خلاف بين الجيش والمخابرات الاسرائيلية على "معضلة العمال"

الجيش الاسرائيلي والمخابرات والعمال الفلسطينيين

رام الله الإخباري

رام الله الإخباري:

لم تستطع إسرائيل بعد حرب 2014 على غزة، استغلال الفرصة الاستراتيجية التي نشأت بعد الحرب مع حماس كي تدفع إلى الأمام بتسوية تحقق هدوء طويل المدى في الجنوب. غير أن في حينه، في آذار 2018، بدأت المواجهات على الجدار ومعها جولات القتال وإطلاق النار. والآن، يقول رئيس الأركان افيف كوخافي بشكل حاد وواضح بأنه توجد فرصة متكررة ويجب استغلالها.

يدفع الجيش الاسرائيلي عمليا بقوة  لخطوة التسهيلات، ولكن الشاباك – جهاز المخابرات يعارض بعضها – وأساسا إدخال عمال يعملون في الاراضي المحتلة 

المواجهة بين الجهازين هي التي تعيق الخطوة التي يؤيدها عموم الجنرالات ذوي الصلة إضافة إلى رئيس الأركان في جيش الاحتلال – قائد المنطقة الجنوبية اللواء هيرتسي هليفي، رئيس شعبة العمليات اللواء اهرون حليوة، ومنسق أعمال المناطق اللواء كميل ابو الركن. في الجيش يخشون من أنه إذا لم تستغل نافذة الفرصة للتسوية، ستكون النتيجة معاكسة

 انفجار : 

وأعلنت اللجنة العليا لمسيرات العودة في غزة تبنيها لخطة العمل للعام 2020، وفي إطارها تتوقف المسيرات الأسبوعية، وتجرى مسيرات في مناسبات وطنية ومرة في الشهر ابتداء من نهاية شهر آذار. وكتب في البيان أنه ستجرى مسيرات يوم الجمعة القادم وبعد ذلك ستكرس الفترة حتى 30 من شهر آذار للاستعداد وإعداد ملف قانوني عن "جرائم الاحتلال ضد المتظاهرين".

ويدل هذا البيان على استعداد حماس لخطوة التسوية التي تتعاطى مع تصريحات رئيس الأركان كوخافي أول أمس، وبموجبها فإن اهتمام حماس الأساس هو لتحسين رفاهية سكان القطاع. ثمة رغبة شديدة لدى حماس في عدم تصعيد الوضع والدفع بالمسيرة إلى الأمام.

ويثار جدلاً واسعاً حول ادخال عمال ليعملوا في البلاد. في الجيش يدّعون بأنه يمكن أخذ مخاطرة محسوبة وادخال عمال كبار في السن دون ماضٍ معروف من النشاط "التخريبي". ويدور الحديث عن ـرباب عائلات ليعملوا في الزراعة أو في البناء، فيضخوا المال إلى داخل غزة ويحسنوا الوضع الاقتصادي.

ووفقاً لمصادر في الجيش الإسرائيلي فإن عاملًا يعمل في البناء يخرج من غزة مثلا سيكسب ما لا يقل عن ألفي دولار، تُحسن بشكل دراماتيكي وضعه ووضع عائلته، ويدخل الأكسجين إلى القطاع.

أما في جهاز الشاباك فيدعون بالمقابل بأن ادخال العمال ينطوي على مخاطرة شديدة بالعمليات، وأن حماس تعمل كل الوقت على تحريك عمليات ذات مغزى. كما يقولون في الشاباك إنهم أحبطوا في السنوات الأخيرة محاولات لاستغلال دائم للمرضى الحقيقيين لأهداف "الإرهاب" – مثل نقل وسائل قتالية، أموال وتعليمات إلى النشطاء – فما بالك أن يستغل عمال أصحاء ومحصنون لـ"الإرهاب" ولجمع المعلومات والمسؤولية عن كل شيء هي عليهم.

في الشاباك يشجعون دخول التجار، وصادقوا على زيادة عدد التجار المسموح بدخولهم إلى إسرائيل – انطلاقا من الفهم بأن هؤلاء يحركون الاقتصاد وينتجون أماكن عمل، ولكنهم يدعون بأن ليس للعامل ما يخسره ومن شأنه أن يفعل كل شيء كي يكسب مزيدا من المال.

يذكر أن عموم أجهزة الأمن تؤيد التسوية بما في ذلك منسق الأعمال في المناطق الذي يؤيد موقف الجيش في مسألة العمال. غير أنه بينما يبدي الجيش استعدادا لأخذ مخاطرة محسوبة من أجل التقديم، في الشاباك يطلبون التصرف بشكل حذر وبطيء أكثر مما من شأنه في نهاية المطاف أن يؤدي إلى تفويت آخر للفرصة الناشئة الآن.

لماذا الآن بالذات توجد فرصة؟ الجواب على ذلك يكمن في تصفية بهاء أبو العطا، كبير الذراع العسكري للجهاد الاسلامي قبل شهر ونصف. وكان رئيس الأركان كوخافي وصف التصفية كخطوة استراتيجية وليس تكتيكية، تتمثل بإخراج جهة تدق طبول الحرب بخلاف موقف حماس المعنية بالفعل بالتسوية.

وخلال هذا الأسبوع كان إشارة من جهة الجهاد الاسلامي – حين أطلق الجهاد النار نحو اجتماع لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في عسقلان وتسبب له للمرة الثانية في غضون ثلاثة اشهر للنزول عن المنصة في اجتماع عام. الجيش والشاباك قالوا كلمتهم. وسيكون نتنياهو هو الذي يتعين عليه أن يحسم.

عكا للشؤون الاسرائيلية