رام الله الاخباري :
أطلق علماء من وكالة الأرصاد الجوية الأرجنتينية تحذيرا، من أن القارة القطبية الجنوبية "أنتاركتيكا" سجلت درجة الحرارة الأكبر في تاريخها على الإطلاق.
وأشارت شبكة "سي إن إن" الأمريكية إلى أنه تم تسجيل درجة حرارة تصل إلى 65 درجة فهرنهايت أي ما يوازي 18.5 درجة مئوية في القارة القطبية الجنوبية.
وسجلت تلك الدرجات محطة أبحاث "إسبيرانزا" في الأرجنتين والتابعة لوكالة الأرصاد الجوية الأرجنتينية.
وتجاوز ذلك الرقم المسجل الرقم القياسي السابق البالغ 63.5 درجة فهرنهايت أي ما يوازي 17.5 درجة مئوية، والذي تم تحديده يوم 24 مارس/آذار 2015.
وتعد درجة الحرارة تلك هي الأكبر على الإطلاق منذ بدء تسجيل درجات حرارة القارة القطبية الجنوبية في عام 1961.
ويعيش نصف الكرة الجنوبي حاليا فصل الصيف، لكن لم يكن من المعتاد أن تكون درجات الحرارة في أنتاركتيكا بمثل تلك الدرجات، خاصة أنها معروفة أنها واحدة من أبرز الأماكن على وجه الأرض، وتساعد في حفظ توازن الكوكب مع القطب الشمالي.
وقال راندال سيرفني، من المنظمة العالمية للأرصاد الجوية: "ما لاحظناه يمكن وصفه بأنه تسجيل شرعي للنتائج، لكنه أيضا ناقوس خطر، فالكارثة تقترب".
وتشهد منطقة "أنتاركتيكا" ارتفاعا ملحوظا في درجات الحرارة، بسبب تلوث الغاز الناجم عن استخدام البشر لمختلف أنواع الوقود الأحفورية، وتفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري.
وقالت الشبكة الأمريكية: "العواقب العالمية ستكون خطيرة، خاصة بالنسبة لملايين الأشخاص الذين يعيشون على سواحل العالم المعرضين لارتفاع مستوى سطح".
وقالت منظمة الأرصاد الجوية العالمية، "نشهد حاليا ارتفاع درجات حرارة القارة القطبية الجنوبية 3 درجات مئوية خلال السنوات الـ50 الماضية، والوتيرة تتسارع بصورة كبيرة والكارثة تقترب.
#Antártida | Nuevo récord de temperaturas ️
— SMN Argentina (@SMN_Argentina) February 6, 2020
Este mediodía la Base #Esperanza registró un nuevo récord histórico (desde 1961) de temperatura, con 18,3°C. Con este valor se supera el récord anterior de 17,5°C del 24 en marzo de 2015. Y no fue el único récord... pic.twitter.com/rhKsPFytCb
وتابعت "العديد من الأنهار الجليدية الضخمة في القارة القطبية الجنوبية تذوب بسرعة كبيرة، بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري، وطبقة الجليد في أنتاركتيكا تحتوي على كمية كافية من المياه لرفع مستويات سطح البحر بنحو 200 قدم".
كما أشارت إلى أنه حاليا بدأت مياه المحيط الدافئة تذوب نهر ثوايتز الجليدي العملاق في غربي القارة القطبية الجنوبية، والذي يمتلك وحده القدرة على رفع مستويات البحر العالمية بأكثر من 10 أقدام.
قول العلماء الجيولوجيون، إنه إذا استمر ذوبان الأنهار الجليدية بهذا المعدل الجنوني السريع، فهذا سيجعل كوكب الأرض عرضة لخطر زوال دول من على الخريطة، وربما انقراض كوكب الأرض بالكامل.
ويشير الباحثون إلى أن الغطاء الجليدي في غرينيلاند بالقرب من هر سيرميك أفانغاردارد الجليدي، بدأ في الذوبان فعليا، وهو ما يشكل الثقل الجليدي الأساسي في كوكب الأرض.
وتؤكد الدراسات أنه خلال عام 2100، سيصل عدد المشردين واللاجئين في العالم إلى 2 مليار شخص، أو نحو خمس سكان العالم، بسبب ارتفاع مستويات المحيطات.
أما دولة مثل بنغلاديش، فقد لا تكون موجودة أساسا على الخريطة، و15 مليون شخص بها يتحولون إلى لاجئين، في حال ما ارتفع مستوى البحار والمحيطات واحد متر فقط، أما في حالة الذوبان الكامل فالمستوى متوقع أن يصل إلى 3 أمتار.
ونفس الأمر بالنسبة لعدد كبير من الجزر، مثل جزر المارشال، والتي ستفجر بدورها أزمات أخرى متعلقة بأين سيتواجد "لاجئو المناخ" في ظل عدم تشريع قوانين تجبر الدول الكبرى على استضافة مواطني تلك الدول.
وقال جيسون برينر، عالم الجيولوجيا في جامعة "بوفالو" الأمريكية: "لا تتوقف تلك التأثيرات المدمرة عند هذا الحد، بل ستصل إلى موجة نقص في مياه الشرب تجتاح العالم كله وبالتالي موجة نقص في الغذاء ومجاعات تقضي على الأخضر واليابس".
كما قال أندريا دوتون، أستاذ الجيولوجيا في جامعة فلوريدا، "هناك اعتقاد خاطئ من أن ارتفاع مستوى سطح البحر يتعلق بغمرها للأرض، فمن لم يغرق منزله فهو آمن، لكن هذا خطأ جدا".
وأردف "ارتفاع منسوب سطح البحر، سيجعل منظومات الصرف الصحي تندمج مع مياه الشرب، ما يجعل انتقال الأمراض والأوبئة أمر طبيعي".ومضى دوتون "كما سيؤثر ذوبان الأنهار الجليدية، على حصول الناس على الغذاء والماء والطاقة، وهي أمور جوهرية ونحتاجها للبقاء على قيد الحياة".
واستطرد "سيغير هذا الأمر على شكل الحياة التي نعرفها بالكامل، فنحن أمام صفائح جليدية كبرى في القطب الشمالي والقطب الجنوبي تنهار بالكامل".وأتم "يكفي أن تعلم أن تلك الصفائح الجليدية الثقيلة، كان تشكل جزء من توازن طاقة الأرض، ما يعني أننا أمام انهيار في التوازن ما سيتتبعه من كوارث خطيرة".
وكانت الأمم المتحدة، أصدرت ما وصفته بـ"تحذير من الخطر الأكبر الذي يهدد كوكب الأرض"، خاصة بعد ارتفاع درجات الحرارة القياسية الذي شهدته أوروبا.