رام الله الاخباري:
مع طلوع فجر اليوم الأربعاء، كان الموت قد غيب بائع الفستق الشهير الشاب "محمد ثمينات" في الثلاثينات من عمره، وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة، بعد عملة لسنوات كبائع فستق في بلدة اليامون غرب جنين.
وللتذكير، فإن الشاب محمد كان قد تعرض قد أعوام قليلة إلى عملية سرقة، أثناء عمله كبائع فستق في جنين، حيث أقدم لص في الاربعينات من عمره على استغلال ضعفه نظراً لعدم سيره على قدميه بشكل طبيعي، وسرق منه مبلغ 650 شيقل، كان سيدفعها آنذاك لتاجر ثمنا للفستق الذي يبيعه.
حيث ذكر محمد وقتها أن اللص استدرجه عن "البسطه" التي يبيع عليها في مجمع كراجات قرى غرب جنبن، بحجة أن فاعل خير ينتظره وينوي تسليمه مبلغ مادي، ولا يستطيع الوصول للكراج نظراً لأزمة السير.
ويقول الكاتب محمد صابر جرادات: "حكاية بائع الفستق في جنين، كنت قد كتبتها قبل عامين، وتوفي بطل القصة هذا الصباح".
ويضيف الكاتب جرادات في منشور له عبر الفيسبوك: "كان الصباح باردا على غير العادة في ذلك الشتاء المتأخر، كانت الأم المتعبة قد انهت صلاتها لفجر ذلك اليوم، كان صوت فرن الغاز يتقلب بين الهاديء والهادر موحيا بأن حبات الفستق قد اكملت مشوارها نحو النضوج".
وتابع الكاتب في منشوره: "توجهت برفق الى فراش صغيرها المتعب، لقد كان يتمه مبكرا، بكفيها المقدستين المشنقوشتين بخطوط الزمن التي تحكي حكاية الفقير في وطن بحدود محتلة وقوى منقسمة وفاسدون كثر، وقالت: محمد .. حبيبي.. قوم صلي الصبح يما".
وأضاف: "لم يكن محمد يحمل من سنوات العمر اكثر من دزينة واحدة برغمها وبرغم حكمة ربانية لم يكن كالصغار، كان كبيرا، رغم عجز فيه، ومع الشمس كان محمد يحمل بضاعته من اكياس الفستق الصغيرة، كل حفنة يد في كيس، كان عادلا في توزيع الحبات، في كل كيس عشر حبات من الفستق، كان عادلا اكثر ممن تقاسموا الوطن جزئين وتركوه يبيع الفستق".
وأكمل الكاتب جرادات في منشوره: "مع نهاية يومه بدأ محمد بجمع فستقه المتبقي في الاكياس الصغيرة.. كيس ..اثنين .. اربعه.. ومئتين من النقود، بخمسة سأشتري خبزا، بثلاثة طماطم، باثنين فلافل، بأربعة حمص، بمئة فستقٌ لليوم التالي، بخمسين دواء امي".
وأردف: "إلا أن لصا قام بسرقته، توقف ..توقف.. أيها اللص..ارجوك..توقف..ارجوك.. فقط ثمن الدواء.. ارجوك..بائع الفستق عاد مساءا للبيت يبكي على نفسه وعلى وطن تكاثر فيه اللصوص والفاسدون..توفي بطلها هذا اليوم وهو الشاب محمد ثمينات من بلدة اليامون".