رام الله الاخباري :
قال مستشرق إسرائيلي ان رد إيران بهذه الطريقة على اغتيال قاسم سليماني يفسر بأنها طلقة البداية لخطوة إضافية ، من سلسلة طويلة من العمليات الفتاكة ضد القوات الامريكية في الشرق الأوسط وفي المقام الأول في العراق عبر الفصائل الشيعية التي شكلها سليماني على مدى سنوات.
ورأى إيهود يعري – محلّل الشؤون العربيّة في القناة الـ12 بالتلفزيون العبريّ، في مقالٍ مُقتضبٍ نشره على موقع القناة الالكترونيّ، أنّ صلية صواريخ ذو الفقار (نسخة من فاتح 110)
التي أطلقت على القاعدتين الأمريكيتين في العراق كانت ردّ الإيرانيين على اغتيال اللواء قاسم سليماني، الذي تمّ فجر يوم الجمعة الماضي، الثالث من كانون الثاني (يناير) 2020 بالقرب من مطار بغداد الدوليّ.
وتابع يعاري، الذي يعمل أيضًا باحثًا في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، بصفته مُستشرقًا إسرائيليًا، تابع قائلاً إنّ الحذر الإيراني في ردهم يعزّز التقدير برغبتهم في
تنفيذ واجب الانتقام، لكن ليس لدى الجمهورية الإسلامية أي توجّه في الدخول بمواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة الأمريكيّة، على حدّ تعبيره.
في السياق ذاته ، قال كاتبٌ سياسيٌّ في صحيفة معاريف الاسرائيلية إنّ التقديرات الإسرائيلية السائدة تفيد بأن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لم يقرر بعد المغادرة النهائية
للشرق الأوسط، في حين أنّ الرد الإيراني على اغتيال قاسم سليماني، الذي لم يأتِ عنيفًا بصورة واضحة، قد يرجئ أيّ خطط أمريكية لإخلاء قواتها من المنطقة.
وأضاف بن كاسبيت أنّ البيان المسرب لقائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال ويليام سيلي، حول الانسحاب الأمريكي من هناك، تلقفته الأوساط الأمنية الإسرائيلية
بصورة متسارعة، حتى إن النسخة المترجمة للعبرية من التصريح وجدت طريقها بصورة غير متوقعة لمجموعات الواتس أب التي يشترك فيها كبار الخبراء العسكريين، والضباط السابقون في الجيش، والأجهزة الأمنية الإسرائيلية.
وأكد أنّ القناعة السائدة اليوم في المنظومة الأمنية الإسرائيلية أن ترامب لم يقرر بعد هل سيبقى في العراق أم ينسحب منه، فهو ليس معنيًا بنقل التوابيت السوداء المحملة
بجثامين الجنود الأمريكيين بالطائرات إلى واشنطن في عام الانتخابات، لأنّه كان سعيدًا بالانسحاب من سوريّة كما تعهد بذلك قبل زمن طويل، مع أن الجيش الأمريكي يحاول إعادة انتشاره في المنطقة تحضيرًا للانسحاب.
وأوضح أنه بغضّ النظر عن طبيعة تسريب الكتاب الخاص بالانسحاب الأمريكي من العراق، فإنّ إسرائيل مطالبة بالتنبه جيدًا لأي سيناريو سيئ بالنسبة لها قد يحدث، في
ضوء أنّ هذه السيناريوهات آخذة في التزايد والتعاظم، لأن التوجه الأمريكي بمغادرة الشرق الأوسط عشية عام الانتخابات سيترك إسرائيل تواجه التهديدات وحدها في ظل توقيت حرج وخطير.
وخلُص المُحلِّل الإسرائيليّ إلى القول إنّ ذلك يجعلنا نتوقع أن تمارس إسرائيل ضغوطًا كبيرة على ترامب في الأسابيع القادمة، ولكن في حال لم ينجح نتنياهو عبر العناصر الإنجيليّة بإقناعه بالعدول عن فكرة الانسحاب في هذه المرحلة، فإنّ إسرائيل سوف تضطر للقيام بجملة خطوات واسعة لتحضير نفسها للخيار الأسوأ، كما نقل عن مصادره واسعة الاطلاع في تل أبيب.