رام الله الاخباري:
تواصل عائلة الطفل المصاب محمد اشتيوي (14 عاما) انتظارها بشكل يومي على سماع خبر مفرح عنه، بعد مرور أكثر من أسبوعين على اصابته في رأسه، فيما لا يزال عيش لحظات الخطر في مستشفى "هداسا" بالداخل المحتل.
وأصيب الطفل اشتيوي بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط في رأسه مباشرة ومن مسافة قريبة، في الثلاثين من يناير/ كانون الثاني الماضي، حيث نقل إلى مستشفى في القدس لتلقي العلاج بعد إجراء عملية جراحية له في مستشفى بمدينة نابلس، وتفاقم وضعه الصحي.
ويروي الطفل قصي اشتيوي صديق وابن عم المصاب محمد، تفاصيل اصابته ذلك اليوم بالقول: "يوم اصابته كان يوم خميس، حيث لعبنا الكرة بعد المدرسة في المنتزه واشترينا المسليات ونحن في طريق العودة إلى المنزل تفاجأنا بالجنود، خفنا وهربنا واحتمينا خلف صخرة، وبينما رفع محمد رأسه ليرى إذا الجيش راحوا، فإذا بهم يطلقون رصاصة على رأسه".
ويضيف قصي: "أتذكر أن محمد ارتمى على الأرض بجانبي والدم يغطي وجهه بشكل كبير، لم أعرف حينها ماذا أفعل، صرخت واستنجدت بأي أحد لكن لم يسمعني أحد، ركضت مسرعا نحو منزله وأنادي على أهله: محمد تصاوب الحقوه.. فوجدت والدته التي أخذت تركض، تعثرت وسقطت على الأرض، وحينها اجتمعت النسوة حولها لإرجاعها للمنزل بعد أن انتشر الخبر بسرعة، وصرخت "بدي ابني محمد، أكيد الخبر غلط".
أما والد محمد فيقول: "أعمل سائق تاكسي على خط قلقيلية رام الله، في تمام الساعة الخامسة مساء، رنّ والدي طالبا مني بحزم، العودة من العمل والذهاب إلى المستشفى، قائلا لي إن محمد أصيب بإصابة خفيفة، وربما يحتاج لينام ليلة بالمستشفى".
ويضيف الوالد المكلوم "وصلت للمستشفى، واندفعت نحو الاستقبال أسأل عن ابني، كان في غرفة العمليات، حاولت عندما رأيت الجميع واقفا ينتظر خبرا من الأطباء، أن أثبت نفسي، إلا أنني كنت من داخلي مليئا بالرعب والخوف على محمد، خرج الأطباء وأخبرونا أن حالته خطرة".
ووفقا للتقرير الطبي الأولي، فقد اخترقت الرصاصة جمجمته من الجهة اليمنى واستقرت في الدماغ، وفور وصوله المستشفى بمدينة نابلس، أجريت له الصور الطبقية، وأجريت له عملية جراحية فورية لإنقاذ حياته استغرقت ساعتين، تم وقف وترميم وازالة النزيف المتجمع في الدماغ، وترميم الجمجمة، وإزالة العظم المتكسر، ثم تقرر تحويله الى مستشفى هداسا في القدس، لتلقي العلاج اللازم، لكون حالته خطرة وحرجة.
وبحسب ما نقلت العائلة عن الأطباء، فإن الرصاصة أصابت دماغ محمد، وخلفت ندبات دائمة، وضعف في قواه العقلية، ربما ستلازمه، واضطرابات عصبية ونفسية، إضافة الى ضعف في البصر بالعين اليمنى، ويعجز الآن عن تحريك قدمه ويده اليمنى، وسيحتاج لجلسات علاجية كثيرة للعودة إلى حالته الطبيعية.