رام الله الاخباري :
احتفلت جامعة القدس والتعاون الإنمائي الألماني بتخريج الفوج الأول من طلبة البكالوريوس في برنامج الدراسات الثنائية، الأول من نوعه في المنطقة العربية، والذي تنفذه الجامعة بالشراكة مع الحكومة الأمانية، والذي يستند على النموذج الألماني الذي يقوم على دمج التعليم النظري مع التطبيق العملي في التخصصات التي يشملها البرنامج وهي تكنولوجيا المعلومات والهندسة الكهربائية وإدارة الأعمال والهندسة الصناعية.
وقد ضم الفوج الأول 37 طالب وطالبة من تخصصي تكنولوجيا المعلومات والهندسة الكهربائية.
وحضر الحفل رئيس الجامعة أ.د. عماد أبو كشك، والقائم بأعمال رئيس مكتب الممثلية الألمانية لدى فلسطين السيد مايكل هيرولد، والمدير الإقليمي لـ GIZ Palestine د. ماكس تيوبر، ووكيل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي د. ايهاب قبج، وعميد البرنامج د. صلاح الدين عودة، وممثلين عن التعاون الدولي الألماني GIZ، والبنك الانمائي الألماني KFW، وشركاء البرنامج من القطاع الخاص الفلسطيني، ونواب رئيس الجامعة، وعمداء الكليات، وأهالي الخريجين.
وقد افتتح رئيس الجامعة أ.د. عماد أبو كشك الحفل بكلمة هنأ فيها الخريجين وذويهم، قائلا: "هذا يوم مميز لجامعة القدس وكل فلسطين بتخريج الكوكبة الأولى من طلبة برنامج الدراسات الثنائية، لما سيضيفه هذا البرنامج من قيمة علمية ومهنية مميزة لفلسطين ستساهم في جسر الهوة بين مخرجات التعليم وسوق العمل"
مضيفاً أن المجتمع الفلسطيني بحاجة لمثل هذه البرنامج كونه يؤهل جيلًا من الخريجين المهنيين الذين اكتسبوا خلال فترة دراستهم خبرة عملية مميزة خلال عملهم في الشركات والمؤسسات الشريكة بالتوازي مع دراستهم، تحديدًا في ظل ما تواجهه فلسطين من نسبة بطالة عالية، والحاجة إلى اكساب الخريجين مهارات متنوعة يتطلبها السوق.
وأوضح أ.د. أبو كشك أن برنامج الدراسات الثنائية هو الأول من نوعه في العالم العربي، لافتاً إلى أن عدة جامعات فلسطينية وعربية قد الهمتها تجربة جامعة القدس، وتعمل معها الجامعة لنقل التجربة وتعميمها بما بات لديها خبرة في تنفيذ هذا البرنامج.
وشكر أ.د. أبو كشك الحكومة الألمانية ومؤسساتها على شراكتها مع جامعة القدس في تأسيس هذا البرنامج، مؤكداً على أن النجاح الذي حققه البرنامج يعود إلى جهود كافة الأطراف الشريكة، بما في ذلك القطاع الخاص، مجددًا شكره للطلبة أنفسهم الذين أثبتوا جدارة فلسطين بمثل هذه البرامج النوعية.
في كلمته نيابة عن معالي وزير التعليم الفلسطيني والتعليم العالي، أكد د. ايهاب قبج على تميز برنامج الدراسات الثنائية، لمساهمة هذا البرنامج في تقديم الحلول للتحديات التي تواجه التعليم العالي في فلسطين، كونه يعمل على جسر الفجوة بين مخرجات التعليم واحتياجات المجتمع، مشيراً إلى أن المجتمع الفلسطيني بحاجة لمثل هذه البرامج، موجهًا دعوة للجامعات إلى تبني نماذج فعالة كبرنامج الدراسات الثنائية. وتقدم د. القبج بالتهنئة إلى أسرة الجامعة وإلى الطلبة وذويهم بهذا الإنجاز الكبير.
