واشنطن والرياض تبحثان نشر المزيد من القوات الأمريكية بالمملكة

نشر قوات امريكية في السعودية

رام الله الإخباري

رام الله الاخباري:

كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، النقاب عن مفاوضات بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، لبحث شروط تقاسم التكاليف الخاصة بمهمة عسكرية موسعة، ترمي إلى ضمان حماية المملكة من أي هجمات أخرى.

وأوضحت الصحيفة أن رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، مارك ميلي، أجرى مناقشات مع مسؤولين سعوديين هذا الأسبوع، تتعلق بنشر منظومة رادار ودفاعٍ جوي جديدة إلى جانب أنظمة دفاعية أخرى في المملكة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولون عسكريون قولهم، إن البلدين يتفاوضان على ترتيبات "تقاسم الأعباء"، إلا أنه من المتوقع أن تقدم المملكة الدعم المالي اللازم لبعض أركان الوجود العسكري الأمريكي المعتزم توسيعه في البلاد، والذي يشمل ترقيات تصل إلى إنشاء قاعدة جوية كبيرة، واللوازم من وقود ومياه وخدمات لوجستية.

وأشار المسؤولون في حديثهم للصحيفة، إلى أن نشر القوات له غرض مزدوج: أولها سدّ ثغرات في شبكة الدفاع الجوي السعودية، والتي كانت خلال السنوات الأخيرة موجهةً إلى الجنوب نحو تهديدات الحوثيين في اليمن، لا إلى الشرق أو الحدود الشمالية تجاه إيران. وثانياً: منع أي احتمال لأعمال هجومية إيرانية من خلال رفع المخاطر والتكلفة.

يذكر أن ترامب كان قد أقرّ تعزيزاً للتواجد الأمريكي الضئيل نسبياً في المملكة، من مهمة استشارية قوامها نحو 800، إلى قوة قوامها نحو 3000 فرد، وذلك في أعقاب هجوم وقع في 14 سبتمبر/أيلول 2019 على منشآت نفط سعودية، والتي قال مسؤولون سعوديون وأمريكيون إن إيران من شنتها.

ومن المُفترض أن تتولى تلك القوات تشغيل منظومات إضافية مصمّمة لمساعدة الحرس الوطني السعودي في مكافحة الهجمات الإيرانية، ويشمل ذلك أربع بطاريات من طراز باتريوت، ومنظومة دفاع جوي صاروخي من طراز "ثاد"، وسربين من الطائرات المقاتلة.

وظلت التكاليف المالية لعملية نشر القوات الأمريكي قد جرى إخفائها على نحوٍ غير معتاد، بعد أن تعهد ترامب، بأن المملكة الغنية هي من ستدفع 100 % من التكلفة.

وتشكّل القوات الأمريكية المرسلة إلى السعودية جزءاً صغيراً، بالمقارنة مع تواجد إقليمي كلي لها يتجاوز تعداده 60 ألفاً من القوات، لكن مسؤولين يقولون إن عمليات الانتشار الجديدة تعكس تنامي القلق من الهجمات الإيرانية.

ويقول مسؤولون عسكريون إن أحد الجوانب المهمة لنشر تلك القوات هو وجود قوات أمريكية في مزيدٍ من المواقع في أنحاء مختلفة من المملكة، وهم يذهبون إلى أن إيران أحجمت عن استهداف أفراد أمريكيين، مباشرة أو بشكل غير مباشر، جزئياً لأن ترامب أخذ يعلن صراحة بأن أي استهدافٍ سيؤدي إلى ردٍّ عسكري.

وقالت الصحيفة: "يسعى مسؤولو البنتاغون للرد على تهديد محتمل من إيران، في الوقت الذي يأملون أيضاً في إعادة توجيه اشتغالهم العسكري نحو منطقة شرق آسيا واحتواء المكاسب العسكرية السريعة التي حققتها الصين".

وأوضحت أن الانتشار الأمريكي في السعودية والخطوات الأخرى المتعلقة بتعزيز التواجد الأمريكي في الشرق الأوسط أمثلةٌ، تشير إلى أنه رغم ما أُجري من إصلاحات مؤخراً على الاستراتيجية العسكرية الوطنية، فإن تخلي الولايات المتحدة عن دورها في المنطقة أو إعادة توجيه تركيزها وقواتها يظل تحدياً كبيراً.

عربي بوست