الشلل العسكري في الميدان يتوافق مع مصالح إسرائيل، فلا هي ترغب في عودة الجيش السوري إلى سابق عهده، ولا في سيطرة المتطرفين على كامل الأراضي السورية.
قال معلق الشؤون العسكرية في صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، عاموس هرئيل، إن الحسم في سوريا غير وارد حالياً لأي من الأطراف المشتركة في الحرب، والعام الأخير (2014) يشهد على ذلك، إذ تميز بشلل متبادل بين المتحاربين.
وأشار “هرئيل” إلى أنه من وجهة نظر “إسرائيل”، فإن هذا الشلل متوافق جداً مع مصالحها، فلا هي ترغب في عودة جيش النظام السوري إلى سابق عهده، بعد أن كان قبل سنوات هو العدو الأكثر إزعاجاً للجيش الإسرائيلي، ولا هي ترغب في سيطرة المتطرفين (في إشارة إلى مقاتلي تنظيمي “داعش” و”جبهة النصرة”، وخاصة الكتائب الإسلامية المقاتلة في القنيطرة ودرعا) على كامل الأراضي السورية، لأنهم في المدى البعيد هم أطراف يصعب التنبّؤ بأفعالهم.
من ناحية “إسرائيل”، تضيف الصحيفة، فإن إمكانية سقوط نظام الرئيس السوري بشار الاسد، بات أمراً من الماضي ولم يعد ممكناً، إلا في حالة واحدة فقط، وهي “اغتيال الأسد”، بل إن تغيير النظام ورئيسه لم يعد أولوية أو حاجة ملحة لدى الغرب. وتضمن هذه الحقيقة على “تل أبيب” أن توازن بين أفعالها وتطلعاتها، وقد يكون استمرار القتال في سوريا، كما يحدث في الأشهر الأخيرة، هو أهون الشرور بالنسبة إلى إسرائيل، من بين مجموعة من الخيارات.
وتلفت الصحيفة إلى أن ما يقلق إسرائيل في الآونة الأخيرة هو التطورات الميدانية في جنوبي سوريا، بعد الهجومين الأخيرين للجيش السوري وحزب الله على معاقل المعارضة المسلحة بالقرب من الحدود، وصحيح أن الجنود السوريين والآلاف من حزب الله لم يهاجموا المتمردين بزخم كاف واكتفوا حتى الآن بتقدم بطيء والعمل على نار هادئة، إلا أن حزب الله مصمم على تحصين الوضع الجديد السائد على الحدود السورية واللبنانية، التي يرى فيها خط جبهة مع “إسرائيل”.
ويأتي كلام معلق الشؤون العسكرية في صحيفة “هآرتس”، عقب يوم واحد من تصريحات مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “سي آي ايه”، جون برينان، الذي أعلن أن واشنطن لا تريد انهيار الحكومة السورية والمؤسسات التابعة لها لأن من شأن هذا الأمر أن يخلي الساحة للجماعات الإسلامية المتطرفة ولا سيما “داعش”، حسب تعبيره.
وقال برينان أمام مركز أبحاث “مجلس العلاقات الخارجية” في نيويورك، إن لا أحد منا، لا روسيا ولا الولايات المتحدة ولا التحالف ضد “داعش” ولا دول المنطقة، يريد انهيار الحكومة والمؤسسات السياسية في دمشق.
وأضاف أن “عناصر متطرفة” بينها تنظيم “داعش” وناشطون سابقون في تنظيم القاعدة هم “في مرحلة صعود” في بعض مناطق سوريا حالياً.
وأكد المسؤول الأميركي أن آخر ما نريد رؤيته هو السماح لهم بالسير إلى دمشق، مضيفاً لهذا السبب من المهم دعم قوات “المعارضة السورية غير المتطرفة” على حد زعمه.