رام الله الإخباري
رام الله الإخباري:
أشار كاتب إسرائيلي الى أن إمكانية العثور على زعيم فلسطيني يقبل بصفقة القرن هو صفر مطلق، وحتى لو تم العثور عليه فإن قدرته على نزع غزة من سلاحها، ووقف دفع الأموال لعائلات الأسرى والشهداء، وتعليم الأجيال الفلسطينية القادمة على حب إسرائيل، هو صفر مطلق أيضا.
ونشر الكاتب الاسرائيلي بن كاسبيت مقال على موقع "المونيتور"، قال فيه أن "المشكلة التي تواجه نتنياهو أنه حتى لو حصل على 80 مقعدا في الكنيست، فإنه بعد زمن
قصير فقط سيتحول إلى متهم في محاكمة جنائية إسرائيلية؛ لذلك يمكن القول بكثير من الثقة إن صفقة القرن لن تسفر عن تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين".
وتابع "صفقة القرن" الأمريكية، لن تسفر عن تحقيق السلام، لكن بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة الإسرائيلية، أنقذ نفسه من خلالها من ورطته السياسية، ولذلك يمكن اعتبار
صفقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هي طوق النجاة لنتنياهو، وبفضلها يمكن له الوصول إلى 61 عضو كنيست يمنحونه ثقة تشكيل الحكومة القادمة".
ووفقا للكاتب وهو مقدم برامج تلفزيونية وإذاعية، وصاحب عمود يومي في الصحافة الإسرائيلية، فإن "صفقة القرن تمنح إسرائيل إمكانية ضم 30% من الضفة الغربية،
وتأبيد الواقع القائم فيها، وفرض الأمر الواقع على هذه المنطقة الجغرافية المزدحمة للشعبين، أحدهما يسيطر وهم الإسرائيليون، والآخر وهم الفلسطينيون الواقعون تحت السيطرة".
وأضاف "يمكن النظر إلى صفقة القرن من زاوية أخرى، مفادها أن اليمين الإسرائيلي بزعامة نتنياهو ذاته أعطى نعم عالية الصوت للصفقة، التي تدعو أخيرا إلى إقامة
دولة فلسطينية مستقلة بجانب إسرائيل، وتقسيم القدس، وتبادل الأراضي، وبذلك فإن صفقة ترامب تشبه إلى حد بعيد الخطة القديمة التي أعلنها رئيس الحكومة الإسرائيلية الراحل إسحق رابين، الذي بدأ المفاوضات مع الفلسطينيين من خلال اتفاق أوسلو 1993".
وأشار بن كاسبيت "خطة رابين دعت في نهايتها لإقامة دولة فلسطينية "ماينوس" منزوعة السلاح، تقام على 75% من أراضي الضفة الغربية، ويحافظ على وحدة القدس
عاصمة لإسرائيل، لكنه ألمح إلى إمكانية تنازله عن بعض أجزائها الشرقية لصالح الفلسطينيين، مع أن رابين لم يوافق آنذاك على تبادل الأراضي معهم، وبموجبها تمنحهم إسرائيل بعض الأراضي الخاضعة لسيطرتها داخل الخط الأخضر".
وأردف قائلا "خطة ترامب-نتنياهو تبتعد كثيرا أكثر من خطة رابين، وبذلك نعيد طرح السؤال من جديد: لماذا تم اغتيال رابين؟ مع أن علاقاته مع الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون تشبه تماما علاقات نتنياهو مع ترامب، بل يمكن القول إن كلينتون لم يفكر بفرض تنازلات على رابين".
وبين الكاتب "يمكن القول إن الخطة المطروحة اليوم من قبل نتنياهو ومعسكر اليمين هي في حقيقتها خطة اليسار الإسرائيلي قبل ثلاثة عقود، وتعني حل الدولتين بين النهر والبحر، وعاصمتهما القدس، لكن المشكلة تكمن في الوقائع القائمة على الأرض، فقد اشترط ترامب على الفلسطينيين جملة شروط وتعهدات قاسية قبيل إقامة دولتهم السيادية".
وختم بالقول إن "النتيجة تعني، فإن قدرته على تفكيك سلاح حماس، ونزع غزة من سلاحها، ووقف دفع الأموال لعائلات الأسرى والشهداء، وتعليم الأجيال الفلسطينية القادمة على حب إسرائيل، هو صفر مطلق أيضا".
عربي 21