رام الله الاخباري :
قالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حنان عشراوي، إن استمرار إجراءات إسرائيل المتصاعدة "جعل البيانات الدولية حول الالتزام بحل الدولتين، بما في ذلك البيانات الجوفاء التي صدرت مؤخرا عن مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي تفقد معناها الحقيقي، بالتزامن مع عدم اقترانها بعقوبات واضحة ومؤثرة على حكومة اليمين العنصري المتطرف".
ولفتت عشراوي في هذا السياق، في بيان صحفي، مساء اليوم الثلاثاء، إلى أن إسرائيل انتهكت القانون الدولي بشكل ممنهج ومقصود منذ عقود، وارتكبت جرائم حرب ضد الشعب الفلسطيني، وعملت على سرقة أرضه وممتلكاته وموارده ومقدراته دون عقاب ولا محاسبة ولا مساءلة، متحدية بشكل مستفز ومتزايد المنظومة الأممية.
وأضافت:" آن الأوان للاعتراف بالحقيقة المؤلمة، أن تقاعس المجتمع الدولي وردود فعله على الانتهاكات الإسرائيلية الممنهجة غير مقبول، وشجع دولة الاحتلال على
ممارسة المزيد من الغطرسة ومنحها الغطاء والوقت الإضافي لارتكاب المزيد من الجرائم، وبدلا من كف يدها ووضع حد لتصرفاتها غير القانونية، أدى لتفاقم الوضع ودفعه نحو المزيد من عدم الاستقرار وحوله إلى قنبلة موقوتة".
وأشارت في هذا الصدد، إلى أن العديد من الحكومات التي تدعي أنها تناصر القانون الدولي اختارت عدم مواجهة إدارة ترمب، ورضخت للتهديد والضغط من قبلها، ولم تواجه ما يسمى بخطة السلام التي منحت اليمين المتطرف في إسرائيل فرصة ابتلاع فلسطين التاريخية والتنكر للحقوق الفلسطينية، وبدلا من ذلك قامت بمطالبة الجانب الفلسطيني بأن يكون "مبدعا" وأن يبدي "الإيجابية" و"المرونة"
وحتى طالبته بإيجاد "خطة بديلة"، بينما تستمر إسرائيل في التنكر للاتفاقيات وتقويض القانون الدولي ورفض جميع المبادرات، بما فيها المبادرة العربية، ومبادرة الرئيس محمود عباس في الأمم المتحدة المستندة إلى القانون الدولي، بينما تحصل إسرائيل على الحصانة لمواصلة جرائمها.
وأكدت عشراوي أنه "آن الأوان لمواجهة النفاق والمعايير المزدوجة التي حولت أي حديث عن حل الدولتين إلى شعار فارغ، وحتى استخدم بمعنى مضاد".
وأشارت إلى إعلان الحكومة الإسرائيلية عن خطط لبناء نحو 15 ألف وحدة استيطانية جديدة في بيت صفافا، وجبل أبو غنيم، وقلنديا منطقة المطار، منذ إعلان "خطة" ترمب – نتنياهو، بهدف استئصال القدس من قلب الضفة وفصلها وعزلها عن محيطها الفلسطيني بشكل نهائي.
وتابعت أن هذا التصعيد الاستيطاني الجنوني يستهدف على وجه التحديد المناطق داخل ومحيط مدينة القدس المحتلة، بهدف محاصرة العاصمة المقدسة، ومواصلة العمل على تقسيم الضفة الغربية إلى قسمين منفصلين.
وقالت عشراوي" إن هذه الخطوات الخطيرة المتعمدة تمثل نهاية عملية لحل الدولتين، وتؤكد استحالة إقامة دولة فلسطينية مترابطة جغرافيا وقابلة للحياة، وترسخ برنامج إسرائيل للاحتلال الدائم"، لافتة أن دولة الاحتلال تواصل سياستها القائمة على ضم الأراضي الفلسطينية بشكل أحادي وغير شرعي وانتهاك الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني، مستندة إلى الدعم اللامتناهي والمشاركة الفاعلة من قبل الإدارة الأميركية الحالية.
وشددت عشراوي على أن هذه الإعلانات الاستيطانية المتصاعدة هي ترجمة عملية لأجندة يمينية متطرفة ذات دوافع عقائدية وخطيرة، تنتهك حقوق الإنسان الفلسطيني وتهدد النظام الدولي برمته لصالح الاستعلاء والانفرادية والاستثنائية والعنصرية.