عنه، حيث شارك في حفر أحد الأنفاق التهويدية في القدس الشرقية المحتلة".
وأشارت وزارة الخارجية والمغتربين إلى أن فريدمان وغيره من المسؤولين الأميركيين المنحازين للاحتلال، يحاولون التغطية على مشاركتهم في جرائم الاحتلال بحق شعبنا وأرضه ومقدساته وممتلكاته، من خلال أحاديثهم إما عن السلام أو الدولة الفلسطينية على مقاسات فريدمان ونتنياهو، وهذه المرة يدعي أن إسرائيل قامت بتوسيع المنطقة "ج" لصالح الفلسطينيين، وهي موافقة على تجميد تلك المناطق لمدة أربع سنوات.
ولفتت إلى أن فريدمان تجاهل عمليات التوسع الاستيطاني الضخمة في تلك المناطق، والحرب المفتوحة على الوجود الفلسطيني، متذاكيا من جديد عندما يقول إن "المبدأ ألا يزيد الضم عن 50% من المنطقة "ج""، ومستعطفا خاطر اليمين الإسرائيلي الحاكم عندما يقول "إن عليه الاعتياد على الحياة مع دولة فلسطينية ستقوم في حال تحول الفلسطينيون إلى كنديين".
ودعت "الخارجية"، المجتمع الدولي والمسؤولين الدوليين إلى الدفاع عن المنظومة الدولية التي يستهتر بها فريدمان، مطالبة مجلس الأمن الدولي بالدفاع عما تبقى من مصداقية للأمم المتحدة في حماية وتنفيذ القرارات التي تتخذها