رام الله الاخباري:
نقلت صحيفة "ذا اندبندنت" البريطانية، عن علماء وباحثون تحذيراتهم الشديدة من اختفاء الجليد في المناطق القطبية الشمالية، خلال فصول الصيف قبل عام 2050 المقبل.
وأرجع العلماء هذا التحذير إلى تسارع معدلات الاحتباس الحراري، وارتفاع درجات حرارة القطب الشمالي إلى درجتين مئويتين، مؤكدين أن مدى فاعلية تدابير الحماية هي التي ستحدد عدد السنوات التي يمكن للكوكب أن يستمر في البقاء على غطاء جليدي شمالي طوال العام.
وبحسب الصحيفة، فإن العلماء تدارسوا في مستقبل الجليد البحري في المحيط الشمالي وفق سيناريوهات تستند إلى انبعاثات مستقبلية عالية من غاز أكسيد الكربون، وحماية مناخية قليلة.
توقع العلماء في دراستهم أن يختفي الجليد البحري في المحيط الشمالي "بشكل مؤقت" في فصل الصيف، إذا خُفِضَت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سريعا.
أما الباحث ديرك نوتز، الذي يقود المجموعة البحثية عن الجليد البحري في جامعة هامبورغ الألمانية، فرجح أن تختفي الجليد من القطب الشمالي، حتى لو تم خفض الانبعاثات العالمية سريعاً وبدرجة كبيرة، نظرا للمحافظة على معدل الاحتباس الحراري عند أقل من درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل عصر الصناعة.
ويغطي الجليد البحري القطب الشمالي طوال العام، وعند حلول الصيف من كل عام، تقل مساحة الغطاء الجليدي، لكن تعود مرة أخرى في الشتاء.
من جانبه، وصف عالم المناخ في جامعة بنسلفانيا، مايكل مان، "القطب الشمالي" لـ "فريزر" كوكب الأرض الطبيعي، مبينا أن التغيرات التي تطرأ عليه ستؤثر على كوكب الأرض كله.
وأضاف: أن تلاشي الجليد له آثار نعاني منها بالفعل في الجنوب، منها تسريع وتيرة الاحتباس الحراري العالمي، وارتفاع مستويات البحار، وازدياد معدل الكوارث الطبيعية الشديدة، مثل الفيضانات.
ومع نهاية فصل الشتاء في آذار، يصل امتداد المياه المتجمدة حول القطب الشمالي إلى حده الأقصى، لكنه لا يلبث أن يبدأ في الذوبان إلى أن يصل إلى حد أدنى سنوي في أيلول من كل عام.
وانكمش الغطاء الجليدي للمحيط المتجمد الشمالي في العقود القليلة الماضية، في ظاهرة يقول علماء إن السبب فيها هو تغيّر المناخ بفعل النشاط البشري.
ويتناقض تقلص الغطاء الجليدي مع تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال مقابلة تلفزيونية في شهركانون الثاني، حين قال "كانت القمم الجليدية في طريقها للذوبان… لكنها الآن تسجل أرقاما قياسية".