استراليا : مقاتلات الشبح الامريكية " F-35 " عديمة الفائدة وغير مجدية

F 35 واستراليا

رام الله الإخباري

رام الله الاخباري : 

قالت صحيفة "سوهو" الصينية، إنه بعد أن أقدمت استراليا على شراء 72 مقاتلة متخفية من الجيل الخامس من طراز "F-35" وجدتها غير مجدية وعديمة الفائدة.

وفي افتتاحية المقال علقت الصحيفة الصينية بالقول: "نحن نعلم أنها كحليف مخلص للولايات المتحدة، فإن القطاع العسكري الأسترالي كان دوماً يحظى بوصاية خاصة من الولايات المتحدة. وخلال الفترة التي سبقت الحرب العالمية الثانية اعتمدت أستراليا في شراء معداتها العسكرية بشكل رئيس على الممكلة المتحدة، ولكن منذ نهاية الحرب الباردة، حلت الولايات المتحدة تدريجياً مكان المملكة المتحدة باعتبارها المورد الوحيد لمعدات القوات الجوية الملكية الاسترالية".

وتضيف الصحيفة أنه منذ عام 1985 قدمت الولايات المتحدة 75 طائرة من طراز "F/A-18A/B" إلى سلاح الجو الملكي الأسترالي وفي وقت لاحق من عام 2007 اشترت القوات الجوية الأسترالية 24 طائرة من طراز "F/A-18F" كبديل عن القاذفة القنابل العجوز من طراز "F-111". بالإضافة إلى ذلك، تمتلك القوات الجوية الأسترالية 11 طائرة حرب إلكترونية من طراز "EA-18G".

وتشير الصحيفة الصينية إلى أن جميع مقاتلات سلاح الجو الأسترالي صناعة أمريكية، كما أنها الآن بصدد استبدال جميع الطائرات القديمة من طراز "F/A-18A/B"، ولا يزال النموذج البديل الذي تم اختياره هي المقاتلة الشبحية من طراز "F-35A" أمريكية الصنع. وبهذه الطريقة حلت الولايات المتحدة محل المملكة المتحدة باعتبارها البلد المورد الرئيس لسلاح الجو الملكي الأسترالي.

 وتتابع الصحيفة أنه بعد دخول كمية كبيرة من المعدات الأمريكية إلى الجيش الأسترالي، سيكون بمقدور واشنطن تنفيذ المهام الإستراتيجية المتمثلة في تطويق واحتواء قوى الشرق العظمى بشكل أفضل.

 وترى الصحيفة أنه لو بذلت استراليا قصارى جهودها في أداء واجباتها، فإن الولايات المتحدة تستمر في تزويد استراليا بالأسلحة والمعدات التي لا تناسبها. ومن أجل مصلحتهم، فقد وافق الساسة في أستراليا على شراء 24 قاذفة قنابل من طراز "F-111C" باهظة الثمن من أجل الحصول على "قوة ضاربة مستقلة" وهمية، وبعد عقود طلبت استراليا شراء 75 مقاتلة من طراز "F-35" باهظة الثمن من الولايات المتحدة، ونتيجة لذلك أنفقت أستراليا 17 مليار دولار لشراء 72 مقاتلة من طراز "F-35A" عديمة الفائدة بسبب قصر نصف قطرها القتالي الذي لا يمكنه تلبية أي من الاحتياجات التشغيلية والقتالية لأستراليا.

هل المقاتلة "F-35" غير مجدية حقاً لسلاح الجو الأسترالي؟

توضح الصحيفة الصينية أنه "قبل مناقشة ما إذا كانت المقاتلة "F-35A" مفيدة للقوات الجوية الأسترالية أم لا، دعونا نلقي نظرة على كيفية استخدام المقاتلتين المجهزتين حالياً بواسطة القوات الجوية الأسترالية".

المقاتلة "F/A-18A/B":

منذ ثمانينيات القرن الماضي، اشترت القوات الجوية الأسترالية 57 مقاتلة من هذا الطراز من قبل الولايات المتحدة، لأن هذه المقاتلة تستطيع تنفيذ هجمات بدائرة نصف قطرها القتالي على أهداف برية وبحرية وجوية بشكل مثالي، ومن خلال خزانات الوقود الكبيرة يمكن لمقاتلة "F/A-18" الأسترالية الوصول وتنفيذ هجمات في منطقة "تيمور الشرقية"- بسبب النزاع بين أستراليا وجمهورية تيمور الشرقية على حقل الغاز "غريتر صنرايز".

منذ أن أدخلت القوات الجوية الاسترالية 24 قاذفة من طراز "F-111" في الخدمة؛ ارتفعت تكاليف الصيانة بشكل حاد، مما جعل استراليا تبحث عن بدائل، لكن الساسة في أستراليا اختاروا أن ينفقوا 17 مليار دولار على 72 مقاتلة "F-35A" قصيرة المدى لتحل محل جميع المقاتلات "F/A-18A/B" و "F/A-18F" دون النظر لحاجة أستراليا لشراء مقاتلات تتناسب مع مساحة أستراليا الشاسعة. ومع ذلك ونظراً لتأخر مشروع "F-35" وعدم تمكن "F-111" من مواصلة الخدمة، بدأ سلاح الجو الأسترالي على وجه السرعة بشراء 24 مقاتلة من طراز "F/A-18F" من الولايات المتحدة عام 2007.

