رام الله الإخباري
رام الله الاخباري:
طرح موقع كورا (Quora) المتخصص في تلقي الأسئلة وإتاحة الفرصة للجمهور للإجابة عليها، لمعرفة ما إذا كان المال يجلب السعادة، فكانت الإجابات مختلفة، إلا أن الأغلب أجاب بأن المال ليس كل شيء في الحياة.
وقالت كارول فيلو، إحدى مستخدمات موقع (كورا)، كيف تحول والداها من الفقر المدقع إلى أن أصبحا من أصحاب الملايين عندما حققت شركة للطباعة كانا يمتلكانها نجاحا كبيرا. وقد أثار ذلك النجاح الذي حققته الشركة شهية العائلة بأكملها نحو جني المزيد من الأموال.
وتقول فيلو: "أدمنت أمي جمع المال، ولم يعد شيئا كافيا بالنسبة لها، ومع مرور الوقت، تلاشت العلاقات الأسرية، ولأنني عايشت التجربة بالكامل يمكنني القول إن الراحة والقناعة أهم من الثراء".
كما يتفق مورات موريسون تماما مع ما تقوله فيلو، فقد أصبح ثرياً عندما باع شركة للنقل في أواخر التسعينيات. وقد تعلم شيئاً لن يبرح ذاكرته على الإطلاق.
ويقول موريسون في إجابته على السؤال عبر الموقع المخصص: "المال يجلب الراحة، لكن الراحة لا تعني بالضرورة السعادة أو الرضى. لقد شعرت بأنني شخص أجوف طوال السنوات التي أصبحت بعدها أحد الأثرياء. من المهم أن تكون مرتاحاً، لكن الأكثر أهمية هو أن تكون سعيدا."
أما بول بوكهايت فأجاب بقوله: "الثروة تكشف خصال البشر، وإن تعزز الثروة من الصفات التي كان الناس يتحلون بها قبل أن يصبحوا أغنياء. فإن كنت شخصاً سيئاً، من المرجح أن تجعلك الثروة أكثر سوءا. أما إذا كان لديك هدف أسمى في الحياة من مجرد جمع المال، فيمكن للثروة أن تمنحك الحرية للتركيز على تحقيق ما تصبو إليه."
أما ستو سويرمان، فيرى أن الهدف هو الاستمرار في الكد والعمل. ويقول: "عملت باجتهاد لمدة 15 عاماً، وقمت ببيع شركة البرمجيات التي كنت أمتلكها. وعندما حصلت على ثمنها الضخم أمضيت فترة تقاعد استمرت خمسة أيام فقط."
ويضيف سويرمان: "أنت بحاجة إلى شيء تنشغل به. أسست على الفور شركة جديدة، وشعرت بسعادة أكبر من مجرد أن أحصل على المال وأتقاعد."
أما مستخدم آخر لم يرد ذكر اسمه فيقول: "عندما تكون ثريا، لا يُسمح لك بأن تشكو من شيء أبداً. فطالما يتخيل غالبية الناس أن الأغنياء يعيشون حالة من النقاء، وراحة البال، فليس مسموحاً في نظر العامة أن يكون لديك احتياجات بشرية أو مشاكل. ومع أنك مجرد إنسان، لا يعاملك غالبية الناس على هذا الأساس."
ومن السلبيات الأخرى للثراء أيضا تغير مستوى العلاقات مع الأصدقاء والعائلة. فمعظم الناس يتطلعون للاستفادة منك مادياً، وقد يصعب عليك أن تجزم ما إذا كان اللطف الذي يبديه أحدهم سببه محبته لك، أم أنه يطمع في ما لديك من مال".
ويضيف: "أما إذا كنت أعزبا، فقد تكون في شك على الدوام بشأن ما إذا كان شريكك يحبك أم يحب مالك."
أجاب معظم المتابعين على موقع (كورا) بأنه على الرغم من سلبيات الثراء، هناك إيجابيات كثيرة لوجود الثروة.
ويقول صاحب أحد التعليقات الذي لم يفصح عن اسمه، والذي أشار إلى أنه أصبح يمتلك 15 مليون دولار بعد بيعه شركة كان يمتلكها: "أن تكون ثريا أفضل من ألا تكون كذلك، ولكن ليس بالدرجة التي يتصورها البعض."
ويضيف: "من أول الأشياء التي يمنحها لك الثراء عند حصولك على المال هو عدم التفكير في الهموم المتعلقة بالمال بعد ذلك. وستظل هناك بعض النفقات التي لا تستطيع تحملها، لكن معظم النفقات العادية يمكنك تحملها دون تفكير، وهذا بلا شك أفضل من أن تكون بلا ثروة تمكنك من ذلك."
ويقول مستخدم آخر يعمل مبرمجا في مجال التكنولوجيا إنه شق طريقه بنفسه، وبات يمتلك 20 مليون دولار، لكنه يرى أن الثروة عبء حقيقي.
وأضاف: "أصبحت ثريا وأنا في منتصف الثلاثينات من العمر. لقد أردت أن أكون ثريا، ونجحت في ذلك، لكنني أشعر أن هذا ليس هدفاً يستحق العناء. الوصول إلى الثروة بالتدريج أفضل لمستقبلي العملي، ولحياتي بشكل عام".
ويضيف: "من المستحيل أن تتخلى عن المال، وأن تكون ثريا فذلك أمر قد لا يستحق العناء، لكنك إذا أصبحت ثرياً، فسوف ترغب في البقاء كذلك إلى الأبد."
بي بي سي