رام الله الإخباري
رام الله الإخباري:
قال أمين عام اتحاد نقابات عمال فلسطين، عضو المجلس المركزي الفلسطيني، شاهر سعد، أن الاتحاد انتهى من إعداد ملف كامل متكامل للانتهاكات التي تنفذها إسرائيل على العمال والعاملات الفلسطينيين؛ كجزء رئيس ومأساوي من مجموع انتهاكاتها، وجرائمها بحق الشعب الفلسطيني.
وأضاف سعد: إنه من ضمن تلك الانتهاكات والجرائم، منع العمال من الوصول الحر والأمن لأماكن عملهم، ما يعني ملاحقتهم ملاحقة مميتة بمساعدة الكلاب البوليسية والطائرات المسيرة، واعتقالهم دون أي ذنب، واحتجاز أموال العمال، وتوفيراتهم وعدم تحويلها لمؤسسة الضمان الاجتماعي الفلسطينية، عملاً بالاتفاقيات الدولية، الموقعة بينها وبين منظمة التحرير الفلسطينية، وحرمانهم من حقوقهم الاجتماعية وتشغليهم، لاسيما عمال المستعمرات ضمن ظروف تشغيل، تنحدر لمستويات الاستعباد، وتعد هذه الجرائم، جرائم كاملة الأركان ضد الإنسانية، ويجب ألا تمر دون عقاب أو محاسبة.
وأكد أن هذه جرائم مكملة للجرائم التي تضمنتها الإحالة الاستهلالية التي قدمها وزير الخارجية الفلسطيني في بداية هذا العام، كالأنشطة الاستيطانية، وحصار غزة، والتهجير القسري، ومواصلة هدم المنازل والبنى التحتية للدولة الفلسطينية، والقتل المتعمد للمتظاهرين الفلسطينيين العزّل، والاعتقال التعسفي وممارسة أبشع أساليب التعذيب بحق الأسرى الفلسطينيين.
وقال سعد أن خطوة محكمة الجنايات الدولية لمحاسبة إسرائيل ستضع حداً لعهد عدم معاملة إسرائيل كباقي الدول، وبدء عهد المساءلة الدولية لها، جزاءً لما اقترفته من جرائم بحق الشعب الفلسطيني، على مدار الخمسين عاماً الماضية.
وأشار سعد، أنه عرض أمام لجان تقصي الحقائق الأممية المبتعثة من قبل منظمة العمل الدولية، مقاطع عريضة من الانتهاكات المنفذة على العمال، أبكت أعضاء اللجان من هول ما جاء فيها، وهذه خطوة فلسطينية، تضعنا اليوم، أمام عتبة جديدة من التعامل مع إسرائيل، أي الانتقال من التسجيل والتوثيق إلى تقديم شكاوى فعلية للمحكمة الجنائية الدولية، وغيرها من المحافل الدبلوماسية والقانونية والمنظمات والوكالات والمؤسسات الدولية المختلفة، لاتخاذ الإجراءات المناسبة ضد إسرائيل، بعد فتح تحقيق رسمي محايد.
وأردف قائلا "هذه دعوة موجهة من الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، لعموم الشغيلة والعاملين الفلسطينيين في إسرائيل، للابلاغ فورياً عن كل ما يتعرضون له من انتهاكات واعتداءات، حتى يتم الدفاع عنهم بشكل جديد ومختلف، اعتباراً من هذه اللحظة."
واعتبر سعد أن التصريحات الإسرائيلية ضد المحكمة وادعاءاتها الكاذبة، هي تصريحات نابعة من خوف إسرائيلي حقيقي من اقتراب ساعة الحساب، وإصرارها على لي الحقائق، ما هو إلا محاولات بائسة للاستمرار في الإفلات من العقاب، ولكن مصيرها الفشل الحتمي.
وتابع: "شعبنا لم تهتز ثقته في يوم بالعدالة الدولية، التي تمثلها محكمة الجنايات الدولية، باعتبارها محكمة مستقلة تسعى لضمان محاسبة مجرمي الحرب حول العالم، على ما ارتكبوا من فظائع، بمن فيهم إسرائيل التي ارتكبت، وتركب يومياً جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بحق الشعب الفلسطيني، وتعتقد أنها يمكن أن تستمر بالإفلات من العقاب، ومحكمة الجنايات الدولية، تملك الولاية لوقف هذا النهج الإجرامي، وتوفير الحد الأدنى من العدالة للشعب الفلسطيني، وهذه الخطوة تقرب ساعة المحاسبة".
وقال سعد أن إعلان المدعية العامة لمحكمة الجنايات الدولية، يؤكد على أهمية الخطوات الدبلوماسية والقانونية، التي أقرتها القيادة الفلسطينية؛ لتوفير الحماية والعدالة للشعب الفلسطيني؛ ولضمان تطبيق القانون الدولي، ومبدأ العدالة دون أي استثناءات أو تمييز.
وانهى حديثه قائلا "إن إسرائيل تقترب أكثر من أي وقت مضى من لحظة دفع الثمن، نظير جرائمها بحق شعبنا، الذي سيواصل طريقه بخطى ثابتة في استخدام كل الأدوات القانونية والدبلوماسية المتاحة؛ لمحاسبتها، وللتأكيد أن شعبنا لن يكون استثناء للقانون الدولي وحقوق الإنسان."
دنيا الوطن