علاوة على ذلك، وبالإضافة إلى حاجة سلاح الجو الأسترالي إلى الحفاظ على مجاله الخاص لأكثر من 4000 كم، تتمتع المنطقة الشمالية والجنوبية بأمن داخلي يتراوح من 2000-3000كم، ويجب تأمين النقاط الاستراتيجية ضمن مدى يتراوح من 1000-1500كم، ومجرد الاعتماد على مقاتلة "F35A" قصيرة المدى للهيمنة الجوية لا يبدو ذلك مثالياً. ويمكن القول إن تحرك الحكومة الأسترالية قد تجاهل بشكل أساسي القدرات القتالية الجوية الأجنبية وحتى الدفاعات الجوية الوطنية.

وتضيف الصحيفة الصينية أنه إذا كانت المقاتلات من طراز "F35A" ستقلع من أي قاعدة جوية استرالية للقيام بمهام قتالية عبر البحر، فإنها ستحتاج إلى حمل المزيد من الذخيرة البحرية والأرضية، وبهذه الطريقة عندما يتم تحميل نقاط التعليق الخارجية بالكامل، فإن مقاتلة "F-35A" ستفقد قدرتها على التخفي عن رادارات العدو، كما أنها ستقلل أيضا وبشكل حاد عن تنفيذ هجمات بدائرة نصف قطرها القتالي الأصلي من 1230كم إلى 700كم، وربما يمكنها الطيران فقط فوق المياه الاسترالية.

ما هي المقاتلات التي يحتاجها سلاح الجو الأسترالي؟

في ثمانينيات القرن الماضي، حين امتلكت القوات الجوية الاسترالية قاذفات "F-111" كان بإمكان استراليا ممارسة الردع بشكل كبير على البلدان المجاورة لها وخاصة أندونيسيا، وكان وزير الدفاع الاندونيسي في ذلك الوقت صريحاً مع وزير الخارجية الأسترالي: عندما أعرب أعضاء آخرون في مجلس الوزراء الإندونيسي عن استيائهم من استراليا في الاجتماع، وسأل وزير الدفاع الاندونيسي أعضاء المجلس "هل تعلم أن أستراليا تمتلك قاذفات يمكنها أن تسقط القنابل مباشرة من النافذة؟".

 توضح الصحيفة الصينية أنه يمكن للمرء أن يتصور سرعة تحليق القاذفة "" تصل إلى 2.5 ماخ، أي ما يعادل 2060كم/الساعة، ويمكنها أن تحلق بمدى يصل إلى 6000كم، وتبلغ حمولتها العسكرية 14.3طن، وهو ما يمكن أن يكون رادع استراتيجي كبير للدول المجاورة على بعد آلاف الكيلومترات من استرالياً! ولكن منذ أن تقاعدت القاذفات الاستراتيجية الـ 24 عام 2010 اختفى هذا الردع. على الرغم من أنه لا يزال بإمكان القوات الجوية الاسترالية الاعتماد على مقاتلات "F/A-18F" لتحل محل "F-111"، إلا أنها بالكاد تستطيع المحافظة على قدرة ضرب الأهداف على بعد 1000كم، ومع ذلك، ومقارنة بالقاذفات "F-111" فإن قدرتها على التحليق في الجو وحمل الذخائر تثير الشفقة.

لذلك ووفقاً للاحتياجات الاستراتيجية الحالية لأستراليا، فضلا عن متابعتها المتزايدة لما يسمى حرية الملاحة في بحر الصين الجنوبي مع الولايات المتحدة، لا بد من وجود مقاتلات قادرة على البقاء في الجو لمدى يتراوح من 1000-1900كم. وهذا المدى كان متاحاً فقط لدى قاذفات القنابل الكبيرة من طراز "F-111"، ولكن استراليا لا تملك حالياً القدرة على تطوير مثل هذه القاذفات. على الرغم من أن سلاح الجو الأمريكي مجهز حالياً بثلاثة أنواع من القاذفات الاستراتيجية من طراز "B-52" و "B-1B" و"B-2A" وهي غير كافية للجيش الأمريكي.، وقد تم اغلاق خطوط انتاج هذه المناذج الثلاثة لسنوات عديدة، ولا تستطيع استراليا شرائها.

 لذلك، وفي هذه الحالة؛ يمكن الاعتماد فقط على تطوير أو شراء صواريخ بعيدة المدى مضادة للسفن، أو تزويد المقاتلات "F/A-18" بصواريخ بحرية، للقيام بمهمام الردع بعيد المدى التي كانت تقوم بها قاذفة القنابل "F-111".

تتابع الصحيفة أن ضغوط الولايات المتحدة لشراء 72 مقاتلة من طراز "F-35A" عديمة الفائدة، التي احتلت قدراً كبيراً من الميزانية العسكرية المحدودة لأستراليا، تجعل استراليا تصرف النظر عن اقتناء عدد كبير من الغواصات التقليدية والمدمرات الحديثة ومجموعة متنوعة من الصواريخ بعيدة المدى المحمولة في البحر والجو.

الحدث