وأشاد السيد مايكل هيرولد بما تم إنجازه بالشراكة مع جامعة القدس، قائلاً " تفخر ألمانيا بالمساهمة في إنشاء هذا المشروع الناجح، فقد أتيت من بلد له تاريخ طويل في برامج الدراسة الثنائية ويسعدني أن أرى أن هذا النموذج يكتسب زخماً في المنطقة.
وأكد أن مشاركة القطاع الخاص أمراً ضرورياً لنجاح التعليم والتدريب الفني والمهني، وفي مقدمتها التعليم العالي، الأمر الذي يعد مبتكرأ، معبراً بذلك عن إعجابه لالتزام أكثر من 200 شركة شريكة للبرنامج.
وتطرق د. صلاح الدين عودة إلى الانجازات التي حققها البرنامج منذ انطلاقه في العام 2015 مبيناً أن تجربة الجامعة في تقديم مثل هذا النموذج من التعليم الجامعي الذي يجمع ما بين التعليم الأكاديمي والتدريب العملي في الشركات امراً فريداً من نوعه في المنطقة كلها، والتي نسعى من خلالها إلى ترسيخ التعليم الثنائي كنموذج تكاملي وشامل يتميز بشركائه وتخصصاته وخريجيه".
وشكر د.عودة الحكومة الألمانية على دعمها لإنشاء هذا البرنامج مثمناً في الوقت ذاته جهود الجامعة والخبراء المحليين والدوليين، الذين ساهموا في بناء هذا البرنامج وانجاحه.
وفي كلمة القطاع الخاص، أكد مدير عام الشركة الوطنية للألمنيوم والبروفيلات المهندس عنان عنبتاوي على أهمية هذا النموذج من منظور القطاع الخاص في فلسطين، قائلا: "نحتفل اليوم بتخريج أول دفعة من برنامج الدراسات الثنائية، حيث كان القطاع الخاص الفلسطيني مبادراً ومستعدأً لمثل هذا النموذج من التعليم العالي منذ البداية، نظراً لموائمته التامة لما يحتاجه السوق الفلسطيني.
وبين أن شراكتهم في البرنامج بدأت بعدد قليل من الطلبة ومن تخصصات محدودة، مؤكداً على تميز الطلبة خلال تدريبهم في الشركات مما يدلل على نجاح البرنامج.
وفي كلمة الخريجين، أكدت الطالبة غزل سلامة تخصص الهندسة الكهربائية على الخبرة التي اكتسبتها وزملائها من البرنامج المميز، موضحةً أنه ساهم بشكل كبير في بناء شخصيتها وتعزيز ثقتها بنفسها إلى جانب منحها فرص أكبر في سوق العمل.
وقالت: " أرغب في إرسال رسالة للطلاب الذين سينضمون إلى الجامعات قريبًا، حيث أود أن أقول لهم بأن لا يخشوا من هذه التجربة، لأنها ستعلمكم الكثيرا وتتيح أمامكم العديد من الفر"، مقدمةً شكرها لجامعة القدس على هذا البرنامج الرائع.
يذكر أن نظام الدراسات الثنائية هو الأول من نوعه في فلسطين والشرق الأوسط، ويهدف إلى تطوير الدراسة الجامعية عن طريق دمج التعليم النظري مع العملي، وتطمح جامعة القدس في البرنامج إلى تقليل نسب البطالة بين الشباب ومساعدتهم في الاندماج في سوق العمل، وأهم ما يميز البرنامج أنه مبني على النموذج الألماني المتبع منذ أكثر من أربعين عاماً ويتم تنفيذه في جامعة القدس بدعم من الحكومة الألمانية وبالتعاون مع وكالة التعاون الألماني "GIZ"، وبنك التنمية الألماني "KFW"، وشركة "GFA"الإستشارية وآخرون، وقد بلغ عدد الطلبة الملتحقين في الدراسات الثنائية، 236 طالب وطالبة موزعين على أربعة تخصصات مختلفة وهي: الهندسة الكهربائية والهندسة الصناعية وإدارة الأعمال وتكنولوجيا المعلومات.