رام الله الإخباري
رام الله الاخباري:
يسود الهدوء الحذر في قطاع غزة، اليوم الثلاثاء، بعد أن دخلت التهدئة المتفق عليها بين الاحتلال "الإسرائيلي" والمقاومة الفلسطينية حيّز التنفيذ، بعد يوميْن من العدوان المتواصل ورد المقاومة عليه.
وعلى الرغم من إعادة الجيش الإسرائيلي، فتح بعض الطرقات التي أغلقت خلال التصعيد، واستئناف حركة القطارات في مستوطنات غلاف غزة، إلا أنه أبقى على القوات التي استنفارها بحالة تأهب قصوى قبالة غزة دون أن يقوم بسحبها.
ووافق كلا من حركة "الجهاد الإسلامي" وإسرائيل على مقترح مصري بوقف لإطلاق النار بدءا من منتصف ليلة الإثنين الثلاثاء، وسط أنباء عن هدوء حذر في أجواء القطاع بانتظار تطبيق اتفاقات التهدئة، فيما أعلنت وزارة الصحة في غزة عن إصابة 8 أشخاص بجروح مختلفة من جراء تصعيد الاحتلال.
ونقلت وكالة "الأناضول" عن مصدر بالمقاومة الفلسطينية، تأكيده أن "التهدئة دخلت حيز التنفيذ بشكل متزامن ومتبادل في تمام الساعة 23:30"، مشددا على أن المقاومة ملتزمة بالتهدئة ما التزم بها الاحتلال.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد شن سلسلة غارات عنيفة على مواقع وأهداف فلسطينية في مناطق متفرقة بقطاع غزة، فيما أطلقت فصائل المقاومة عددًا الرشقات الصاروخية باتجاه مستوطنات "غلاف غزة" وعددا من قذائف الهاون صوب موقع "صوفا" العسكري الإسرائيلي شرق رفح جنوب قطاع غزة.
وأعلنت "سرايا القدس" في وقت سابق أنها "أنهت ردها العسكري على جريمتي الاغتيال في خانيونس ودمشق، وتعد شعبنا وأمتنا بأن تستمر في جهادها وترد على أي تمادي من قبل الاحتلال على أبناء شعبنا وأرضنا".
من جانبه، قال رئيس أركان الجيش، أفيف كوخافي: "لست أعلم ما إذا كانت جولة التصعيد التي نشهدها خلال الـ 24 ساعة الماضية تتجه نحو نهايتها أم أننا نتجه نحو عملية عسكرية موسعة". وأضاف "نحن في وضع هش، وقد نجد أنفسنا سريعا في خضم عملية عسكرية واسعة".
وفي أعقاب جلسة لتقييم الأوضاع عقدها رؤساء السلطات المحلية في مستوطنات "غلاف غزة" بما في ذلك "سديروت" وعسقلان بحضور قيادة الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي، تقرر تعليق الدوام الدراسي في جميع المؤسسات التعليمية يوم غد، الثلاثاء.
فيما أصدرت قيادة الجبهة الداخلية بالجيش الإسرائيلي توجيهات دعت فيها سكان "مستوطنات الغلاف" إلى تجنب التجمع في الأماكن المفتوحة، وإلغاء أي نشاطات اجتماعية ورياضية وثقافية.
وهدد مسؤولون إسرائيليون، مساء الإثنين، باستئناف سياسة الاغتيالات بحق قادة حركتي حماس والجهاد الإسلامي بقطاع غزة، إذا لم يتوقف إطلاق الصواريخ تجاه المستوطنات والبلدات الإسرائيلية القريبة.
وخاطب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، قادة الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، خلال جولة أجراها بمدينة أسدود قائلاً: "إذا لم يعد الهدوء سيكون الدور عليكم".
من جانبه، حذر المنسق الأممي الخاص لعملية السلام بالشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، الإثنين، من تداعيات تصاعد الأوضاع بين قطاع غزة وإسرائيل، وطالب بإيجاد "حل سياسي".
وخلال الجلسة الشهرية لمجلس الأمن الدولي، قال ملادينوف إن "الـ48 ساعة الماضية أظهرت مرة أخرى مدى هشاشة الأوضاع بقطاع غزة، الذي يعاني بسبب الحصار الإسرائيلي وحكم حركة حماس".
هذا وفرضت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم، إجراءات عقابية ضد قطاع غزة المحاصر، بما في ذلك إغلاق معبر بيت حانون (إيرز) شمالي قطاع غزة، ومنع مرور الآلاف من التجار ورجال الأعمال الغزيين، وبالإضافة إلى تقليص مساحة صيد الأسماك من 15 إلى 6 أميال بحرية.
عرب 48