رام الله الإخباري
رام الله الاخباري:
أرجع الخبير الاقتصادي الدولي السابق في مؤسسة "غولد مان ساكس" إسماعيل الكنوني، تراجع أسعار النفط في العالم إلى عدة عوامل أهمها حالة الهلع الي تنتاب العالم من فيروس كورونا المستجد.
ونقلت "الجزيرة نت" عن الكنوني قوله: "إن تراجع حجم الصادرات القادمة من الصين، وتراجع الصناعات العالمية، والحجر على مناطق بها آلاف السكان، تؤدي في النهاية إلى عدم قدرة نسبة كبيرة من الأشخاص على الذهاب للعمل، وبالتالي تراجع النشاط الاقتصادي".
وأشار إلى أن العامل الثاني، هي أن طبيعة السوق المالي العالمي لا يتحمل الخوف والشك، ويشتغل بمنطق "نبيع الآن ونطرح الأسئلة فيما بعد"، مبينا أنهم غير قادرين على قياس الخسائر التي سيتسبب بها كورونا ولا عدد الناس الذين سيعانون منه.
وأضاف: "هناك تراجع في الطلب على النفط لكون هناك توقف عن السفر، كما أن الشركات الصناعية سيتراجع نشاطها وبالتالي حجم الحاجة للنفط سيهوي، وهذا يعني أن انخفاض الأسعار لن يلعب دورا محفزا لزيادة الطلب النفطي".
وتوقع الخبير الاقتصادي أن يؤدي تراجع أسعار النفط في هذه الظروف إلى هز الثقة في الأسواق المالية وأسواق الطاقة، مبينا أن تراجع سعر برميل النفط لما دون 30 دولارا، يعني أن شركات إنتاج الصخري الأميركي ستنتج بالخسارة.
وأوضح أن هذه الشركات الأمريكية لها حجم كبير في السوق المحلي، هي الآن في قائمة المصدرين للنفط أكثر من السعودية ولكن عليها ديون ضخمة.
وفيما يتعلق بالأسباب التي تفسر اتخاذ قرار السعودية إغراق الأسواق بالنفط، أكد الخبير الاقتصادي الكنوني، أن مفاوضات غير مباشرة كانت تدور بين السعودية وروسيا من أجل خفض الإنتاج وحماية الأسعار، إلا أن روسيا رفضت خلال الأشهر القليلة الماضية أن تخفض إنتاجها، ومبررها في ذلك أن الإبقاء على أسعار النفط في مستوى معين يخدم الشركات الأميركية.
وأضاف: "عندما واصلت روسيا سياستها انخفضت أسعار النفط، فما كان من السعودية -التي تعتمد بشكل كبير على عائدات النفط- إلا أن دخلت في معركة "خاسر-خاسر" لأنه لا أحد مستفيد من هذا الوضع".
وتوقع الخبير الكنوني، أن تكون النتيجة المباشرة لمعركة الأسعار بين روسيا والسعودية، ستقع على المنتجين الأميركيين الذين انخفضت أسهمهم بنسبة 20% مباشرة بعد إعلان السعودية رفع إنتاجها لأقصى مستوياته.
وأوضح أن المنتجين الأمريكيين لا يمكنهم أن يصمدوا مع أسعار نفط لا تتجاوز 25 دولارا للبرميل، وهذه هي النتيجة الأولية، مبينا أن النتيجة الثانوية هي معاناة سوق السندات الأميركية سيعاني من أزمة حقيقية.
وحول تأثير الأزمة الحالية على حياة الناس العاديين من الناحية الاقتصادية، فأكد الكنوني أن عددا كبير لن يكون قادرا على الذهاب إلى أماكن عمله، في حال استمر انتشار فيروس كورونا.
الجزيرة نت