"ممالك النار" مسلسل سعودي امارتي يهاجم الخلافة العثمانية

مماليك النار

رام الله الإخباري

رام الله الاخباري:

ما إن عرضت مجموعة "إم بي سي" السعودية، اليوم الأحد، البرومو الترويجي لمسلسل "ممالك النار" التاريخي المنتج إماراتيا، حتى بدأت الخلافات تتصاعد، حول مضمون المسلسل الذي يتناول الحقبة الأخيرة من دولة المماليك، وسقوطها على يد العثمانيين في بدايات القرن السادس عشر.

وأكد متابعون ومختصون في التاريخ أن الهدف من المسلسل هو مواصلة الهجوم على تركيا من خلال تشويه تاريخ الدولة العثمانية، معتبرين أن اختيار توقيت عرض المسلسل 17 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري بالتزامن مع عرض المسلسل التركي "عثمان المؤسس" الذي سيُعرض 20 نوفمبر، محاولة لمنافسة الدراما التاريخية التركية ومحاولة لتقديم بديل ناطق بالعربية لعله يحقق نجاح "قيامة أرطغرل" في الوطن العربي.

وبحسب قناة "تي آر تي" التركية، فإن مسلسل "ممالك النار" رغم ضخامة الإنتاج (40 مليون دولار) إلا أنه بعيد كل البعد عن منافسة الدراما التاريخية التركية التي تتميز بـ"النَّفَس الطويل" كما تهتم بالتركيز على الجانب النفسي والأخلاقي للشخصيات إضافة إلى الإنتاج الضخم أيضاً، مبينة أن "ممالك النار" عمل صغير يتكون من 14 حلقة فقط ومن الواضح أنه سيعتمد على السرد التاريخي فقط بما يتناسب مع الأيديولوجيا التي يتبناها.

ونقلت القناة عن أوغوزهان دورسون عضو هيئة التدريس بجامعة السلطان محمد الفاتح في إسطنبول قسم التاريخ، قوله إن التوتر في السنوات الأخيرة بين تركيا وبين ما أطلق عليه "تحالف الكرة الزجاجية" (الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر) بسبب عدة ملفات كان سبباً في إيقاف قناة MBC السعودية عرض المسلسلات التركية في مارس 2018 ثم شنها هجوماً على المسلسلات التركية ولا سيما التاريخية.

وأكد أن مسلسل ممالك النار على قناة MBC السعودية يعد أحد المحاولات لسد الفراغ الناتج عن غياب الدراما التركية ولاستكمال حملة التشويه والشيطنة للدولة العثمانية.

وأشار إلى أن تنامي "القوة الناعمة" التركية في المنطقة العربية مستفيدة من الانتشار الكبير للمسلسلات التركية أزعج بعض الدول في منطقة الخليج، مما تسبب أيضاً في شن حرب على المسلسلات التركية ومنع عرضها على بعض القنوات، ومن ثم دفعها إلى إيجاد بديل لسد الفراغ الناتج بعد غياب الدراما التركية، معتبرا أن مسلسل ممالك النار على قناة MBC السعودية أحد تلك المحاولات لسد هذا الفراغ ولاستكمال حملة التشوية والشيطنة للدولة العثمانية."

أما أحمد تكين عضو هيئة التدريس بقسم التاريخ جامعة إسطنبول فيرى أن "الخلافات السياسية الأخيرة بين تركيا وبعض الدول العربية جعلت تلك الدول تلجأ لمحاولات شيطنة تركيا وتشويه صورتها وتاريخها وتشكيل صورة مخالفة للواقع في أذهان شعوب تلك الدول".

وأضاف أن إظهار السلطان العثماني سليم الأول بصورة المحتل وإظهار الدولة العثمانية في صورة الدولة المعتدية من خلال مسلسل "ممالك النار" هو جزء من هذه المحاولات الرامية لتشوية صورة تركيا الحالية عن طريق القدح في تاريخها وتكوين أحكام مسبقة في أذهان الشعوب العربية، بحق المواطنين الأتراك من خلال إظهار أجدادهم في صورة المحتلين والغزاة.

ولفت تكين إلى أن صُنّاع المسلسل يدركون حقيقة أن أغلب مشاهدي الدراما التلفزيونية لا يحاولون تكلف عناء البحث عن مصداقية ما يشاهدونه من معلومات، ولا يفكرون في البحث عن مصادر تلك المعلومات، ولذلك ليس من الصعب عليهم تقديم أي معلومات خاطئة أو كاذبة في المسلسل بما يتماشى مع الرسالة التي يرغبون في إيصالها للمشاهد.

وأوضحت القناة التركية، أن ياسر حارب صاحب فكرة المسلسل ومدير شركة جينوميديا المنتجة له قد نشر الفيديو الترويجي للمسلسل على حسابه بتويتر معلقاً عليه بقوله "السلطان المملوكي طومان باي في القاهرة، في مواجهة المحتل العثماني سليم" مُرتكباً مغالطة منهجية تلخص الغرض من إنتاج المسلسل؛ إذ لم يترك للمشاهد الفرصة لقراءة المقدمات والأدلة حتى تقوده للحكم، بل أصدره مسبقاً.

وأشارت "تي آر تي" إلى أن من الحقائق التاريخية التي يبدو أن المسلسل لن يتعرض لها حقيقة أن دولة المماليك هي دولة تركية في الأصل كانت تطلق على نفسها اسم "الدولة التركية" وكان قادتها يتحدثون فيما بينهم باللغة التركية.

وأوضحت القناة أن المسلسل يصور الدولة العثمانية كدولة محتلة والسلطان سليم الأول كمحتل قدم من بلاده طمعاً في أراضي الدولة المملوكية في مصر والشام، مشيرة إلى أن الحقيقة أن الصراع العثماني-المملوكي له أبعاد كثيرة وخلفية تاريخية تعود إلى عهد السلطان محمد الفاتح بسبب نزاع على النفوذ في بعض المناطق بجنوب شرقي الأناضول واستمر بعد ذلك في عهد السلطان بايزيد الثاني، بسبب حماية السلطان المملوكي للأمير جم سلطان الذي كان في صراع على العرش مع شقيقه السلطان بايزيد الثاني، ووصل الخلاف بين الدولتين ذروته في عهد السلطان سليم الأول بسبب علاقات دولة المماليك بالشاه إسماعيل الصفوي، العدو الأكبر للدولة العثمانية في تلك الفترة.

تي ار تي عربية