رام الله الاخباري :
ناقش مجلس السفراء العرب المعتمدين في باريس خلال عقده، اليوم الثلاثاء، اجتماعاً طارئاً في مقر مكتب جامعة الدول العربية في العاصمة الفرنسية، بطلب من سفير
فلسطين سلمان الهرفي، تداعيات صفقة القرن والخطوات العربية المزمع اتخاذها بحسب نتائج وقرارات مجلس جامعة الدول العربية الذي عقد الأسبوع الماضي بحضور الرئيس محمود عباس، وتنسيق المواقف في الخطاب مع الجهات الرسمية الفرنسية.
وقرر المجتمعون تشكيل لجنة مكونة من سفراء مصر، والأردن والعراق، والكويت، والجزائر، وتونس، وجيبوتي، إضافة الى سفير الجامعة العربية بباريس، وسفير
فلسطين، لاجراء سلسلة مشاورات واسعة مع المسؤولين الفرنسيين بينهم وزير الخارجية الفرنسي ورؤساء لجان الخارجية والدفاع في مجلسي النواب والشيوخ الفرنسيين، لوضعهم بصورة المخاطر الجسيمة التي تتضمنها الخطة الأميركية، ولنقل الموقف العربي المعبر عنه من خلال مجلس جامعة الدول العربية الذي عقد السبت الماضي.
وترأس الاجتماع الطارئ نائب عميد السلك الدبلوماسي العربي في فرنسا، سفير جمهورية مصر العربية إيهاب بدوي والذي افتتح الاجتماع بالتأكيد أن فلسطين ستظل قضية
العرب المركزية، وأن الحل يجب أن يكون نابعاً من قرارات الأمم المتحدة ومنظماتها المختلفة، وضرورة الاستفادة من المواقف الدولية الرافضة لـ"صفقة القرن"، خاصة الموقف الأوروبي المتمسك بحل الدولتين.
وثمن الهرفي مواقف الدول العربية المتمسكة ببناء السلام وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية التي تشكل اساساً صلباً لبناء سلام عادل ودائم وشامل في فلسطين والمنطقة.
وندد بخطة ترمب المعروفة باسم "صفقة القرن"، مؤكداً أن فحوى هذه الخطة يتمثل في فرض الاستسلام على الطرف الفلسطيني والعربي، منوها إلى أن هذه الخطة لا
تهدف الى إحلال السلام حقاً، بل تسعى في المقام الأول لإنقاذ ترمب ونتنياهو من القضايا التي تحاصرهما، والمتمثلة بالفساد وسوء استغلال السلطة، كما تهدف لإبقاء
إسرائيل قوية ومسيطرة على الأرض الفلسطينية والمناطق الحدودية مع الدول العربية المجاورة، دون الاخذ بعين الاعتبار الحقوق الفلسطينية والعربية التي اكدت عليها مئات القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة ومنظماتها المختلفة.
وشدد الهرفي على أن الخطة لها ابعاد تتجاوز فلسطين لتطال جميع دول المنطقة، مؤكدا أن فلسطين ليست الا القلعة المتقدمة للدفاع عن العروبة والمقدسات العربية الاسلامية والمسيحية في وجه المشروع الاسرائيلي لتقسيم المنطقة العربية واعادة ترسيم حدودها بما يتلائم مع مصالحها.
واعتبر ما جاء في البيان الختامي لاجتماعات مجلس جامعة الدول العربية، أرضية ودليلاً للتحرك الدبلوماسي مع الطرف الفرنسي، خاصة أن فرنسا ما زالت تعتبر قرارات الشرعية الدولية مرجعاً للتوصل الى تسوية عادلة للقضية الفلسطينية وما زالت تتمسك بحل الدولتين كحل وحيد قابل للتطبيق.