يحرقون ملابسهم: وسائل التدفئة لمهجري إدلب بسوريا

4

رام الله الإخباري

رام الله الإخباري:

يحاول آلاف اللاجئين السوريين البقاء على قيد الحياة في مخيمات لجأوا إليها ليحتموا فيها، وهم يحلمون في الوقت ذاته بالعودة منازلهم مرة ثانية.

الانخفاض الشديد في درجات الحرارة لما دون الصفر خلال أشهر الشتاء التي تشهد طقسًا سيئًا في الغالب، وكذلك هطول الثلوج، من الأمور التي تصعّب على المدنيين بإدلب مساعيهم للبقاء على قيد الحياة.

المواطنة السورية زهراء شيخ التي اضطرت مع عائلتها لترك منزلهم قبل وقت قصير من سيطرة قوات النظام على بلدة "كفر نبوده" شمالي محافظة حماة، وسط البلاد.

نشعل النيران بملابسنا من أجل التدفئة

وأشتكت شيخ من برودة الأجواء، وقالت لوكالة الاناضول إن جميع أفراد عائلتها قد تأذوا صحياً بسبب البرد، مضيفة "الأجواء باردة، باردة للغاية، لا سيما في ظل شح الغطاء، إذ أن 5 أشخاص يتغطون بلحاف واحد. فالبرد يقتلنا خاصة أنه لم يعد لدينا حطب أو أي شيء يمكن أن يساعدنا بالتدفئة، فنضطر لحرق ملابسنا للحصول على التدفئة اللازمة".

وأضافت إنها وعائلتها يسكنون مع عائلة أخرى نازحة بخيمة واحدة. مشيرة إلى أنه "كلما كانت أعدادنا كبيرة بالخيمة، كلما كان ذلك أفضل لتدفئتنا، فالأنفاس هي الوسيلة الوحيدة للتدفئة في تلك الأجواء التي نشعر فيها بالبرد الشديد، وتجعلنا مرضى".

وتابعت "كما أن الثلوج تهطل، ومن المنتظر أن تهطل بكثافة خلال الأيام المقبلة، ونحن بحاجة إلى الأخشاب من أجل التدفئة، فيا ليتنا عدنا لقرانا".

الجميع يعانون

على نفس الشاكلة، قال ساكن آخر من سكان المخيم يدعى، أحمد جمعة، إن الناس باتوا عاجزين عن معرفة ما يمكنهم القيام به لمواجهة الأجواء الباردة.

وأضاف جمعة قائلا "الناس في أوضاع صعبة للغاية، لا سيما أن الجميع مرضوا في هذه الموجة الباردة. وهناك موجة نزوح جديدة، وأصوات القصف تصل حتى الأماكن التي نزحنا إليها. الكل مهموم وفي وضع صعب".

وأوضح جمعة أنهم يترقبون هطول الثلوج، مضيفًا "أحد أهم احتياجات هؤلاء الناس، الإيواء. فدرجة الحرارة سالب 7-8 تقريبًا، ومن المنتظر أن تنخفض لأقل من ذلك".

وقالت "وكل فرد منا يحاول التدفئة بإمكانياته الخاصة، والجميع حاليًا يتدفئون من خلال إشعال النيران بالملابس المستعملة التي شهدت إقبالًا كبيرًا فأدى ذلك لارتفاع أسعارها. فضلًا عمن يقومون بحرق إطارات السيارات".

وأعرب جمعة عن أمله في انتهاء الأيام الصعبة التي يعيشونها في أقرب وقت ممكن، وأن يعودوا إلى منازلهم مرة أخرى.

وفي أيار/ مايو 2017، أعلنت تركيا وروسيا وإيران توصلهم إلى اتفاق "منطقة خفض التصعيد" في إدلب، في إطار اجتماعات أستانة المتعلقة بالشأن السوري.

وقال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا) إنه منذ 9 إلى 12 فبراير، فرّ 142 ألف شخص شمال غربي سورية.

وذكرت أوتشا في تغريدة على موقع "تويتر" نقلًا عن مصادر ميدانية، إن الوضع الإنساني حرج في ظل استمرار القتال وظروف الشتاء القاسي وتفاقم الاحتياجات.

وأوضح المكتب أن عدد النازحين بالمنطقة تجاوز الـ 800 ألف شخص منذ مطلع كانون أول/ ديسمبر الماضي، 60% منهم أطفال وبعضهم قضى بسبب البرد القارس.

وبحسب المصادر، فإن النساء والأطفال يشكلون 81% من عدد النازحين الجدد وهم الأكثر تضررا ومعاناة.

ومن بين النازحين الـ 800 ألف، 550 ألف شخص فرّوا إلى مناطق داخل إدلب، مثل الدانا ومعرّة مصرين، بينما فرّ أكثر من 250 ألف إلى شمالي حلب من بينها عفرين وعزاز وجندريس والباب.

وقد شهد نهاية الشهر الماضي تكثيفا في القتال في شمال غرب سورية، وتحديدا في إدلب وريفها وغربي حلب.

وتشير التقديرات إلى أن سكان المناطق الواقعة على الخطوط الأمامية لجبهة القتال هجروا مناطق سكناهم بحثا عن الأمان.

الأناضول